أكد سمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، نائب حاكم دبي أن رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله»، وتوجيهات سموه المستمرة بتوفير البيئة الداعمة للأعمال ومواصلة توثيق دور دبي في ضوء مسؤوليتها كشريك مؤثر يضع أمام القطاع الخاص المحلي والعالمي كل الفرص التي تعينه على تحقيق النمو والازدهار.. كانت سبباً مباشراً في تسريع وتيرة تعافي الإمارة من تبعات جائحة كوفيد-19 باتخاذ قرارات وتدابير سريعة وحاسمة أسهمت في تجنب الأسوأ والعودة إلى مباشرة الأعمال ضمن مختلف القطاعات الحيوية في دبي ومن أهمها قطاع المعارض.
جاء ذلك بمناسبة افتتاح سموه اليوم «الأحد» الدورة الـ26 من معرض «جلفود 2021»، أكبر حدث تجاري سنوي في قطاع الأغذية والمشروبات حول العالم، في مركز دبي التجاري العالمي وتستمر أعمالها 5 أيام بمشاركة نحو 2500 شركة من 85 دولة، في أول فعالية عالمية مباشرة للقطاع منذ 12 شهراً. وأوضح سمو نائب حاكم دبي أن إحكام التخطيط القائم على الرصد الدقيق للمعطيات المحيطة والتحليل العلمي للحقائق والأرقام، وسرعة التنفيذ من خلال فرق عمل تباشر مهامها وفق استراتيجية متكاملة، والمرونة في مواكبة المتغيرات بكفاءة عناصر تمكن دبي من ترسيخ دورها كمنصة رئيسية للأعمال والشركات والاستثمارات العالمية في المنطقة، انطلاقاً من تاريخ طويل للإمارة في هذا المجال قامت خلاله بإرساء البنى التحتية وتهيئة المناخ الداعم لكل من يسعى إلى الدخول إلى أسواق المنطقة بما تحمله من فرص ضخمة بتعداد سكان يناهز ملياري نسمة.
وتفقد سمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم جانباً من الأجنحة العالمية المشاركة في معرض جلفود 2021 والساعية لاغتنام الفرص والصفقات التجارية المميّزة التي يوفرها الحدث الذي يأتي بعد عام كامل من التحديات، ليمهد لمرحلة جديدة من الصفقات والشراكات التجارية انطلاقاً من دبي. وتوقف سموه عند الجناح الإيطالي، وهو من أكبر الأجنحة العالمية المشاركة في الحدث هذا العام، ويضم أكثر من 120 شركة ستسلط الضوء على مبادرات إيطاليا في مجال استدامة الغذاء والابتكار والنظام الغذائي الصحي، من خلال استعراض تشكيلة واسعة من المنتجات التي تشتهر بها إيطاليا، والتي يعد مطبخها ومأكولاتها ومنتجاتها الزراعية من الأشهر والأوسع انتشاراً عالمياً، فيما تُعد إيطاليا من كبرى الدول المنتجة والمصدرة للأغذية والمشروبات في العالم وتقدر قيمة صادرتها من تلك المنتجات بحوالي 5 مليارات دولار سنوياً.
كما اطلع سمو نائب حاكم دبي خلال جولته في معرض جلفود 2021 على جناح فرنسا التي تعد من أبرز الشركاء التجاريين لدولة الإمارات فيما يتعلق بالمنتجات الغذائية، إذ يضم الجناح معروضات لأكثر من 30 جهة حرصت على الاستفادة من الفرص التي يتيحها الحدث عبر اللقاء المباشر مع كبرى صُنّاع ومنتجي المأكولات والمشروبات في المنطقة والعالم، وما تمثله هذه المنصة العالمية من مساحة نموذجية لتعزيز الشراكات التجارية وعقد صفقات تدعم نمو هذا القطاع الحيوي سواء على الصعيد الإقليمي أو العالمي.
