وصف صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، الخيل بالذكاء والفطنة، وهي حرة، مثل شعر سموه وتفكيره، وأضاف سموه في قصيدته عن الخيل، التي يتحدث فيها عن العلاقة التي تجمعهما، لدرجة أن الخيل تعرف رائحة ثيابه، وسموه يحادثها بلا كلام.
واستطاع محمد بن راشد، أن يستمع إلى إحساس الخيل ويحاورها، ويتبادل معها الحديث، ووجد سموه الخيل كريمة الطبع والأخلاق، صاحبة العزة والكبرياء والإباء.
ونشر سموه قصيدة عن الخيل في حسابه الرسمي، في «تيك توك»، تظهر مدى شغفه وحبه للخيول العربية الأصيلة. وينتقل سموه في حديثه عن الخيل، لدرجة أنه أعطاها ما مر من عمره، وسيعطيها ما بقي، كم هي حالة الإيثار التي يعيشها سموه، وهنا، يعود بنا الحديث إلى رؤية سموه عن الخيل: «الخيل عند العربي، لها علاقة بالشرف والمكانة والمنزلة».
فيها الذكا والعِرف والفطنه
بلا كلام أفهم وأحاكيها
وإن غبت عنها دوّرت عني
ريحة ثيابي بس تكفّيها
هي مثل شعري ومثل تفكيري
حرّه ولا شيٍّ يساويها
عطيتها لي مرّ من عمري
واللي بقى من العمر بعطيها
ويصف سموه علاقته بالخيل، أنه رفعها إلى مرتبة عقلاء البشر، فقال في كتاب «رؤيتي»: «أنا أتعلم من الناس من حولي، وأتعلم من جيادي، ومن يعرف كيف يسعد الجياد، يعرف كيف يسعد الناس، ومن يعرف كيف يحترم الجياد، يعرف كيف يحترم الآخرين، ومن يتقن رفع معنويات الخيل، سيتقن رفع معنويات الناس».
ويتذكر سموه كيف كان المغفور له، الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم «عندما كان «يردفني» معه على خيله صباحاً، ما بين الرابعة والثامنة من عمري».
فحب الخيل متجذر في حياة محمد بن راشد، وارثاً إياه كابراً عن كابر، حيث يقول سموه عن الحصان الذي أحبه كثيراً: «كان عندي حصان أحببته كثيراً، أعظم حصان امتلكته في حياتي، كان اسمه «يزار»، منذ أن وقعت عيني عليه مهراً صغيراً، عرفت أن فيه حصاناً عظيماً، والخيل العظيمة لها علامات». ويطوف بنا في عوالم الخيل، عبر تحديد العلامات التي تكشف عن عظمة الخيل، فيقول:
«العينان فقط تخبرانك الكثير، انظر إلى ما تنظر إليه الخيول!»، كم هي حالة الانصهار بين الفارس وفرسه، يسمعها، يلقنها، يسمع منها، هنا سر الفروسية، وسر التفوق، وسر قراءة الآخر.