الشيماء خليف – دبي
إن تاريخ الإمارات تاريخ مثير للاهتمام، لأن الناس لا تعرفه بشكل جيد، ما يعرفونه على الأغلب هو عن مدينتي دبي وأبوظبي. لدولة الإمارات التراث الغني وتاريخها العريق الممتد لأكثر من 125 ألف سنة، والذي توّج أبرز إنجازاته التاريخية بتشكيل اتحاد الإمارات في العام 1971. وقام الباحث والمؤرخ جمال بن حويرب المدير التنفيذي لمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة ، رئيس مركز جمال بن حويرب للدراسات بإستضافة الأديب والباحث الإماراتي في التراث والآثار ناصر ابراهيم العبودي في جلسة افتراضية عبر تطبيق ” زوم”، مساء امس قدم ناصر العبودي للحضور وفي مقدمتهم الباحث التراثي عبدالله جاسم المطيري ، الباحث التراثي رشاد بوخش رئيس جمعية التراث العمراني في الدولة، الباحث التراثي راشد بن هاشم، والكاتب محمد صالح بداه، إضافة إلى جمع من المهتمين والإعلاميين وبخاصة من العنصر النسائي.
وتشرفت صحيفة نبض الإمارات بالحضور للتغطية الإعلامية، وفي الأمسية التراثية المميزة طالب الأديب والباحث الإماراتي في التراث والآثار ناصر ابراهيم العبودي بإنشاء مركز للدراسات والبحوث الأثرية في الدولة، لأن كثيراً من المكتشفات الأثرية تحتاج إلى متخصصين على مستوى عال، من حملة الماجستير والدكتوراه لفك رموزها.
بدأ العبودي حديثه قائلاً .. سنتناول في أمسيتنا هذه موضوعاً تراثياً مهماً ، هو في الحقيقة، بحث كبير يتركز على موضوع المدن التاريخية المكتشفة في الإمارات ، والفضل في ذلك يعود إلى التنقيبات الأثرية المستمرة منذ نحو خمسين عاماً.
وتتوزع هذه المواقع الأثرية في جميع إمارات الدولة ، بدءاً من أبوظبي ” أم النار وجزيرة صير بني ياس ” ، مروراً بالعين ” مناطق هيلي والقطارة وبدع بنت سعود ” ، ثم دبي ” القصيص ، ساروق الحديد والجميرا “، فالشارقة ” البحيص والمليحة والأملح ” ، إلى رأس الخيمة ” جلفار ” وسواها ، ثم الفجيرة ” دبا – مقبرة الجيوش “، وإلى أم القيوين ” الدور وتل الأبرق “، وليس آخراً ” موقع الزوراء” في عجمان.
وقال المحاضر .. لاشك أن ليس جميع هذه المواقع المكتشفة، تعد مدناً بالمفهوم الذي نعرفه، ولكنها بالنسبة إلى عهودها التي تكونت فيها ، تعد مدناً صغيرة ، أو قرى.
تحكي الآثار الموجودة في الإمارات قصص مدن وحضارات تعود إلى حقب تاريخية عدة، منها يمتد تاريخها من عام 3000 قبل الميلاد إلى فترة الجاهلية المتأخرة قبل ظهور الإسلام، ومنها يرجع تاريخها لـ300 عام مضت.
فقد دلت الاكتشافات الأثرية في أبوظبي على وجود حضارة عريقة تعود إلى الفترة من 2000 إلى 2500 قبل الميلاد، عُرفت عالمياً باسم «حضارة أم النار”.وفي جزيرة «مروح» اكتشفت هياكل عظمية أثبتت الأبحاث والاختبارات أنها تعود لأفراد ينتمون لشعب استوطن أبوظبي منذ ما يزيد على 7500 سنة ، وتدل المواقع الأخرى من الدولة على التنوع الحضاري الذي رسم وجوده على أرض الإمارات، مثل «ساروق الحديد» في دبي والذي يعد من المواقع الأثرية الفريدة والمهمة التي تم الكشف عنها في السنوات الماضية،وخلص ناصر العبودي إلى القول: نحن ننطلق من الآثار في كتابة التاريخ القديم لمنطقة معينة وحضارة تلك المنطقة. الباحث يعود الى الوثائق المكتوبة لكتابة التاريخ لكن حين تنحسر الوثائق لأي سبب، ندخل في المجهول والغامض ولا نجد أمامنا سوى الآثار لتخبرنا او تقدم لنا المعلومات حول تلك الفترات البعيدة، لتضيء لنا تلك المجاهيل وتجلي لنا ما غمض علينا.