وأثنى سموه على الإجراءات الوقائية المتخذة من قبل مركز دبي التجاري العالمي وكذلك الجهات العارضة، مؤكداً أن سلامة العارضين والزوار أولوية تحظى بكل الاهتمام والعناية، إعمالاً لنهج دبي في توفير أعلى مستويات السلامة ضمن كل القطاعات الاقتصادية التي استأنفت نشاطها، وبما يعين على استكمال مسيرة التعافي وتسريع وتيرتها بصورة تخدم الاقتصاد المحلي وكذلك اقتصادات المنطقة والعالم، معرباً سموه عن أمنياته لجميع المشاركين بالتوفيق والنجاح.
ويأتي انعقاد معرض جلفود هذا العام، وسط إجراءات احترازية وتدابير وقائية دقيقة كبرهان جديد يؤكد مكانة دبي كمركزٍ استراتيجي للتجارة العالمية، ويبرز قدرتها على توفير بيئة الأعمال الآمنة والمثالية، وهو ما أسهم في تعزيز الاهتمام العالمي بالمشاركة الفعلية في هذه الدورة من المعرض.
ويعد معرض جلفود 2021 أبرز منصة تنافسية في مجال التوريد هذا العام، لما يتيحه للجهات العارضة من فرص لعقد اللقاءات المباشرة مع التجار المحتملين والباحثين عن الصفقات لأجود المنتجات، فيما سيوفر للزوار تجربة مميّزة مع أحدث الابتكارات والحلول التكنولوجية. وتعود أبرز الأسماء في القطاع والتي لطالما سجلت حضوراً لافتاً في المعرض للمشاركة في نسخة هذا العام، سواءً من إيطاليا وألمانيا وفرنسا وتركيا والنمسا، لتسجل حضوراً قوياً، فيما تشهد نسخة هذا العام مشاركاتٍ جديدة من أوزباكستان وجورجيا، مع تطلعهم لتسجيل حضورهم الأول في المنطقة بالاستفادة من فرص الأعمال التي يوفرها جلفود 2021.
وبهذه المناسبة، أعرب هلال سعيد المري، مدير عام سلطة مركز دبي التجاري العالمي، مدير عام دائرة السياحة والتسويق التجاري في دبي، عن خالص الشكر والعرفان إلى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، لتوجيهات سموه التي مهّدت لاستئناف أغلب أنشطة القطاعات الاقتصادية الحيوية في الإمارة ومن أهمها قطاع المعارض.
وقال: «يسرنا استئناف التواصل مع قطاع الأغذية العالمي عبر منصة جلفود 2021. وتعكس الثقة الكبيرة التي يبديها القطاع بالمعرض مكانة دبي كبوابة استراتيجية لتجارة الأغذية والمشروبات، ورؤيتها المثالية في تمكين التواصل المباشر بين أكبر صنّاع النجاح وألمع العقول من الأسواق العالمية والناشئة، وذلك بفضل قدرتها الاستثنائية على تنظيم الفعاليات المباشرة مع الالتزام بأعلى معايير السلامة».
وأضاف «معرض جلفود 2020 كان الفعالية المباشرة الوحيدة للقطاع العام الماضي، ما أتاح لنا بناء رؤيةٍ معمّقة في القطاع شجّعتنا لتنظيم أول فعاليةٍ مباشرة في عام 2021، مدفوعين بالاهتمام والدعم الكبير الذي أبداه شركاؤنا من قطاع الأغذية والمشروبات والضيافة. واليوم، نشهد ثمرة هذه الجهود مع انطلاق أبرز فعالية تجارية للأغذية وسط بيئةٍ آمنة، وبمشاركة أبرز أسماء هذه الصناعة، ما يعزز ثقتنا بالصفقات والفرص التي ستوفرها دبي للمشاركين على مدى الأيام المقبلة».
وسلّطت الأزمة العالمية التي خلّفها وباء كوفيد-19 الضوء على مجموعة من الفرص الجديدة التي يركّز المعرض عليها بشكلٍ خاص بمشاركة 110 من أبرز رواد قطاع الأغذية والمشروبات. إلى جانب ذلك، سيستضيف المعرض عدداً من أهم الخبراء في هذه الصناعة والذين سيشاركون رؤاهم وتوقعاتهم لواقع القطاع الجديد.
