أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، أن العلم لا يتوقف وما نراه جديداً اليوم يصبح قديماً مع مرور الوقت.
مشيراً سموه إلى ضرورة أن يستمر الإنسان في تلقي العلم والتطوير من نفسه، فالتوقف عن طلب العلم يؤدي إلى التراجع للوراء. وقال سموه مخاطباً أبناء الوطن في فيديو نشره عبر حسابه في «إنستغرام» ضمن وسم «ومضات قيادية»: إن الشهادة الجامعية كانت آخر المطاف عند آبائنا.
ولكن الآن التعليم مستمر، لافتاً سموه إلى أن أساتذة الجامعات والمحاضرين والمعلمين لا بد من أن يطوروا أنفسهم ويتعلموا دائماً وإلّا تراجعوا.
وحذر سموه من التوقف عن طلب العلم، مضيفاً سموه: «متى ما قال الإنسان أنا عرفت كل شيء أصابته المعصومية وتراجع إلى الوراء».
وحرصاً من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم على نشر العلم والمعرفة ليس في الإمارات فحسب بل في العالم أجمع، أطلق سموه مبادرات رائدة وأبرزها موقع «مدرسة» في 1000 قرية لا تتصل بشبكة الإنترنت في فبراير 2019 بهدف توفير منصات تعليمية إلكترونية متنقلة للقرى النائية ومخيمات اللاجئين غير المتصلة بشبكة الإنترنت.
ويوفر المشروع حلولاً تعليمية بديلة للطلاب العرب في المناطق غير المتصلة بالإنترنت، للاستفادة من محتوى منصة «مدرسة» التي تعد الأكثر تميزاً من نوعها على مستوى العالم العربي، ضمن مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية إذ تضم 5000 درس تعليمي بالفيديو تشمل مواد العلوم والرياضيات والفيزياء والكيمياء والأحياء وتغطي المراحل المدرسية من رياض الأطفال وحتى الصف الثاني عشر.
وفي سبتمبر 2017، أطلق سموه مشروع محمد بن راشد للتعليم الإلكتروني العربي الذي يضم «تحدي الترجمة» أكبر تحدٍّ من نوعه في العالم العربي يسعى إلى ترجمة 5000 فيديو بواقع أكثر من 11 مليون كلمة في عام واحد في مختلف مواد العلوم والرياضيات ليتم تعريب هذا المحتوى وإعادة إنتاجه وفق أرقى المعايير المعتمدة في المناهج الدراسية الدولية ويكون متوافراً مجاناً لأكثر من 50 مليون طالب عربي.
وكان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، أطلق في سبتمبر 2015 «تحدي القراءة العربي» أكبر مشروع عربي لتشجيع القراءة لدى الطلاب في العالم العربي عبر التزام أكثر من مليون طالب قراءة خمسين مليون كتاب في عامهم الدراسي.
ويهدف «تحدي القراءة العربي» لتشجيع القراءة بشكل مستدام ومنتظم عبر نظام متكامل من المتابعة للطلاب طيلة العام الأكاديمي .
بالإضافة لمجموعة كبيرة من الحوافز المالية والتشجيعية للمدارس والطلاب والأسر والمشرفين المشاركين من أنحاء العالم العربي كافة وتبلغ القيمة الإجمالية للحوافز ثلاثة ملايين دولار (نحو 11 مليون درهم)، ويشمل التحدي أيضاً تصفيات على مستوى الأقطار العربية وتكريماً لأفضل المدارس والمشرفين وصولاً لإبراز جيل جديد متفوق في مجال الاطلاع والقراءة وشغف المعرفة.
تقرير
ووفق تقرير أعمال مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية لعام 2020 الصادر مؤخراً، وصلت المبادرات ببرامجها في محور نشر التعليم والمعرفة في عام 2020 إلى 45.5 مليون إنسان حول العالم.
وخصصت مؤسساتها ضمن هذا المحور الذي يضم دبي العطاء، والمدرسة الرقمية، ومنصة مدرسة، ومؤسسة مكتبة محمد بن راشد آل مكتوم، ومؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، وقمة المعرفة، وجائزة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة.
وجائزة محمد بن راشد للغة العربية، وتحدي القراءة العربي، 265 مليون درهم لمواصلة تنفيذ البرامج القائمة واستحداث برامج جديدة توفر الأدوات والمنصات لاستمرار التعليم وتطوير وسائل التعلّم واكتساب المعرفة وخاصة في المجتمعات النامية والأقل دخلاً، استجابةً لتداعيات جائحة «كوفيد 19» التي أثرت في نظم التعليم ونشر المعرفة في عام 2020 في معظم دول العالم.
وأطلقت مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم ضمن محور نشر التعليم والمعرفة منصات تعليمية رقمية متكاملة غير مسبوقة على مستوى العالم العربي لتتيح وصول ملايين الطلبة في العالم العربي وخاصة في المناطق النائية ومخيمات اللاجئين إلى مواد تعليمية متكاملة ومعتمدة تضمن عدم تسربهم مدرسياً بعيداً عن التعليم وتوفر لهم مقومات مستقبل أفضل. ووفرت عشرات آلاف الحواسيب لضمان عدم الانقطاع في العملية التعليمية.
كما أثرت المحتوى التعليمي المتوافر باللغة العربية على شبكة الإنترنت بمزيد من مواد التعلم الذكي بالوسائط المتعددة، وشجعت حضور اللغة العربية واستخدامها في أوساط النشء والشباب العرب من خلال مبادرات مبتكرة تخاطب اهتماماتهم وتستخدم منصاتهم الرقمية التي يفضلونها في تواصلهم، وحفزت التنافس في أكثر من 50 دولة على القراءة والمطالعة باللغة العربية في شتى المعارف والعلوم.
وعملت ضمن محور نشر التعليم والمعرفة أيضاً لتوفير بيئة تعلم آمنة وممكنة تتخطى العوائق وتتجاوز الصعاب في العديد من المجتمعات النامية، وقدمت المنح للعديد من المنظمات المحلية في دول مثل تنزانيا والسنغال وهندوراس وغواتيمالا ونيكاراجوا لدعم تعليم الفتيات ومنحهن فرصاً متكافئة.
وانضم عدد من مؤسسات مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية إلى الجهود الدولية والتحالفات العالمية الهادفة إلى ضمان استمرار التعلم وتطوير حلوله الرقمية والذكية وتوسيع نطاقات المستفيدين من التقنيات التعليمية الرقمية وتسريع اتصال منظومات التعليم كافة حول العالم بالإنترنت، وكان لها أيضاً مشاركة في أعمال إنسانية عالمية ملهمة رصدت ريعها لدعم التعليم والعمل الخيري والإنساني انطلاقاً من دبي ودولة الإمارات لمد يد العون للمتضررين؛ وخاصة على مستوى التعليم، من الجائحة.
وحرصت المبادرات عام 2020 على مواصلة حوارات المعرفة وتوسيع دائرة المشاركين فيها رغم الجائحة باستخدام حلول الاتصال عن بعد والتواصل الافتراضي، كما أثرت المخزون المعرفي الرقمي المتوافر على شبكة الإنترنت بملايين المواد الرقمية الهادفة والمفيدة مع اضطرار الملايين لملازمة منازلهم أثناء فترات الإجراءات الاحترازية لاحتواء تفشي فيروس كورونا المستجد حول العالم.