الأحواز والتي تسمى محافظة خوزستان وهو اسم فارسي، تقع في الشمال الغربي من إيران، حيث تبلغ مساحة إقليم الأحواز 185000 كم مربع ويبلغ عدد سكانها حوالي سبعة ملايين غالبيتهم من العرب.
وقد سعى البريطانيين مع الإيرانيين من أجل احتلال الأحواز، وتمّ لهم ذلك بعد أن شعرت بريطانيا أن الشيخ خزعل الكعبي بات يشكل خطراً على مصالحهم في مياه الخليج فأرادت أن تستبدله ببديل آخر يكن لها الولاء، إلا أن حساباتهم كانت في غير محلها حيث اعترفت بريطانيا فيما بعد أن أكبر خطأ اغترفته في تاريخها بالخليج العربي هو أنها تعاونت ضد الشيخ خزعل وأسقطت إمارته وسلمتها لشاه إيران رضا بهلوي.
حيث استطاع الجيش الإيراني اسقاطها على يد الشاه بهلوي واسقاط آخر حكام الكعبيين وهو خزعل الكعبي، ويعد السبب الأقوى لاحتلال إيران لهذه المنطقة، إلى كونها غنية بالموارد الطبيعية من النفط والغاز الطبيعي، ويوجد فيها الأراضي الزراعيه حيث يصب فيها أحد أكبر أنهار المنطقة وهو نهر كارون الذي يسقي السهول الزراعيه الخصبة، فمنطقة الأحواز هي المنتج الرئيسي لمحاصيل السكر والذرة في إيران وتساهم الموارد المتواجدة في هذه المنطقة بحوالي نصف الناتج القومي الصافي لإيران وأكثر من 80 % من قيمة الصادرات في إيران، حيث تعتبر الأحواز من أغنى المناطق على وجه الأرض بالثروات الطبيعية ويعيش فيها أفقر شعب .
منذ احتلال إيران لمنطقة الأحواز سعت إلى عمليات تغيير الطابع العربي وفرض الثقافة الفارسية ومنها منع التحدث باللغة العربية في الأماكن العامة، وعند المخالفة يتعرض للعقاب ، لأن التحدث باللغة العربية جريمة يعاقب عليها القانون الصفوي، لذا قررت إيران بأن تكون مناهج الدراسة باللغة الفارسية فقط ، وأيضا منع الأحواز من تسمية مواليدهم بأسماء عربية ومنع لبس الزي العربي واستبداله بالزي البهلوي الفارسي، ومنها يتم رفض جميع المعاملات ان لم تكن باللغة الفارسية ومنع مراجعة الدوائر الحكومية ان لم يكن التفاهم مع الموظفين باللغة الفارسية، وعدم الالتحاق بأي وظيفة حكومية ما لم يثبت إجادته للغة الفارسية.
بدأ الثورات الأحوازية:
الانتفاضات والثورات الأحوازية منذ الاحتلال الإيراني لها :
بدأت مقاومة الأحواز بعد ثلاثة أشهر فقط على احتلال الأحواز والذي تمّ في 20 نيسان ابريل في العام 1925 م ، حيث قامت ” ثورة الغلمان ” في 22 يوليو عام 1925 ، بقيادة الشهيدين( شلش وسلطان ) ، إلا أن السلطات الفارسية قضت على هذه الثورة بقسوة وبكل شدة ، وحاكمت عددا كبيرا منهم ، وأعدمت العشرات دون محاكمة .
2 – في السنوات العشر التي تلت هذه الثورة ( 1929 – 1939 ) عمل فيها الأحوازيين على تشكيل جمعية في العراق تزعمها الشيخ ” هادي كاشف الغطاء ” ، ساهمت في دعم النضال الأحوازي فقدمت مذكرة إلى ” عصبة الأمم ” مطالبة فيها إجراء استفتاء لمعرفة ما إذا كان شعب الأحواز يرضى بالبقاء تحت الاحتلال الإيراني ام انه يريد الاستقلال.
3 – الثورة المعروفة باسم ثورة الحويزة وذلك عام 1928 بقيادة الشهيد البارز محي الدين الزئبق.
4 – انتفاضة بني طرف ( الأولى ) عام 1936 حيث أعلنت قبائل بني طرف رفضها العنيف للاحتلال الفارسي .
