في مطلع عام جديد يهتم الناس بمعرفة حصاد ما انقضى، واستطلاع تنبؤات ما هو آت، من منا لا يفكر في المستقبل ومن منا لا يتحدث عن المستقبل، بالفعل كل منا يفكر في مستقبله ويبحث عن ما هو افضل.
المستقبل هو ملك لاؤلئك الذين يؤمنون بجمال أحلامهم، المستقبل لن يكشف أسراره بل علينا أن نفك الرموزونقرأ الاشارات ونتوصل الى تلك الوصفة السحرية التي ستكون بمثابة الأمل.
المستقبل يحتاج إلى التخطيط الجيد لتحقيق أفضل النتائج، فذلك لا يتنافى مع الإيمان بالقدر خيره وشره، وإنما أمرنا الإسلام بالأخذ بالأسباب مع التوكل على الله، فيمكن التفكير بهدوء بكل ما حدث في الماضي وما يحدث في الحاضر من أجل أخذ الدروس والعبر وعدم الوقوع في نفس الأخطاء، ومحاولة اختيار الطرق التي تقود نحو التحسن والنهوض، فالمستقبل بيد الله ويمكن تغييره، وقد أثبتت طريقة كتابة الأشياء المراد تحقيقها على ورقةٍ، وكتابة الأشياء التي تم إنجازها نجاحها في التقدم للأمام، ولكن في جميع الأحوال يجب أن تتوافق الخطة الموضوعة مع الإمكانيات والواقع.
يجب أن يكون التخطيط للمستقبل مرنًا، فقد تتوافر مجموعة العوامل التي تؤدي إلى عدم تحقيق بعض ما يسعى الإنسان إليه، وهنا يجب أن يجد الإنسان لنفسه طرقاَ أخرى يبحث فيها عن ذاته، كما يجب عليه أن يكون غير محدود الطموح، فكلّما حقّق الإنسان إنجازًا محددًا سعى إلى الوصول إلى ما هو أفضل من ذلك، فالتخطيط للمستقبل يجب أن يتخذ منحىً تصاعديًا، فالإنسان الطموح لا يعرف المستحيل، والمستقبل المشرق يلزمه الكثير من التخطيط والبذل والتضحية.
المستقبل سيكون لمن يستطيع تخيّله، وتصميمة، وتنفيذه، المستقبل لا ينتظر، بل يُمكن تصميمة وبنائة اليوم،إننا سوف نسير من جديد أقوياء بهذا الحب نحو المستقبل، الذي ربما سيشبه الماضي، أو لعله سيكون أفضل منه أو ربما سيكون أسوء منه، ولكن ما همنا.
بقلم: د. فاطمة الدربي