الإرادة القوية التي قادت من خلالها الإمارات جهود الانتصار على جائحة «كورونا» لتكون الدولة الأسرع في التعافي عالمياً، تثمر اليوم نتائج متفوقة سواء على المستوى الصحي، أو ما يتبعه من عودة كاملة لدورة الحياة الطبيعية، وتسريع عجلة الاقتصاد والنمو في جميع القطاعات.
من يعُد بالذاكرة قليلاً مع بداية الجائحة يرَ بوضوح كيف كانت الإمارات سباقة في إجراءات الرصد والكشف المبكر عن الحالات، حتى إنها تصدرت دول العالم في نسبة الفحوص إلى عدد السكان، كما سخّرت إمكاناتها كافة في دعم تطوير اللقاحات، واليوم تواصل الدولة هذا السبق من خلال توفيرها المبكر لخيارات متعددة من اللقاحات لسكانها، وتقديمها أكثر من مليون جرعة لهم حتى الآن لتكون في صدارة الدول بمعدل إعطاء اللقاحات بنسبة وصلت إلى 10.99% من مجموع السكان.
تتحقق هذه النجاحات كنتيجة مباشرة لعوامل واضحة اعتمدتها استراتيجية الدولة في المواجهة، التي وقفت خلفها القيادة الحكيمة بالدعم والمتابعة المتواصلة والشخصية، إضافة إلى أنها راهنت على وعي المجتمع بكل شرائحه، إذ أثبت مجتمع الإمارات في جميع مراحل المواجهة أنه في طليعة المجتمعات وعياً وثقة بقيادته ومؤسساته، والأكثر تكاتفاً، وهو أيضاً ما يثبت صواب الرهان في هذه المرحلة من مسارعة الجميع، مواطنين ومقيمين وضمن الفئات المستهدفة، لتلقّي اللقاح.
واستباقية الإمارات بتوفير هذا الحجم الكافي من اللقاحات بالمجان لسكانها، في سبيل تحقيق المناعة المجتمعية، دليل واضح على حرص الدولة وقيادتها ومسارعتها إلى كل ما من شأنه تحصين الجميع صحياً واجتماعياً واقتصادياً، خصوصاً أن أولوية الحصول على اللقاح جاءت بجهود دولية نشيطة، كما جاءت بعد دراسات موثوقة حول أكثر اللقاحات أماناً وفاعلية.
من الواضح للعالم أجمع الآن أن تلقي اللقاح هو الطريق الأقصر والأسرع والآمن لتحصين المجتمع، وعودة الحياة إلى طبيعتها، وتنشيط حركة الاقتصاد بكل محركاتها التي تعتبر أولوية قصوى لحياة جميع الناس، وهذا ما تتوالى بشائره باستمرار في الإمارات، مع الجهود الكبيرة والنجاحات المتحققة في محاصرة الجائحة، إذ أظهرت المؤشرات الإيجابية للأنشطة الاقتصادية والتجارية أرقام نمو لافتة مع إصدار 9913 رخصة اقتصادية جديدة في الدولة خلال الأسبوع الأول من 2021 فقط.
هذه الريادة التي حققتها الإمارات في أكثر من مرحلة، والجهود المتواصلة، وكذلك المؤشرات الإيجابية لنجاح التخطيط لمرحلة التعافي، تدفعنا جميعاً إلى الثقة والتفاؤل والوقوف معاً يداً بيد، بمسؤولية عهدناها عن كل فرد في مجتمع الإمارات، لتحقيق العودة الكاملة لحياتنا الطبيعية.
بقلم: منى بو سمرة