أكد معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، تقديره واعتزازه بدور الكتاب والأدباء العرب في تقدم الأمة. وقال سموه: نَعتز بِدَوْر الأدباء العرب الأَصيل في مسيرةِ المجتمع العربي، ونرحب بهم في دولة الإمارات التي أَعلَنَ فيها صاحب السمو الوالد الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، أنّ عام 2016 عامُ القراءة، باعتبارِ أنّ القراءة والتَّمَرُّسَ بِها المَدخَلُ الطبيعيّ والحقيقيُّ للثقافة.

جاء ذلك خلال الكلمة التي ألقاها معاليه، أثناء افتتاحه المؤتمر العام الـ 26 للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، والفعاليات المصاحبة له، صباح أمس، في فندق الشاطئ روتانا في أبوظبي، بحضور الشيخ شخبوط بن نهيان بن مبارك آل نهيان، وحلمي النمنم وزير الثقافة المصري، وعدد كبير من الكتاب والأدباء.

وعبر معالي الشيخ نهيان بن مبارك، في مستهل كلمته، عن شكره الكبير للأديب محمد سلماوي، قائلاً: أَمضى سنوات طويلة، أميناً عاماً للاتحاد، قَدَّمَ خِلالَها الكثيرَ والوَفير من العطاءِ والإنجازات لأُمَّتِهِ العربية، ولأَبناءِ مِهْنَتِه. وأضاف: أحيي معكم الأديبَ الفِلسطينِي الكبير رشاد أبو شاور الذي حصل على جائزةِ القدس، هذه الجائزة التي تعبرُ عن اهتمامِكم القوميِّ الكبير بقضيةِ العربِ الأُولى: فلسطين، وعن اهتمامِكم بِمَكانةِ مدينةِ القدس على وَجْهِ الخُصوص. وتابع سموه: أُحيّي ما تُؤكدون عليْه، بأن الأمةَ العربية، بِفِكرِ وإبداع أبنائِها وبناتِها، قادرة تماماً على أنْ تكون أُمَّةً قارِئة وكاتِبة ومُثَقَّفَة ووَاعِيَة. وأثني على ما يؤكد عليه الكتاب مِن الدور المهم لهذا الأساس في تَحريكِ الفِكرِ المُبدِع، وإثراءِ خَيالِ القارئِ والمُشاهِد وتَرسيخِ مَكانةِ القراءةِ والكتابة في الحياةِ والمجتمع.

وقال معالي الشيخ نهيان عندما: تتاح لي فرصةُ الالتقاء بالكُتابِ والأُدَباء، فإنه يَدورُ بِخاطِري دَوْرُكم المُهمّ، بالتعبيرِ عن الإنسانِ، وتَجسيدِ آمالِه وطُموحاته وشرح التحدياتِ التي تُواجِهُهْ، ودوركم في تنميةِ الآدابِ والفنون، ودوركم في تَحَمُّل مسؤولياتِكم في التنميةِ البشريةِ والمُجتمَعِيَّة، واهتمامَكم ووعْيَكم بواجبِكم المُقَدَّس في تَقدُّمِ الأُمّة، والعملِ على الارتقاءِ بها.

وعبر سموه عن سروره للقاء الأدباء العرب في أبوظبي، ذاك لمكانتها العالميةِ المَرموقة في عالمِ الفكرِ والثقافة. كما دعا هؤلاء إلى التعرف عن قُرْب، إلى المَرافقِ والأنشطة والفَعالياتِ: الفِكريةِ والثقافية، في هذه المدينةِ الرائدة.

وأشار حلمي النمنم وزير الثقافة المصري، في كلمته، إلى أهمية المرحلة التي تمر بها الأمة العربية، وقال: نحن نرى ما يحدث في فلسطين ومدى سيطرة الجماعات الإرهابية في عدد من دولنا العربية.. من هنا يأتي دور الكُتاب العرب لأداء واجبهم كمواطنين قبل أداء واجبهم كمبدعين. وأشار إلى ما بذله محمد سلماوي من جهود للحفاظ على المؤسسة الثقافية العربية، وإلى الانتخابات الحرة التي سيخوضها الاتحاد العام لانتخاب أمين عام جديد.

ومن جهته، استعرض محمد سلماوي الأمين العام للاتحاد، في كلمته، ما أنجز منذ توليه هذا المنصب.. قائلاً: استطعنا أن نضم إلينا اتحاد كتاب عمان، كما أعدنا عضوية فلسطين التي كانت معلقة لأسباب إجرائية، كذلك أعدنا عضوية العراق، والتي كانت معلقة بسبب احتلال العراق من قبل القوات الأميركية. وأضاف: تمكنا أيضاً من إعادة النظر في النظام الأساسي الذي لم يُمس منذ تأسيس الاتحاد، ومنه ألا ينتخب الأمين العام إلا لدورتين. وقال: أنشأنا للمرة الأولى تقريراً دورياً عن حالة الحريات. وتمكنا من اتخاذ مواقف إلى جانب زملائنا من الكتاب الذين كانوا قد اعتقلوا أو صودرت كتبهم. وأصبح لدينا في ختام مؤتمرتنا بيان ثقافي يعبر عن رأي الكتاب، وآخر سياسي وتقرير عن الحريات.

كما ذكر سلماوي تفاصيل محاولاته إنشاء اتحاد كتاب في كل من السعودية وقطر، وأعرب عن أسفه لعدم وجود اتحاد كتاب ليبيا الذي انقسم كما انقسمت ليبيا.

ألقى الشاعر مراد السوداني، رئيس الوفد الفلسطيني، كلمة الوفود العربية المشاركة، مشيراً إلى الهموم والمآسي الكبيرة التي تحيط بالأمة العربية، ورأى أن هذا يرتب مسؤولية كبيرة على الكاتب العربي، داعياً العرب إلى توجيه كل منابرهم نحو العدو المركزي الذي يتسبب بالموت والدمار، تحت مسمى وعنوان هو خارج عن الإسلام لا يمت له بصلة جوهرية.

وفي كلمته، شدد الشاعر حبيب الصايغ رئيس مجلس إدارة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات على أهمية العمل من أجل أن تكون الثقافة هي القائد. وقال: علينا أن نتعامل في المؤتمر السادس والعشرين للاتحاد، من منطلق وعي قدرة الثقافة على التغيير، وخلق التنمية لا اللحاق بها.

وأضاف: خلال السنوات التي قاد فيها سلماوي مسيرة الاتحاد في بحر عاصف من الأحداث والمخرجات، استطاع أن يوصلها إلى ضفاف الأمان من خلال العمل الثقافي.