وستشهد الجلسات النقاشية التي ستتخلل الحدث مشاركة القيادات التنفيذية من الشركات الرائدة ضمن سلسلة التوريد «دي إتش إل» و«سكاي كارجو» التابعة لطيران الإمارات، وممثلي «مايكروسوفت» و«بيتزا هت» و«بيبسي»، إلى جانب التنفيذيين من أبرز الشركات الإقليمية من ماجد الفطيم و«مجموعة لولو الدولية»، وبعض الطهاة العالميين الحائزين نجمة ميشلان، وأهم الطهاة في دولة الإمارات.
ومع عودة المعرض في توقيت مثالي، والتزام مركز دبي التجاري العالمي ببروتوكولات الصحة والسلامة الصارمة، تسعى الجهات المشاركة إلى الاستفادة القصوى من الفرص التي يتيحها المعرض، والذي سيشكّل المحرك الدافع لحركة القطاع بشكلٍ واثق على مدى العام المقبل، وهي الرؤية التي يتفق معها العارضون المشاركون في المعرض.
تجمع قمة جلفود للابتكار بين 22-24 فبراير أبرز المسؤولين الحكوميين وعلماء الأغذية وأبرز الطهاة وقادة القطاع لمناقشة أحدث الابتكارات والحلول الهادفة إلى إحداث نقلة نوعية في مستقبل قطاع الأغذية، والاستفادة من التوجهات الجديدة التي برزت خلال فترة جائحة كوفيد-19. وتظهر أهمية «قمة جلفود للابتكار» مع سعي العلامات العالمية والجهات المبتكرة وأبرز الموزعين للاستفادة من الفرص والتواصل مع نظرائهم في القطاع وعقد صفقات الأعمال الضخمة عبر المعرض.
وستلقي مريم بنت محمد المهيري، وزيرة دولة للأمن الغذائي والمائي، غداً كلمة افتتاحية تناقش خلالها استراتيجية الأمن الغذائي الهادفة إلى تعزيز مكانة دولة الإمارات في مصاف الدول العشر الأولى على مؤشر الأمن الغذائي العالمي، وتناقش تفاصيل هذه الاستراتيجية وإمكانية إرساء بيئة صناعية وسوقية داعمة لتحقيق أهدافها. كما تناقش القمة على مدار أيامها الثلاثة مجموعة مواضيع متنوعة، بما فيها التكيف مع أنماط الحياة الأكثر صحة واستدامة، والفرص المتاحة في سلسلة التوريد، والسياحة والتجزئة، والاستفادة من الحلول التكنولوجية الناشئة والمستقبلية في مجال الأغذية.
كما يستضيف معرض جلفود 2021 سلسلة متحدثي مجتمع التسويق، التي ستنعقد غداً في القاعة 2 بالشراكة مع جمعية التسويق. وتستضيف الجلسات ألمع العقول وصناع النجاح في مجال الأغذية والمشروبات لمعالجة قضايا ملحّة مثل تفضيلات المستهلكين المتطورة والاستراتيجيات المستقبلية.
وتستهدف الجلسات مجموعة من خبراء التسويق في الأسواق والقطاعات المختلفة ذات الصلة بالسلع الاستهلاكية سريعة التداول، بمن فيهم بيتر ديبينديكتيس، الرئيس التنفيذي لشؤون التسويق بشركة مايكروسوفت الشرق الأوسط وأفريقيا، والذي سيناقش موضوع التسويق الهادف؛ وبيفرلي دي كروز، الرئيسة التنفيذية لشؤون العلامة التجارية لدى بيتزا هت في الشرق الأوسط وتركيا وأفريقيا، وستناقش موضوع الأغذية وإطلاق المنتجات رقمياً بما يلبي احتياجات المستهلك أثناء وبعد كوفيد-19.
