المقالات >
الجفاف العاطفي يدمر الاسر العربية
الأقسام :
المقالات
2021-08-07
2021-08-07
الجفاف العاطفي يدمر الاسر العربية
الاسباب : الاسباب كثيرة جدا سنذكر ابرزها :
1/كثرة المشاكل بين الزوجين تؤدي إلى شرخ كبير في العلاقة الزوجية مما يسبب برود عاطفي كبير بينهما.
2/الانشغال بالعمل والسفر الطويل للزوج وانعدام التواصل بينهما وانشغال كل طرف بحياته وعمله يسبب جفاف عاطفي اذا لم تكن هنالك جهود مبذوله للتواصل.
3/ دخول النت الى البيوت العربيه وانشغال الطرفين بالعام الافتراضي والانسحاب من الواقع وكذلك الالعاب الالكترونية
مع الاخذ بنظر الاعتبار للاسف الخيانات الالكترونية التي انتشرت بشكل كبير جدا
كل هذه الامور تسبب جفاف عاطفي داخل الاسرة ويشمل ايضا الأبناء وانشغالهم بالنت.
4/عدم تخصيص وقت للحوار مع الزوجة وانشغال الزوجين بالاصحاب والمضهر الاجتماعي
وعدم تفهم متطلبات الشريك او نفسيته.
5/ ضغوطات الحياة والضروف الصعبة والأولوية الماديات هذه كارثه كبرى للاسف الشديد فاصبح الكثير من الناس يهتم بتوفير الماديات اكثر من التفهم النفسي والعاطفي لافراد الاسرة.
6/حدوث مشاكل كبيرة بين الزوجين وعدم حلها مما يسبب تراكم كم كبير من الالم داخل الشريكين ويؤدي إلى فقدان المودة والمحبة كذلك هنالك ازواج اختارو التعايش فقط لاجل الاطفال كخيار بديل للطلاق وهذا سبب جفاف عاطفي ليس لهما فقط بل كل فرد من الاسرة. والموضوع طويل جدا هنالك الكثير من المشاكل التي سببت جفاف عاطفي بين الاسر العربيه..
التعامل معها (الحلول) :
إذا قلنا أن الجفاف العاطفي مسؤولية مشتركة بين الزوجين فإن علاجه أيضاً لا يتم إلا باتفاق الزوجين على إعادة بناء ما تحطم بينهما من أواصر المودة والرحمة، وهو أمر غير مستحيل، بل من الممكن تحقيقه من خلال القليل من العزيمة والصبر، والكثير من المصارحة وحسن المعاشرة. وهناك بعض الأمور التي يمكن عملها لتحقيق الترابط والإشباع العاطفي بين الزوجين، ومنها:
• المصارحة بين الزوجين في كل أمور حياتهما.
• تخصيص بعض الوقت للزوج بعيداً عن الأولاد وهموم ومشاكل الحياة اليومية للأسرة.
• الحرص على التواصل العاطفي، والذي لن يكتمل إلا بالرضا التام من كلا الزوجين عن علاقتهما الخاصة.
• طاعة الزوجة لزوجها، وحرص الرجل على إدخال السرور على زوجته.
• التجديد والبعد عن الروتين، وتجنب الملل، فالإنسان بطبعه يميل إلى التجديد.
يشتكي الكثير من الأزواج من الملل الزوجي بعد مرور فترة من الزمن على ارتباطهما، ذلك على الرغم من الفترات الجميلة العامرة بالحب والرومانسية التي قضوها سوياً في فترات العقد وبداية الزواج، بل ويتخيل البعض أن الحب والمشاعر قد ذابت مع الأمور الحياتية بعد أن كانت كلمات ومشاعر الحب لا تكفيهم للتعبير عما يفيض بقلوبهم، فصار الروتين هو السائد في البيت مما يجعل الكثيرون يتساءلون كيف نواجه الجفاف العاطفي الذي حل بنا؟
فالزواج نعمة من أعظم نعم الله على الإنسان حيث قال تعالى :” وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ”. والزوجة الصالحة سبب عظيم من أسباب السعادة في الدنيا لقوله صلى الله عليه وسلم: ” من سعادة ابن آدم ثلاثة، ومن شقاوة ابن آدم ثلاثة، من سعادة ابن آدم المرأة الصالحة، والمسكن الصالح، والمركب الصالح. ومن شقاوة ابن آدم المرأة السوء، والمسكن السوء، والمركب السوء”. رواه أحمد
المرأة ودورها في تجديد الزواج
والزواج عشرة وحياة بين رجل وامرأة، خلق الله لكليهما شخصية مختلفة عن الآخر، وشبه جون جراي العلاقة بينهما – في كتابه المشهور الرجال والنساء والعلاقات بينهما – كالعلاقة بين كائنين كل منهما من كوكب مختلف، فالرجال كانوا يعيشون في كوكب المريخ والنساء كن يعشن في كوكب الزهرة، وقررا لقاء بعضهما البعض كأزواج في كوكب الأرض، كل منهما يدرك أن للآخر طباع وسلوكيات تختلف عن الآخر لذلك وجب أن يتعايشا ويفهم كل منهما الآخر.
