الأحساء
زهير بن جمعه الغزال
أمّ المسلمين اليوم الجمعة في المسجد النبوي فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ الدكتور أحمد بن طالب فتحدث فضيلته في خطبته الأولى عن فهم الوحي وتطبيقه فقال : اعلموا – عمر الله أعماركم بطاعته، وسلك بكم سبيل أحبائه – أن منشور الولاية يستخرج من معدن الرسالة.. فمن وعى الوحي استغنى به عن غيره.. ومن فاته الوحي لم يغن عنه غيره .
والله سبحانه وتعالى يقول: {أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ (30) وَجَعَلْنَا فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِهِمْ وَجَعَلْنَا فِيهَا فِجَاجًا سُبُلًا لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ (31) وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفًا مَحْفُوظًا وَهُمْ عَنْ آَيَاتِهَا مُعْرِضُونَ (32) وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ (33) وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ (34) كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ (35) وَإِذَا رَآَكَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُوًا أَهَذَا الَّذِي يَذْكُرُ آَلِهَتَكُمْ وَهُمْ بِذِكْرِ الرَّحْمَنِ هُمْ كَافِرُونَ (36) خُلِقَ الْإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ سَأُرِيكُمْ آَيَاتِي فَلَا تَسْتَعْجِلُونِ (37) وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (38) لَوْ يَعْلَمُ الَّذِينَ كَفَرُوا حِينَ لَا يَكُفُّونَ عَنْ وُجُوهِهِمُ النَّارَ وَلَا عَنْ ظُهُورِهِمْ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ (39) بَلْ تَأْتِيهِمْ بَغْتَةً فَتَبْهَتُهُمْ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ رَدَّهَا وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ (40) وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (41) قُلْ مَنْ يَكْلَؤُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ مِنَ الرَّحْمَنِ بَلْ هُمْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِمْ مُعْرِضُونَ (42) أَمْ لَهُمْ آَلِهَةٌ تَمْنَعُهُمْ مِنْ دُونِنَا لَا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَ أَنْفُسِهِمْ وَلَا هُمْ مِنَّا يُصْحَبُونَ (43) بَلْ مَتَّعْنَا هَؤُلَاءِ وَآَبَاءَهُمْ حَتَّى طَالَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ أَفَلَا يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا أَفَهُمُ الْغَالِبُونَ (44) قُلْ إِنَّمَا أُنْذِرُكُمْ بِالْوَحْيِ وَلَا يَسْمَعُ الصُّمُّ الدُّعَاءَ إِذَا مَا يُنْذَرُونَ (45) وَلَئِنْ مَسَّتْهُمْ نَفْحَةٌ مِنْ عَذَابِ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ يَاوَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ (46) وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ (47) }.
وتحدث فضيلته عن علامة إعراض الله عن العبد فقال : علامة إعراض الله عن العبد اشتغاله بما لا يعنيه.. وآية ما لا يعنيك أن لو أمسكت عنه لم تأثم.. ولم تضرر في حال ولا مال.. ولا يعنيك إلا ما أعانك في دنياك أو أخراك.. وقال صلى الله عليه وسلم “من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه” .
واختتم فضيلته خطبته الأولى عن فوات عمر الإنسان في غير ماخلق له فقال : و اعلموا أن امرأً ذهبت ساعة من عمره في غير ما خلق له.. لجدير أن تطول حسرته على نفسه ومن أحب المناهى وألف الملاهي تجرع بهواه مذاق النصيحة مرا.
فوعر عليه سهلها.. وعسر عليه قبولها..
فلا تكن عبدالله من الأعمال مفلسا، ومن الأحوال خاليا.. وتيقن أن العلم المجرد لا يأخذ
باليد.. فلا يكون العبد متعرضا لرحمة الله إلا بالعمل، ولو حمل في قلبه من العلم ما حمل..
فإذا طاحت العبارات، وفنيت الإشارات، لم تنفعك إلا الركعات.
وقال صلى الله عليه وسلم (إذا مات ابن ادم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له ) .
وما الإسلام إلا سماء بنيان، أركانه الشهادتان، والصلاة والزكاة والصيام، وحج بيت الله الحرام..
فمن وطد الأركان شيد البنيان..
ومن رق منه العمل أقام على وجل..
ومن وهت عمدانه هوت حيطانه.
ونصح فضيلته في خطبته الثانية المسلمين بصالح الأعمال وتجنب المحرمات فقال: و اعلموا أن الله تبارك وتعالى يقول {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا (107) خَالِدِينَ فِيهَا لَا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلًا (108) قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا (109) قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَىٰ إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَٰهُكُمْ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ ۖ فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا (110)} .
وصالح العمل أخلصه وأصوبه والخالص ما كان لله
والصواب ما كان على هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فالله الله في صالح الأعمال واجتناب ما حرمه الكبير المتعال.. ودعوا عنكم زخرف الأقوال.. و اعلموا أن ملء الميزان الحمدلله.. وثقل الميزان سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم.. وأثقل الأعمال في الميزان حسن الخلق.. وأن بخس الميزان وغبنه ما أحصاه الله ونسيته..
وأن طيش كفة السيئات أن تقول موقنا من قلبك لا إله إلا الله ومعراج كل ذلك إلى الله.