|  آخر تحديث يونيو 20, 2021 , 22:34 م

العنوسة بعد سن الثلاثين


العنوسة بعد سن الثلاثين



 

ينظر المجتمع الى الفتاه التي تصل الى سن الثلاثين ومن دون زواج على انها اصبحت “عانس” وتعيش مرحله حرجة من حياتها تقل فيها فرص الارتباط والزواج… بل ليس مسموحاً لها ان تتمسك بـأي مواصفات معينه او خاصه في شريك حياتها (زوج المستقبل) او حتى ان تضع شروطاً لمن يدق بابها بل يجب ان تتشبث بأي فرصه وترضى باي شخص مقبول (أيا كان عُمره) يتقدم لها !!

 

في البداية…. ما معنى كلمه (العنوسة) ولماذا لا يطلق هذا اللفظ على الرجل؟

 

 

العانس هي البنت البالغة التي لم تتزوج وهو تعبيرعام يستخدم لوصف الأشخاص الذين تعدو سن الزواج المتعارف عليه …هذا اللفظ يطلق على النساء في الأغلب فالعنوسة للأنثى فقط لان الرجل ليس له سن معين او محدد للزواج.

 

 

 

أسباب العنوسة:

 

1 – ترفض بعض الفتيات نتيجة للمشاكل الأسرية والخلافات التي تحصل بين والديها فتأخذ البنت فكره عن الرجال (سلبيه) بأنهم من جنس ابيها.

2 – طلبات الاهل المبالغ بها وغلاء المهور.

3 – ارتفاع معدلات البطاله.

4 – مشاهده ومعايشة الفتيات حالات الطلاق السريعة وفشل الزواجات امام اعينهن فيقلن في انفسهن ان زواجنا سيبؤ بالفشل فما الداعي لزواجنا نبقى في بيت اهلنا افضل.

5 – رغبه الفتيات الكبيرة باكمال تعليمهن فينشغلن بالتعليم فيدفعهن طموحهن للحصول على شهادات عُليا وبدعم من اهلها تستمر في الدراسة فيمضي بها العمر.

6 – سمعة الوالدين كان تكون الأم قويه سيئة او متسلطه او العكس كان يكون الاب سيء السمعة فلا يتقدم العريس لخطبة البنت لسمعة وس سلوك والديها.

 

 

(الخوف من مصطلح العنوسه هل يدفع الفتيات لتقديم تنازلات كثيره)

يجب على كل فتاه ان تفكر لماذا تم اختيارها لشريك حياتها لانها سوف تضحي في اشياء كثيره سوف تعرف قيمتها بعد الزواج …يجب ان تشعر الفتاه ان الزوج الذي اختارته يستحق ان تضحي من اجله… ولا يجب ان تقدم تنازلات او تضحيات على حساب نفسها وكرامتها واهلها خوفا من (عانس).

 

 

ويجب أن تدرك كل فتاه جيداً أنَّ الخير كله فيما يكتبهُ الله عزَّ وجل وان كل انسان لا يصيبه إلا نصيبه الذي كتبه الله تعالى له .. فيجب ان لا تفقد الأمل، وتصبح على يقين انها ستجد الفرصة المناسبة والشخص المناسب لها، والذي تقتنع به في يوم ما وزمنٍ ما ومكان ما، لذا فتاخر زواجها لن يجبرها على القبول برجل “متزوج” لأنها سوف تبني سعادتها على تعاسة إمراه اخرى واسرة كامله ..

 

تعيش الفتاه في المجتمع و كل مجتمع في اي بلد يختلف كليا فكريا وثقافيا وحضاريا والتقاليد والعادات عن الأخر ….في بعض المجتمعات الضغوط الاجتماعية التي تتعرض لها الفتاه في سن الثلاثين تكون الدافع الحقيقي للتخلي عن بعض الشروط والأمنيات والاحلام التي كانت ترسمها و تضعها لرجل المستقبل فتبدأ بإستيعاب الواقع أكثر، والخبرات بشكل أكبر التي تدور من حولها في شكل أفضل، لتكون لها نظره مختلفه الى افكارها وحياتها الزوجيه وبعد الثلاثين عليها أن تدخل على أحلامها “الوردية” الطابع الواقعي لتكون حقيقيه ومنطقيه اكثر من مستفيدة من التجارب التي مرت بها او مع غيرها من الفتيات.

