تستعد وزارة السياحة والآثار في مصر، لإقامة موكب ضخم بمدينة الأقصر التاريخي، الثرية بمئات المقابر وعشرات المعابد التي شيدها قدماء المصريين، وذلك إيذانا بافتتاح طريق المواكب الفرعوني، المعروف باسم “طريق الكباش”، والذي يربط بين معبدي الكرنك الأثريين، ويضم المئات من تماثيل الكباش التي تمتد على جانبي الطريق بطول 2700 متر.
وقال مصادر مصرية لوكالة الأنباء الألمانية (د. ب.أ) اليوم الثلاثاء إن احتفالات افتتاح “طريق الكباش” أمام السياح ستمتد مظاهرها لمختلف أرجاء المدينة ومعالمها الأثرية والسياحية.
وأشارت إلى أن استعدادات وزارة السياحة والآثار للاحتفال بافتتاح “طريق الكباش” جاءت بعد النجاح الكبير الذي حققه موكب نقل المومياوات الملكية من المتحف المصري في ميدان التحرير بوسط القاهرة، إلى المتحف القومي للحضارة بضاحية الفسطاط.
وتفقد رئيس الوزراء المصري، الدكتور مصطفى مدبولي، يرافقه وزير السياحة والآثار، الدكتور خالد العناني، ومحافظ الأقصر مصطفى ألهم، وأمين عام المجلس الأعلى للآثار المصرية، مصطفى وزيري، مشروع كشف وإحياء طريق الكباش، صباح اليوم، قبل توجهه لتفقد عدد من المشروعات التنموية في محافظة أسوان، جنوبي البلاد.
وكان وزير السياحة والآثار خالد العناني، أعلن في تصريحات سابقة أنه ” يجرى العمل على تنظيم موكب لافتتاح طريق الكباش بالأقصر”.
وبحسب علماء المصريات، فإن “طريق الكباش”، كان يشهد المواكب المقدسة في مصر القديمة مثل احتفالات أعياد الأوبت كل عام.
وكان الملك يتقدّم الموكب، تتبعه عليّة القوم، كالوزراء وكبار الكهنة ورجال الدولة، إضافة إلى الزوارق المقدسة المحمّلة بتماثيل رموز المعتقدات الدينية الفرعونية، فيما يصطف أبناء الشعب على جانبي الطريق يرقصون ويهللون في بهجة وسعادة.
وبادر الملك امنحوتب الثالث إلى شق هذا الطريق، قبيل خمسة آلاف عام، بالتزامن مع انطلاقة تشييد معبد الأقصر، ثم أكمله من بعده الملك نختنبو الأول، مؤسس الأسرة الثلاثين الفرعونية، آخر أُسر عصر الفراعنة.
ويوجد على جانبي الطريق قرابة 1200 تمثال، نحت كل منهم من كتلة حجرية واحدة، على هيئتين، الأولى تتخذ جسم أسد ورأس إنسان، حيث كان الأسد في الحضارة المصرية القديمة يمثل أحد رموز إله الشمس، والثانية على شكل جسم كبش ورأس كبش وهو رمز من رموز الإله خنوم، أحد الآلهة الرئيسية عند قدماء المصريين.
وتقول نصوص وجدت على جدران المقصورة الحمراء، في معابد الكرنك، إن الملكة حتشبسوت أقامت سبع مقصورات بطول الطريق.
وخضع الطريق خلال السنوات الماضية لمشروع أثرى هو الأضخم من نوعه في منطقة الشرق الأوسط بهدف اكتشاف بقية معالمه ليعود إلى الصورة التي كان عليها قبل آلاف السنين، حسبما أفاد أثريون عاملون في المشروع.