وسيشارك في جلسة الظهيرة مصطفى شمس الدين، الرئيس التنفيذي للتسويق في بيبسيكو في أفريقيا والشرق الأوسط وجنوب آسيا؛ وماريا جيديون، مديرة المبيعات والتسويق في مجموعة ماجد الفطيم، لمناقشة موضوع مستقبل التسويق والإعلان عن المنتجات الغذائية.
توفّر منصة «حوارات الطهاة» لزوّار جلفود 2021 فرصةً حصرية لمقابلة أبرز الأسماء العالمية في قطاع المطاعم والطهاة والكتّاب وأخصائيّ الأغذية، والتعرّف منهم على رؤاهم وخبراتهم وشغفهم وإبداعاتهم. وتستمر الحوارات بين 21-24 فبراير في القاعة رقم 8.
وستشهد المنصة مجموعةً مميّزةً من الجلسات بما في ذلك جلسة خاصة للشيف الإيطالي الشهير نوربرت نيديركوفلر الحائز 3 نجوم ميشلان تحت عنوان «المأكولات الفاخرة من مكوّنات برية». إلى جانب ذلك، ستشهد المنصة إطلاق «نادي الطهاة»، وهو أول فعاليةٍ من نوعها على المستوى العالمي، حيث يجمع النادي 30 نجماً من أبرز الطهاة في الإمارات لتنظيم مبادراتٍ مبتكرةٍ على مدى العام.
وانطلاقاً من مكانته المحورية في قطاع الأغذية العالمي، سيسلّط جلفود 2021 الضوء على مستقبل القطاع عبر ورش عمل «فيرست إن فوود»، والتي يستضيفها أبرز خبراء القطاع لمناقشة مواضيع سلامة الغذاء والابتكار، والاستدامة وتصميم الأغذية والمشروبات. وتشهد سلسلة «نكهات من العالم» مشاركة 31 اسماً رائداً في قطاع المأكولات، بما في ذلك بعض الطهاة الحائزين 5 نجوم ميشلان من ألمانيا وإيطاليا والبرتغال، لتقديم الجلسات التخصصية وفنون تحضير الباستا والبيتزا وغيرها من المواضيع. وتنطلق الفعاليات اليوم في القاعة رقم 8 وتستمر على مدى 5 أيام.
يشار إلى أن معرض جلفود 2021 يعتمد مجموعة صارمة من إجراءات السلامة والنظافة والتعقيم. وأثبت مركز دبي التجاري العالمي قدرته على تأمين بيئة أعمال مباشرة تُعد الأكثر أماناً واستضافة فعاليات عالمية المستوى في ظل تطبيق أعلى المعايير المتعلقة بإجراءات السلامة، وتُعد استضافته لأسبوع جيتكس للتقنية، الذي أُقيم مؤخراً وكان الفعالية المباشرة الوحيدة التي شهدها قطاع التكنولوجيا في 2020، خير دليل على هذه الإمكانات. واستضافت الفعالية، التي انعقدت في ديسمبر الماضي، عشرات الآلاف من الزوار المحليين والدوليين، الذين أعرب 96% منهم عن حصولهم على تجربة «آمنة» و«آمنة للغاية» أثناء حضور المعرض.
ونظراً للأهمية البالغة لعرض عيّنات المنتجات ومناولة المواد الغذائية خلال معرض جلفود الرائد على مستوى قطاع الأغذية والمشروبات العالمي، فقد تم تشديد البروتوكولات الموثوقة المعمول بها لدى مركز دبي التجاري العالمي ضمن نسخة جلفود لعام 2021، بالتنسيق الكامل مع هيئة الصحة بدبي وبلدية دبي، بهدف توفير ظروف أكثر أماناً لزوار المعرض والمشاركين فيه. ويعد ارتداء الكمامات واحترام مبادئ التباعد الاجتماعي إلزامياً خلال الفعالية، إلى جانب اعتماد التعاملات غير التلامسية لضمان صحة وسلامة جميع الوفود والمندوبين.