وقد خلق الله تعالى الأنثى ذو عاطفة جياشة، تهوى الحب والرومانسية في علاقتها بشريك حياتها، وبالتالي كان على الزوجة الدور الأكبر في تجديد حياتها الزوجية بل والتخطيط لذلك، خاصة مع زيادة أعباء الحياة من الناحية الاقتصادية مما جعل على الزوج عبء كبير لتوفير سبل المعيشة، والتجديد هنا لا يعني أبداً أن يبحث أحد الزوجين عن شريك آخر بدل الشريك الحالي، بل المقصود بتجديد الحياة الزوجية هو إصلاح العيوب التي تعاني منها العلاقة بين الزوجين، لكي تبدو حياتهما في صورة جديدة أجمل.
وهنا يجب أن يدرك كلا الزوجين أن الحياة الزوجية تبدأ عادة بحب كبير، ومشاعر جياشة، ورومانسية طاغية، لكن مع مرور الوقت وثقل التبعات على الطرفين يفتر هذا الحب وتغيب الرومانسية عن واقع الحياة اليومية بين الزوجين، لدرجة يصل معها كلا الطرفين إلى الاعتقاد بأن الحب لم يعد له وجود بينهما. بل وقد تفشل الحياة الزوجية بالطلاق، والذي غالباً ما لا يكون حلاً للمشاكل، إنما يكون الطلاق بمثابة فشل في إيجاد سبب لفجوة بين الزوجين وما يترتب عليها من مشكلات.
وحينما نبحث عن السبب الحقيقي وراء هذا الغياب لمشاعر الحب عن الحياة الزوجية نجد أن الأزواج يظنون أن الحب انفعال وتأثر، وطالما أنهم لا يشعرون به فإنه لا مجال لفعل شيء لإيقاظه أو لإحيائه بين القلوب، بل ويلقي كل من الزوجين المسئولية الكاملة على الطرف الآخر، وهنا تكمن المشكلة، كما أن وجود الأولاد في حياة الزوجة وكثرة أعبائهم تجعلها كثيراً ما تتناسى مهامها تجاه الزوج، بل وتعتقد بعضهن أن الأولى هم الأبناء، بل وإن بدأت الخلافات تظهر بينها وبين زوجها لفضلت رعاية أبنائها عن تلبية احتياجات زوجها، غير عابئة بالتفكير في سبل التوفيق بين شئونهما.
وقد يرجع البعض أن اختلاف البيئات الثقافية والاجتماعية وكذلك الفوارق العمرية بين الزوجين في نشوء الفجوات بينهما ومن ثم الجفاف العاطفي، لكن يجب أن يدرك هؤلاء أن الحب بين الزوجين يحمل طابعاً خاص، لاسيما اللذان مر على زواجهما سنين وأعوام، فهو حب لا يعوقه عائق مهما كان، لكن أحياناً إن كان الفارق في السن كبيراً بينهما، وكان الزوج يرى نفسه رجلاً كبيراً – لا يصح له أن يعيش لحظات الحب أو الرومانسية – تشعر الزوجة بالضيق، وتعتقد أنها تفقد الحب مع شريك حياتها، فهذه ليست مشكلة، إنما يكون دور الزوجة في تأجيج مشاعر الحب بينها وبين شريك حياتها التي اختارته هي وافقت به زوجاً وحبيباً لها.والرجل مهما كبر سنه فله قلب يلين مع زوجه متميزة.
بداية طريقكِ لتجديد زواجكِ
وعلى الزوجات اللاتي تعانين الجفاف العاطفي في علاقتهن الزوجية أن يبدأن في تجديد زواجهن، حتى لا يتركن مجالاً لزيادة الفجوة بينهن وبين شريك الحياة.
ازرعي في أعماق نفسكِ أن التجديد لن يأتي بعصا سحرية، إنما يتطلب جهد كبير من الزوجين، ويجب أن يكون هناك عزيمة وإرادة لذلك وإلا لن يتحقق أي شيء، بل لا قدر الله قد يتسبب الجفاف العاطفي في انهيار الحياة الزوجية ببطء، وهنا يجب أن تصارحي زوجكِ بهذه المشاعر التي تعانين منها، ووضحي له أن التواصل العاطفي مطلوب بعد الزواج أكثر من فترة عقد القرآن، وتناقشا سوياً في كيفية تجديد حياتكما.
– لا تجعلي أولادكِ شغلكِ الشاغل، خصصي بعض الوقت على مدار اليوم لزوجكِ لتلبية احتياجاته وكأنكما في أول أسبوع الزواج.
