تتضاعف المؤشرات على أن الإمارات تتحرك بتسارع وثقة، وفق تخطيط استراتيجي ناجح، للنهوض بأدوار حيوية غير مسبوقة، في العالم الجديد، وعلى وجه التحديد في تعافي اقتصادات العالم، وهو ما تنتظر تحقيقه الدول قاطبة، بشغف وتفاؤل كبيرين، من خلال بوابة «إكسبو دبي 2020»، وكذلك في دفع عجلة الابتكار والتقدم الإنساني وصناعة المستقبل من خلال توفير البيئات الأمثل للمواهب وأصحاب العقول والمتخصصين من العالم أجمع.
ما نقرأه، من مخرجات اجتماع مجلس الوزراء، برئاسة محمد بن راشد، أمس، فيما يتعلق بحشد جهود كافة القطاعات الاقتصادية والاجتماعية والخدمية للعب دور قيادي لاستضافة العالم في أفضل «إكسبو» يتم تنظيمه في تاريخ الحدث الدولي الأكبر، هو تأكيد إدراك الإمارات لدورها الطليعي، حاضراً ومستقبلاً، في رسم الأجندة العالمية، فالإمارات، بما أثبتته من قدرات فائقة في التعامل مع الأزمات وترويض الظروف الصعبة لتحويلها إلى فرص، باتت اليوم محط أنظار العالم، وقبلة عقوله وقادته للتغلب على التحديات التي تواجهه، وضمان استمرار تقدمه، وهو ما يصفه محمد بن راشد بوضوح، في قوله: «نجاح إكسبو بعد جائحة كوفيد هو نجاح للعالم وتفاؤل بتعافي الحركة الاقتصادية والثقافية العالمية».
وبعد هذه الاستعدادات المكثفة بعشرة أعوام من البناء، وجهود 230 ألف عامل، لخدمة تطلعات 190 دولة مشاركة، تواصل الدولة عملها الاستثنائي، بجاهزية كاملة، خلال الـ170 يوماً المتبقة على انطلاقة الحدث الدولي الأكبر، لتنظيم تجربة مبهرة لا تنسى.
المسؤولية الوطنية، التي تنظر بها الإمارات إلى هذا الحدث الذي يتزامن مع احتفالنا باليوبيل الذهبي، وضرورة تسخيره كفرصة ذهبية لخدمة الخطط الاستراتيجية الوطنية للخمسين عاماً القادمة، تتشابك مع المسؤولية العالمية للدولة، في خدمة رسائلها النبيلة كرافعة للنمو والازدهار العالمي وضمان استمرار تقدمه الحضاري، وهو ما تشير إليه قرارات مجلس الوزراء المتعلقة بالارتقاء بمكانة الإمارات كوطن للفكر الإنساني المبدع وللعقول الفذة، من خلال اعتماد الاستراتيجية الوطنية لاستقطاب واستبقاء المواهب في خطة متكاملة لتعزيز جاذبية الدولة أمام العقول والمواهب اللامعة من كافة أرجاء العالم، ورؤية طموحة لتوفير البيئة الأفضل عالمياً لها للعمل والإبداع والابتكار وصناعة المستقبل.
الأهداف التي وضعتها الإمارات لنفسها في أن تكون ضمن أعلى 10 دول في المهارات عالية المستوى، وضمن المراكز الثلاثة الأولى في مؤشري اكتساب العقول، وسهولة استقطاب أصحاب المهارات، تترجم عزمها على تعزيز حضورها ومساهماتها العالمية في التقدم العملي والإبداعي للبشرية، وهو ما قطعت فيه الدولة شوطاً مشهوداً في زمن قياسي يؤكد أنها مؤهلة لبلوغ مبتغاها فيه.
الإمارات تؤكد اليوم أمام العالم أجمع، أنها الأقدر والأكثر جاهزية وإصراراً، على إحداث تغيير جذري في مختلف مساراته نحو المستقبل، وصناعة منعطفات إيجابية تعبر به إلى بر الأمان والانتصار على تحدياته وإبداع تقدمه وغده الأفضل.
بقلم: منى بوسمرة