تشتهر دبي حول العالم بمشهد المدينة البانورامي المميز بناطحات السحاب والأبراج الشامخة، والجزر الاصطناعية، والمنتجعات الشاطئية، كما أنها تحتضن الكثير من الوجهات الترفيهية، ومناطق الجذب المتنوعة، والمطاعم والمقاهي العالمية والفريدة، فضلاً عن كونها من أكثر الوجهات السياحية أماناً في العالم. أضف إلى ذلك أنها مدينة حيوية تنبض بالحياة، بما تستضيفه من فعاليات وأنشطة متنوعة طوال العام، حيث تعد وجهة عالمية لأبرز الفعاليات الرياضية وتجارة التجزئة والترفيه والأعمال، ما يضمن تلبية كافة أذواق زوارها سواء من داخل الدولة أو خارجها.
ويتخطى سحر دبي حدود المدينة، ليبلغ جبالها وصحراءها وبيئتها البرية وسواحلها القريبة، لتوفر طريقة جديدة وفريدة لاستكشاف الطبيعة عبر مجموعة واسعة من الأنشطة المميزة التي تقام في الهواء الطلق. ومن المتوقع أن تتصدر المغامرات والرحلات إلى المناطق الطبيعية المفتوحة اهتمامات المسافرين لعام 2021، وهو ما يمكن أن تقدمه دبي لزوارها ضمن بيئة آمنة.
استكشاف المشاهد الطبيعية
بعيداً عن ضوضاء المدينة ومبانيها الشاهقة، تبرز سلسلة جبال حتّا الشامخة وسط الصحراء الساحرة، حيث تبعد هذه المحمية الجبلية مسافة 90 دقيقة عن وسط المدينة، وتمتد وسط جبال مهيبة، وتُعد أعلى سلسلة جبال في المنطقة الشرقية من شبه الجزيرة العربية. فيما توفر المنطقة أروع التجارب في الهواء الطلق وسط مشاهد طبيعية لا تضاهى، ما يجعلها وجهة مثالية لعشاق التصوير والطبيعة والمغامرة.
وتوفر الجبال والوديان والمزارع في المنطقة الوجهة الأمثل لباقة من التجارب الترفيهية المتنوعة، بما في ذلك سد حتّا، الذي يعتبر وجهة مثالية لممارسة التجذيف بقوارب الكاياك، حيث تلتقي سفوح الجبال بالمياه. وتزخر المنطقة بمسارات المشي الممتدة على مسافة 30 كيلومتراً، بينما يتيح حتّا وادي هب مجموعةً من الأنشطة لعشاق المغامرة، كالرماية بالسهم، ورمي الفؤوس، والتسلق، وتجربة المسار الانزلاقي المشوقة.
ويمكن لعشاق رحلات السفاري الاستفادة من خدمات بلاتينيوم هيرتاج، الشركة الرائدة في مجال تنظيم الرحلات السياحية، والتي تقدم مجموعة من التجارب الآمنة والمستدامة بإشراف خبير متخصص، حيث يتاح للضيوف ركوب السيارات المخصصة عبر محمية دبي الصحراوية للاستمتاع بجمال الحياة البرية وسط الصخور والكثبان الرملية، بالإضافة إلى خيار الاستمتاع برحلة سفاري صباحية بريّة مع وجبة فطور إماراتية تقليدية وجلسة حكايات مع أحد أفراد القبائل البدوية المحلية.
الحياة البريّة
تغطي محمية المرموم الصحراوية 10% من مساحة دبي الإجمالية، وتُعد أكبر محمية طبيعية غير مسوّرة في الإمارات. ويمكن للزوار الانطلاق إلى المحمية التي تبعد مسافة ساعة واحدة عن المدينة للتجول وركوب الدراجات وسط الكثبان الرملية. وتشتهر المرموم بمبادرات الاستدامة، حيث تزخر بمختلف أنواع الحياة البرية المحلية مثل الغزلان العربية والإبل والطيور. وبعد إدراج المها العربي ضمن قائمة الحيوانات المعرضة للانقراض عالمياً، نجحت دبي بالحفاظ على هذا النوع بفضل برامج الإكثار والإعادة إلى البرية. فيما تعتبر بحيرات القدرة القريبة، وهي مجموعة من البحيرات الاصطناعية في الصحراء، موطناً لحوالي 170 نوعاً من الطيور، بما فيها أنواع مهددة بالانقراض مثل نسر السهوب والحبارى الآسيوية. وتعتبر مشاهدة الطيور نشاطاً شائعاً في الإمارة، حيث توفر جولات إرشادية لمدة يوم أو نصف يوم بإشراف مجموعة لمراقبة الطيور في الإمارات. كما تعتبر المياه الصافية وجهة مثالية لعشاق الطبيعة، للاستمتاع بنزهة مع غروب الشمس أو مشاهدة شروق الشمس مع الفجر الباكر. وتعتبر “بحيرة الحب” بأجوائها الرائعة وجهة ساحرة تتكون من بحيرتين على شكل قلب متصلتين ببعضهما البعض وسط المنحوتات الرومانسية والمساحات الخضراء.