 

 

الفتاه في سن الثلاثين اليوم اصبحت اكثر وعياً واصراراً وعناداً …افكارها  بالارتباط والزواج  اصبحت اكثر وعياً ونضجاً فبتالي اصبحت اكثر رفضاً لتقديم تنازلات لذلك فإن الفتاة العاملة والمعتمدة على نفسها تتمتع بمقدار عالي من تحمل المسؤولية  والحرية و الاستقلالية يؤهلها لعدم تقديم اي تنازلات هي ليست مضطرة لها فلا تتغير طموحاتها لذلك تصبح اكثر نضجاً او اكثر حرصاً في اختياراتها فالفتاة الغير متزوجه تسعى لتكوين اسرة اكثر من سعيها وراء العواطف والمشاعر فرغبتها بالزواج  نابعة من رغبتها في تكوين أسرة معه وتعتمد عليه مادياً ومعنويا وليس من اجل اعتماد العاطفي.

 

 

 

إيجابيات وسلبيات التاخير بالزواج

 

الايجابيات: التعليم العالي للفتاه والانخراط في المجتمع ومجتمع العمل مع مختلف انواع البشر وتحقيق الذات و الاستقلال الاقتصادي..

الفتاه الناجحه من خلال تواصلها مع المجتمع وتعليمها أو وظيفتها ترتفع فرصتها في لقاء الشخص المناسب..

 

السلبيات .. تكمن في ان الفتاة قد تستمر حياتها على نفس الوتيرة دون ان تشعر بشيء ينقصها حتى تجد نفسها وقد كبرت في السن دون رفيق او أنيس ولا طفل وتندم في وقت لا ينفع الندم .. عندما تكون الفتاه متعلمة تعليما عالياً، وتعمل في وظيفة معينه تكون مشكلتها أكبر من مجرد عنوسة لأنها غير متوافقة مع اي عريس عادي وبالتالي تكون فرصتها بالزواج أقل من الفتاة العادية أو الغير عانس الغير العاملة.

 

 

 

نصائح عن السن المناسب للزواج للفتاة ..

 

السن المناسب للزواج هو السن الذي تتناسب وتتوازن العناصر الداخلية للإنسان والخارجية بما يحقق(استقرار) الزواج… ان اخر الدراسات الحديثة تشير ان افضل سن للزواج ما بين منتصف العشرينات (25) الى منتصف الثلاثينات (35) هذا السن المناسب للزواج …اكدت التجارب والدراسات ان هذه المرحلة العمرية هي الانسب والامثل للزواج والارتباط وان نسب الطلاق في هذه المرحله العمرية تنخفض الى 10% فقط فأذن قبل ان ينضج الانسان فيكون من الخطر ان يدخل حياة زوجية فيؤثر على شخص اخر او اشخاص اخرين قد يكون (الاطفال )..  وإذا زاد العمر وزادت التجارب والخبرة الانسانية هنا قد يصعب على الانسان تقديم التنازلات ويعيش مع شخص مختلف عنه، ففي هذه الحالة سترتفع نسب الطلاق والمتضرر في الاخير هم الاطفال والاجيال القادمة.

 

 

 

شروط شريك الحياة المناسب لكل فتاة

 

 

يعتبر مشروع الزواج اتحاداً ورابطة تجمع بين شخصين من خلال عقد انساني واجتماعي وقانوني وبه يصبح لكل منهما واجبات وحقوق ومسؤوليات اتجاه بعضهما البعض اضافه الى ذلك الزواج هو اساس المجتمع حيث يوفر الأمان والسكن والسكينة والاستقرار لجميع افراده… لذلك يعد اختيار شريك الحياة من اهم وأصعب القرارات التي تتُخذ من خلال تكوين فكره واقعية عن صفات الشخص المناسب …. هناك بعض النصائح التي يمكن إتباعها في اختيار شريك الحياة ومنها: –

 

 

1 – معرفه النفس (الذات) .. ان يعرف كل من الطرفين الأمور التي يرغب او لا يرغب بها في هذه الحياة وكذلك ما يريد ان يتوفر في شريك حياته بواقعية وصدق.

 

 

2 – معرفه الأهداف: معرفة الشخص اهدافه منذ البداية…. فحدوث خلاف بين الشريكين حول جانب رئيسي في حياتهما سيؤدي لمشكله… لذلك يجب ان يكون كل شخص واضح وصريح منذ البداية بما يتعلق بأهدافه.

 

3 – الحوار وطرح الأسئلة: بأن يقوم الطرفان بالحوار والنقاش وطرح الاسئلة مهما كان الموضوع فحتى ابسط الأمور قد تكون مهمة لانسجام وتوافق الشريكين على المدى الطويل.

 

4 – تحديد الأولويات: تحديد الأولويات في الحياه و يكون واضحاً وحاسماً في القرارات مثال اذا كان يريدان اطفال او لا في بدايه الزواج او تحديد طريقه انفاق النقود وما طبيعة الحياه التي سوف يعيشانها واين سيسكنان … كل هذه الامور مهمة لسعادة واستمرار العلاقة بين الطرفين.

