|  آخر تحديث مايو 6, 2021 , 3:03 ص

“إوعديني.. تكمليني”


“إوعديني.. تكمليني”



كلمات أغنية رددتها علي مسمعي العديد من المرات ولمست كلماتها قرون الاستشعار بداخلي ومدي أرتباطها بعملي وتخصصي في مجال التواصل الفعال والعلاج السلوكي..فهي تعتبر بمثابة رسالة مبسطة ودرس لخص دراسات وابحاث جمة سهرت عليها انا وغيري من المختصين في هذا المجال إعتبارًا لأن فن الحوار هو الدعامة الأساسية ويمثل أكثر من 80 % لإنجاح العلاقات وبغض النظر عن ان الشاعر والكاتب الغنائي المبدع والغني عن التعريف أمير طعيمة والذي لم أتعرف علي هويته إلا بعد ان اثار الحماس بداخلي للربط بين كلماته وتوجهاتي البحثية، وبالرغم من كونه شاعر غنائي كبير مقاما وخلقا يتقن لغة الحب فهو أيضا يتقن فن الرسالة وثقافة الحوار وظهر إبداعه واضحا في كلمات ولحن أغنية لم يتعدي الستة دقائق .. والتي بدأت بقطع الوعد علي صيانة الود والتفاهم والحب في العلاقة …أما عن ربط الكلمات بتخصص عملي فمن المؤسف ان تكون غالبية حالات الطلاق والأنفصال بسبب إنعدام ثقافة الحوار في مجتمعنا المعاصر…ومن الطبيعي جدا وجود الخلافات في وجهات النظر ولكن لكي نتدارك الأمر دون تطوير الخلاف إلي أختلاف أو صمت

“فالصمت قاتل للعلاقات”


وجميعنا نحتاج إلي التعبير عن أنفسنا والحديث عن الاشياء التي تسعدنا أو التي تسبب إزعاجنا وقد نختلف في طريقة التعبير عن هذه الأشياء خاصة في أوقات الخلافات  والمشاكل يلجأ الطرفين أو أحدهما للصمت ظناً منه أنه الحل الأسلم للمشاكل ولكن قد يكون الصمت لفترة وجيزة هو أنسب الحلول لتجاوز المشكلة أما طول مدته قد يجعله سبباً كافياً لإنهاء العلاقة فكثير ما يحدث أن يعتبر كل من الطرفين أنه علي حق فيلتزم الصمت العقابي وينتظر من الطرف الآخر ردة الفعل التي تُرضيه وفي نفس الوقت يشعر الشريك بنفس الشعور فتطول فترة الخلاف وتتزايد معها التراكمات ليزداد الأمر سوءًا وقد ينسي الطرفين سبب المشكلة الأساسية ولا يتذكران إلا أن هناك شعور سلبي وحاجز نفسي بينهما..،قد يكون الصمت ليس مجرد رد فعل فقط علي الخلافات وإنما قد يتخلل للعلاقة دون سبب فيقضي الشريكين طوال الوقت في صمت وهو ما يطلق عليه في العلاقات الزوجية ” الخرس الزوجي” والصمت هو بوابة للفتور في المشاعر وقد يكون بوابة لإنهاء العلاقة من الأساس !


لذلك من الضروري أن يبدأ طرفي العلاقة في التغلب علي الصمت الناتج عن التعود، ويتجنبان الصمت العقابي فمن المستحيل أن يكون الصمت عقاب لطرف واحد، بل يدفع الطرفان ثمنه وثمن كل المواقف التي وقفا فيها صامتين في الوقت الذي استوجب فيه الكلام..


نحتاج للحوار الفعال وهو المهارة المستخدمة في الحياة العملية، والتي ينقل بموجبها الشخص أفكاراً أو مفاهيمَ أو معلومات لشخص آخر عن طريق رسائل كتابية أو شفهية مصحوبة بتعبيرات الوجه، ولغة الجسد والمشاعر وعن طريق إحدى وسائل الاتصال، ثمّ يرد الشخص الآخر بدوره على تلك الرسالة وفقاً لفهمه لها، وتلعب تلك المهارات دوراً رئيسياً في الترويج للفرد، سواء عند تقدّمه لإحدى الوظائف أو تأهله لبرنامج معيّن يعتمد على التنافس بينه وبين الآخرين أو دخوله في إحدى الانتخابات أو تقدّمه لخطبة فتاة أو دعوته لرسالة هادفة وغيرها..


فإن إدراك أهمية فن الحوار والذي له مفعول السحر علي الطرفين في العلاقات الشخصية هو حاجة ملحة تعتمد في الأساس علي عدة عوامل أهمها:


-وضع حجر الأساس في الحوار  والرغبة في خلق الحوار البناء .
-حسن الإنصات للآخر دون مقاطعته.
-أختيار الوقت المناسب.
-إمتلاك سعة الصدر والهدوء.
-إحترام أداب الحوار (لغة الجسد وأختيار الألفاظ )
-الحكمة والذكاء العاطفي في فهم الآخر وإحتياجاته..وشرح تلك النقاط قد يطول ولكنني أردت بهذا المقال أن أضع الخطوط العريضة لفن الحوار ومراعاة الود والرحمة في علاقتنا، فإن لم نحسن الإنصات والحوار مع شريك حياتنا فهناك من لديه الإستعداد لأن ينصت إليه علما بأن شياطين الإنس كثرت في هذا الزمان فلنجعل مبدأنا في الحوار أثناء الخلافات هو التصالح مع النفس أولا وأخيرا …”أختلفنا لنتفق لا لنفترق” .

بقلم: رشا أبو العز 


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Facebook Auto Publish Powered By : XYZScripts.com