وتقع على حافة المدينة أيضاً محمية رأس الخور للحياة البرية، التي تُعد مكاناً لتكاثر القشريات والثدييات والأسماك كل عام، بينما تخطف طيور النحام الأنظار بألوانها الزاهية في فصل الشتاء. ويمكن الاستمتاع بمشاهدة طائر مالك الحزين الرمادي والمرجاني، والبلشون العظيم، وطائر الغاق، وأبو المغازل، ودجاج الأرض، وطيور الشماط في موائلها الطبيعية، والتي تتم مراقبتها عن كثب من قبل بلدية دبي.
بالإضافة إلى بطولات الرجبي والغولف والتنس الشهيرة في الإمارة، يمكن لعشاق الرياضة خوض الكثير من الأنشطة خارج المدينة. ويمكن لهواة اللياقة البدنية الاستمتاع بمسار القدرة للدراجات، والذي يقع بالقرب من بحيرة الحب، حيث يمتد هذا المسار البالغ طوله 86 كم عبر تضاريس رملية، ويحظى بشعبية واسعة لدى الدرّاجين المحترفين والهواة، حيث يستغرق إكماله من ساعة ونصف إلى 3 ساعات. بالإضافة إلى سباقات الهجن الإماراتية التقليدية بلمسة عصرية، التي يمكن متابعتها في مضمار المرموم لسباق الهجن في وقت مبكر من صباح عطلة نهاية الأسبوع، حيث تنطلق الإبل عبر المسار الترابي بسرعة تبلغ 40 كم/ساعة. كما يوفر نادي جيه أيه للرماية أجواء ترفيهية وتنافسية فريدة مع أكاديمية داخلية وخارجية، حيث يضمّ خمسة ميادين للمبتدئين والمحترفين. وبالإضافة إلى التجارب البرية الرائعة، يمكن لعشاق البحر الاستمتاع برحلات “ديب بلو فيشينج” على طول ساحل دبي المذهل والإبحار في الخليج العربي على اليخوت الفاخرة وقوارب الصيد بإشراف طاقم مؤهّل.
تشهد الفترة الحالية زيادةً في التوّجه نحو تجارب الصحة في الهواء الطلق، حيث تحتضن دبي مجموعة واسعة من المنتجعات النائية التي تلبي هذا الطلب. فمثلا يتيح منتجع وسبا المها الصحراوي في محمية دبي الصحراوية أروع تجارب الإقامة، مع أجواء مشابهة للتخييم ضمن الفلل الفاخرة التي تتضمن كل منها حوض سباحة خاص. فيما تشتمل الأنشطة المتاحة ركوب الخيل، والمشي في أحضان الطبيعة، وركوب الجمال على الكثبان الرملية مع غروب الشمس. بينما يقدّم “تايملس سبا” مجموعة واسعة من علاجات تجديد النشاط والعناية بالجمال المستوحاة من تقاليد منطقة الشرق الأوسط وأساليب العلاج العطري في جنوب شرق آسيا. ومن جهة أخرى يعد منتجع باب الشمس الصحراوي واحة وموطناً طبيعياً لمجموعة من الطيور وغيرها من الكائنات الحية. بينما يقدّم “ساتوري سبا” الحائز على عدة جوائز تجربة تدلل الحواس وتبعث على الاسترخاء مع علاجاته الفاخرة، بما فيها تقشير الجسم والعلاج العطري بالأحجار الساخنة.
وتحرص الوجهات في دبي على الالتزام بالإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية والتباعد الاجتماعي لضمان صحة وسلامة السكان والزوار والموظفين، كما يعد ختم “دبي الضمانة” الذي يتم تجديد إصداره للمنشآت كل أسبوعين، تأكيداً على الامتثال الكامل بإرشادات الصحة والسلامة والبروتوكولات الوقائية المعمول بها في عموم الإمارة، إضافةً إلى حصول دبي خلال العام 2020، على “ختم السفر الآمن” من المجلس العالمي للسفر والسياحة، من العوامل التي تعزز الثقة لدى الأشخاص الراغبين بزيارة الإمارة خلال العام 2021. وهو ما يمكّن المسافرين من إطلاق العنان مجدداً لحب الاستكشاف وسط ما تحتضنه دبي من مقومات سياحية هائلة، وطبيعة متنوعة، وما تقدمه من أنشطة متعددة.