 

 

 

5- التخلي عن التوقعات: تحلي الشخص بالواقعية عند اختيار شريك الحياة فمن غير المنطقي مثلا ان يغير الشريك جزءا كبيراً من طباعه وشخصيته او صفاته فجأة من اجل ارضاء الشخص الأخر …وقد يتمحور حلول وسطيه في بعض الأمور وليست الرئيسية منها.

 

 

 

6 – الصراحة: الصراحة والصدق وحسن الحوار والتفاهم من اكثر الصفات أهمية في الشريك حيث ان افتقاد لهذه الصفات عنده او اخفاء امور مهمه عن الشريك قد تؤدي لاحقاً لشرخ عميق في العلاقة وبالتالي فقدان الثقة بينهما مما يؤدي الى حدوث خلافات مستمرة بينهما.

 

 

 

7 – اخذ الوقت الكافي:  يعد البحث واخذ الوقت الكافي للبحث عن الشريك المناسب امر بالغ الأهمية ومهم جداً ويحتاج الى الصبر والحكمة والفطنة والتآني وعدم الاندفاع في اتخاذ اي قرار مصيري.

 

 

 

8 – الانتباه للتصرفات: يجب الانتباه للتصرفات وردود الأفعال في وجود شريك الحياة حيث ان التظاهر بتقبل الامور وعدم الراحة في التعبير عن الشعور او الأراء قد يكون (علامة )على ان هذا الشخص ليس هو المناسب.

 

 

 

9 – تقديم التضحيات/ لا يوجد علاقه (مثالية) ولكن يوجد علاقة واقعية ومنطقية وبالتالي فإن هناك اوقات قد يضطر فيها كل شريك الى تقديم التضحيات ولكن هذه التضحيات يجب ان تكون بمثابه اشياء صغيرة مثل عادات او السلوكيات الشخصية البسيطة ولا ينبغي أبداً ان تكون الأهداف والأسس الرئيسية للحياة.

 

 

اهم النصائح للامهات والاباء في مساله زواج الفتاة

 

لا يمكن ان تبدأ علاقة زوجية وتستمر ويكتب لها النجاح والاستمرار الا إذا بدأت عن رغبة حقيقية ورضا تام وقناعة من الطرفين لذلك جعل الإسلام هو الحريص على استقرار الحياة الزوجية (رضا) الفتاه شرطاً لصحه الزواج ورفض كل صور الإكراه والإجبار التي يلجأ اليها بعض أولياء الفتاة لإجبارها على الزواج من رجل لا تريده…. تجارب الحياة تؤكد كل زواج بدأ بالإكراه ولم تسبقه او تصاحبه رغبه حقيقية من طرفي العلاقة الزوجية أنتهى بالفشل لا محالة.

 

 

 

 

الحل/ الحوار الأسري مهم للغايه حول العريس الذي تقدم للفتاه وهدف هذا الحوار هو إنارة الطريق امام الفتاة لكي تحسن الاختيار فيجب ان يكون الحوار هادئاً ويعتمد على وسائل اقناع حقيقية بعيدة كل البعد عن المبالغات والاوهام والتوقعات والتي تستهدف تخويف الفتاة من الارتباط بشاب تريده وترى فيه فارس احلامها من دون وجود أدله وبراهين مقنعه.

 

 

على الاسرة ان تدرك ان الزواج من الأمور التي ينبغي ان تتم بالتراضي والقبول ورغبة واضحة من البنت لأنها هي من ستعاشر الزوج وتعيش معه لذلك لا يصلح اسلوب القهر والاجبار لعلاج مثل هذه المواقف.

 

 

 

يجب على الوالدين تقديم النصيحة المغلفة بالحب ويظهرا عيوب هذا الانسان ومبررات رفضه وايضاً انصح كل الأباء والأمهات بالانصات والاستماع لبناتهم وان يتحاوروا معهن حول هذا الأمر المهم والقرار  المصيري فالحوار الهادئ والعقلاني سيؤدي حتما الى نتيجة واحدة وهي اقتناع الأم والأب بوجهه نظر ابنتهم او اقتناع البنت بوجهة نظر والديها وفي كل الاحوال سيتم اتخاذ القرار المناسب برضا كل الأطراف.

 

​الزواج رباط متين ترتبط به القلوب وتتآلف به الأسرة وتنمو به العلاقة الاجتماعية وتتشابك به المصالح ولكل ذلك وما له من قداسة في النفوس ومكانة في النظام الاجتماعي لابد من استشارة البنت في أمر زواجها لأن اكراهها على شخص وعلى حياة هي لا ترغب في عيشها وتجربتها سيؤدي الى فقدان الغرض المطلوب من الزواج…. إضافة الى ظهور امراض نفسيه كالإحباط والاكتئاب… الخ قد تؤدي الى (الانفصال) في نهاية الأمر.

 

 

 

بقلم: د. ياسمين الخالدي 


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Facebook Auto Publish Powered By : XYZScripts.com