– حافظي على التجديد في مظهرك بشكل دائم سواء في شكل ملابسكِ أو تسريحة شعركِ، أو مكياجكِ أو عطرك، فالرجال دائماً يميلون للتجديد ويكرهون الروتينية، وانتبهي ألا تكون أناقتكِ فترة المساء فقط، إنما حافظي على مظهركِ الجذاب طوال اليوم، وتجنبي الطهي وشئون المنزل في فترات تواجد زوجكِ.
– صوني غرفة نومك أنت وزوجكِ عن كل الخلافات أو المناقشات الحادة، لتكون هذه الغرفة بمثابة العش الدافئ للحب والحنان بينكما، بل والملاذ مما يعكر صفو حياتكما.
– اقتطعي جزءاً من ميزانية الشهر ورتبي ليوم مميز تقضينه أنت وزوجكِ بعيداً عن مشاكل البيت والأولاد، تستعيدون فيه أيام عقد القرآن وبداية زواجكما، وخلال هذا اليوم قدمي له بعض المفاجآت الرومانسية التي تثير مشاعر حبه تجاهكِ ، كأن ترسلي الأولاد لبيت الجدة، وتظلمي المنزل من الأضواء وتضيئي الشموع التي قد يحبها زوجكِ، واعدي له العشاء المفضل وتحدثي معه عن قيمة المشاعر في حياتكِ.
– حاولي أن تخلو العلاقة بينكما من أي مشكلات، كوني معه زوجة مطيعة، تقربي إليه بالكلمات الجميلة، فالرجال بشر، فلا تتخيلي أن يسمع رجل من زوجته أبشع الكلمات في الصباح، ثم يأتي المساء لتطلب منه أن يسمعها كلمات الحب !
– إن كان زوجكِ يقضي وقتاً طويلاً خارج البيت – في غير العمل – خططي لاستعادته إليكِ بالطرق التي ترينها مناسبة ليشعر زوجكِ من خلالها بالمفاجأة السعيدة والتي ستجعله يتشجع مستقبلاً للعودة إلى البيت فور انتهاء دوام العمل، أما إن كان طبيعة عمله شاقه وتتطلب منه وقتاً طويلاً خارج البيت، فواظبي على الاتصال به يومياً لتخبريه بمكانته في قلبكِ واشتياقكِ الدائم له، وابعثي له رسائل الجوال من وقت لآخر، بل ولا مانع أن تبعثي عبر أحد محال الزهور بباقة ورد جميلة يستقبلها فور وصوله إلى المكتب في الصباح، فهذا كله من شأنه أن يجعلكِ بباله في كل لحظة، ورتبي معه موعداً لأجازة تقضيانها سوياً يغلق فيها هاتفه النقال!
– رتبي لأفكار غير تقليدية تجددين بها زواجكِ، رتبي مع زوجكِ أن تعيدا حفل زواجكما في يوم رائع، ترتدين فيه ثياب عرسكِ وهو كذلك، وأقيما حفل في حضور الأسرتين، واجعليه يوم مرح مضحك ، ينتهي بمشاعر فياضة بينكما في نهايته، وحاولي كذلك التنزه مع زوجكِ في بعض الأماكن التي تنزهتم بها فترة عقد القرآن وبداية فترة الزواج، واسترجعا سوياً هذه الفترة الجميلة من حياة أي زوجين.
التواصل العاطفي لن يكتمل إلا بالرضا التام من كلا الزوجين عن علاقتهما الخاصة فحافظي على ذلك وتفنني في سعادة زوجكِ.
– قد يعبر بعض الرجال – خاصة ما بعد الأربعين من العمر – عن حبه بطريقة تختلف عن النساء، فعندما يراكِ متعبة ويعد لكِ كأس من العصير ويحضر لكِ الدواء فهو بذلك يقول لكِ أحبكِ، وعندما يعرض عليكِ غسيل الصحون يوم الجمعة وقت فراغه فهو بذلك يقول لكِ أنه يحبك.فلا تتسرعي دائماً باتهامه بعدم حبه لكِ أو التقصير في ذلك.
وأخيراً يجب أن تعلم كل زوجة أن الحب طفل صغير، يستطيع الإنسان أن يقتله في مهده أو أن يتركه حياً ولكن بلا روح أو حراك، أو أن يوقظه فيجعل منه قوة هائلة تضفي على حياته جواً من البهجة والتفاؤل والسعادة.
واخيرا وليس آخرا مهم جداً اللجوء إلى مستشار اسري لمساعدتنا في حل مشاكلنا بطرق علمية وعملية صحيحة وسلمية
واحذر جدا من الاخذ بتجارب الاخرين لأن مايمكن تطبيقة على الشخص الفلاني لايمكن ان ينجح مع شخص اخر.
لكن انسان شخصيه وعقليه مختلفة لذلك وجد العلم لمساعدتنا في حل مشاكلنا امنياتي للجميع بالسعادة والمودة والمحبة.
بقلم: د. ياسمين الخالدي