|  آخر تحديث مايو 3, 2021 , 14:51 م

نافذة رمضان التاريخية


نافذة رمضان التاريخية



 

 

بعيون ملؤها الحب الجميع يترقب إطلالة هلال شهر رمضان، وما أن يحلّ حتى تزدان البلدان العرية والإسلامية بحلة كأنها عروس ليلة زفافها ، متناسين همومهم وآلامهم وما خلفته جائحة كورونا من فقدان أحبة لهم ومن قطع أرزاقهم ، وحال أمرهم يقول لا مكان للمآسي في رمضان ، في رمضان يحلّ الخير مكان البخل ، وتحلّ الرحمة مكان الظلم والنصر مكان الهزيمة ، فيه كل الناس سواسية في الحب والفرح والسرور ، يتبادلون التهاني والتبريكات لبلوغه هذا الشهر الفضيل المبارك.

 

 

لو كان للتاريخ لسان يتحدث به لرايت ان شهر رمضان هو شهر الإنتصارات التاريخية التي غيرت مجراه، فجبريل عليه السلام كرم الناس بنزول أعظم شريعة على وجه الأرض تحمل راية السلام والمحبة وكل من يعتقده المسلم ، شعاره نشر السلام على هذا الكوكب.

 

 

فيه سجّل المصطفى صلى الله عليه وسلم أول نصرللمسلمين في معركة بدر الكبرى، فتلاه في رمضان فتح مكة والأندلس وعمورية ومعركة بلاط الشهداء، حتى صار المسلمون ينتظرون رمضان ليسمعوا بالانتصارات ، كيف لا وفيه ليلة تعادل ألف شهر مما تعدون ، ليلة يحل فيها الملائكة ضيوفا على الأرض في الوقت الذي تصفد فيه مردة الشياطين.

 

 

ما أجمل رمضان في بلدي الإمارات ، وكأن أيامه الجميلة لم تكن لتغيب عنها ، فقد سطّر التاريخ أعظم مقولة عرفها العرب في العصر الحديث ، عندما قال حكيمها وحكيم العرب مقولته الممزوجة بالمسك والمكتوبة بماء الذهب ( ليس النفط العربي بأغلى من الدم العربي )وذلك في العاشر من شهر رمضان من عام 1425 ه الموافق للسادس من أكتوبر عام 1973 ، الكلمة التي لازات الأجيال ترددها حتى أصبحت جزءا من التاريخ وفيها اتفق العرب على كلمة سواء ، ووقفوا في وجه العدوان وتحقق النصر في العاشر من شهر رمضان.

 

رحمك الله يا حكيم العرب ، فقد اصطفاك الله إلى رحابه في التاسع عشر من شهر رمضان لتغادرنا جسدا ، لكن روحك ما زالت في أجواء رمضان ، كلما ذكر الخير ذكرت معه حتى صار الخير وزايد صنوان ، وصار اسمك زايد الخير ، كما رمضان شهر الخير.

 

 

صفحات رمضان مليئة بالبشريات ، ففي بلادي يهجر الناس متع الدنيا رافعين أيديه نحو السماء مهللين مكبرين يحدوهم الأمل أن يكون شهر رمضان نعمة عليهم ، آملين من المولى عزّ وجل أن تزول غمة كورونا عن الناس أجمعين.

 

 

في بلادي رمضان مختلف عن باقي البلاد ، يتساوى فيه الفقير مع الغني ، تحل البركة ويغيب البخل ، في بلادي ترتسم البسمة وتغيب الأحقاد ، في رمضاني لا مكان للضغينة أو الحقد ، رمضاني دوحة الخير والسكينة والاطمئنان .

ولا تغيب الإنجازات عن أرض الإمارات في رمضان نحن تلاميذ زايد موقف الشيخ محمد بن زايد ومحمد بن راشد من أزمة كورونا في السنة الماضية بشعارات مقترنة بالأفعال ….لاتشيلون هم ….إنما هي قاعدة للحياة السعيدة الآمنة في دولة الإمارات.

الحديث عن بركات رمضان يجعلك تشعر وتؤمن إيمانا قاطعا أن الإمارات تسعى لتكون كل الشهور مثل شهر الخير .

بارك الله في الوطن والقيادة الحكيمة والشعب المعطاء ، ومعا ليكون الوطن هانئا مطمئنا سخاء ورخاء وسعادة للجميع.

 

 

 

 

بقلم: د. آمنة الظنحاني


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Facebook Auto Publish Powered By : XYZScripts.com