5 – الانتفاضة الشعبية الواسعة التي شكلت عشيرة كعب الدبيس طليعتها وذلك في العام 1940 .
[12:00 AM, 7/27/2021] فاتن الحوسني كاتبة: 6 – انتفاضة الغجرية عام 1943 حيث تزعم هذه الثورة الشيخ جاسب بن الشيخ الشهيد خزعل الكعبي.
7 – حركة الشيخ عبدالله بن الشيخ الشهيد خزعل الكعبي عام 1944 .
8 – انتفاضة بني طرف ( الثانية ) عام 1945
9 – الانتفاضة الشعبية التي قادها الشيخ مذخور الكعبي عام 1946.
10 – انتفاضة شعبية لعشيرة النصار في العام 1946 .
11 – انتفاضة مسلحة بقيادة الشيخ يونس العاصي عام 1949.
12 – الانتفاضة المسلحة بقيادة الشهيد محي الدين آل ناصر والشهيد عيسى المذخور والشهيد دهراب الناصري التي اعتبرت الباكورة الناضجة والولادة الطبيعية النوعية لحركة الثورة الناضجة.
13 – انتفض الشعب الأحوازي عام 1979 فثار بوجه الشاه ومن خلال سيطرته على آبار النفط المنتشرة في الإقليم وكذلك المنشأة الاقتصادية الكبرى في الأحواز، تمكنّ الشعب الأحوازي من شل العجلة الاقتصادية الإيرانية الأمر الذي عجّل في إسقاط نظام الشاه.
14 – انتفاضة عارمة قام بها الشعب الأحوازي عام 1985 واستمرت لمدة ثلاث ايام .
15- انتفاضة ” نيسان الأحوازية ” التي فجرتها الجماهيري الأحوازية بتاريخ 15/4/2005
[12:00 AM, 7/27/2021] فاتن الحوسني كاتبة: احتجاجات 2021 :
في 19يوليو 2021 ، أظهر مقطع فيديو، صوّره نشطاء حقوق الإنسان في إيران، الشرطة وهي تطلق على المحتجين على نقص المياه في منطقة سوسنرد في الأحواز جنوب غربي إيران، في وقت متأخر من مساء 18يوليو، ويرجع ذلك جزئيا إلى ما تصفه السلطات بالجفاف الشديد بسبب انخفاض هطول الأمطار بنسبة 50% تقريبا عن عام 2020 ، مما أدى إلى تضاؤل امدادات المياه في السدود ، وقد اشتعلت تلك الاحتجاجات بالارتباط مع سدود تبنيها طهران منذ أعوام، تسببت مؤخرا ب ” قطع المياه بشكل كامل على أنهر الأحواز ” ، وتسببت تلك السدود بجفاف عدد من أنهر المنطقة، وهي نهر كارون ونهر الكرخة.
الا ان هذه الاحتجاجات امتدت إلى مناطق أخرى في إيران، من بينها العاصمة طهران ، بالإضافة الى مناطق الاقليات في شرق البلاد وغربها وذلك لأسباب عدة منها تدهور الأحوال المعيشية.
وقرأ متابعون للشأن الإيراني هذه التطورات على أنها تنذر باحتمال اندلاع احتجاجات أوسع وربما يصل الأمر إلى الثورة الشاملة في البلاد.
في الختام .. إن القمع المسلح الذي تمارسه الجمهورية الإسلامية الإيرانية في وجه مطالب شعب الأحواز بحقه في التمتع في تقرير المصير، يعدّ أمرا تدينه قواعد القانون الدولي، كما أن المخالفات التي ارتكبتها- ولا تزال – الأنظمة المتعاقبة على دفة الحكم في إيران منذ عام 1925 حتى يومنا هذا تجاه شعب وأرض الأحواز، قد يستحيل حصرها.
لذا فإن استمرار الحركة الوطنية الاحوازية في نضالها ضد الوجود الإيراني في الأحواز يعتبر نضالا مشروعا حيث أنه يعبّر وبوضوح رغبة الشعب الأحوازي في الحرية والاستقلال التي بلغت درجة من العزم والتصميم، باعتباره صاحب السيادة الحقيقية على إقليمه والذي يرفض الاحتلال العسكري الإيراني.
بقلم: فاتن الحوسني