زهير بن جمعة الغزال – الاحساء
أمّ المسلمين اليوم الجمعة في المسجد النبوي فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالباري الثبيتي فتحدث فضيلته في خطبته الأولى عن مغفرة الله للذنوب وأن العبد يذنب ويستغفر فقال : هدي النبي صلى الله عليه وسلم ينبوع خير، وفيض نور، ونبراس حياة؛ يصاحبك حتى في لحظات الزلل والخطأ؛ روى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : أَذنَب عبْدٌ ذَنْبًا فقالَ: اللَّهُمَّ اغفِرْ لِي ذَنْبِي، فَقَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعالى: أَذْنَبَ عبدِي ذَنْبًا، فَعَلِم أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ، وَيَأْخُذُ بِالذَّنبِ، ثُمَّ عَادَ فَأَذْنَبَ، فَقَالَ: أَيْ ربِّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي، فَقَالَ تبارك وتعالى: أَذْنَبَ عبدِي ذَنْبًا، فَعَلِمَ أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغفِرُ الذَّنبَ، وَيَأخُذُ بِالذَّنْبِ، ثُمَّ عَادَ فَأَذْنَبَ، فَقَالَ: أَي رَبِّ اغفِرْ لِي ذَنبي، فَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالى: أَذْنَبَ عَبدِي ذَنبًا، فعَلِمَ أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ، وَيَأْخُذُ بِالذَّنبِ، قد غَفَرْتُ لِعَبْدِي فَلْيَفْعَلْ مَا شَاءَ.
هذا الحديث يحكي حال العبد مع الذنب، ومنهج الإسلام في الارتقاء بسلوك المذنبين كلنا مذنبين يفتح آفاقا من الأمل، وبابا من الرجاء، كما يصور لكل مذنب رحمة الله التي وسعت كل شيء، وعطاءه لأوليائه وحنانه على عباده.
وأكمل فضيلته أن الإسلام وجه المسلم على الاعتراف والإقرار بالذنب فقال : والإسلام وجه المسلم إلى الإقرار والاعتراف بالذنب، لكنه حذره من هتك سره، وبث زلته، وقد سترها الله تعالى؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : كل أمتي معافى إلا المجاهرين، وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملا، ثم يصبح وقد ستره الله عليه فيقول: يا فلان، عملت البارحة كذا وكذا، وقد بات يستره ربه، ويصبح يكشف ستر الله عنه.
ومن فضل الله علينا؛ ستر العيب، وحفظ الذكر بين الخلائق؛ قال رجل لأحد السلف: كيف أصبحت؟ قال: “أصبحت بين نعمتين لا أدري أيتهما أفضل: ذنوب سترها الله – عز وجل-: فلا يستطيع أن يعيرني بها أحد؛ ومودة قذفها الله -عز وجل- في قلب العباد لم يبلغها عملي.
واختتم فضيلته خطبته الأولى بنصح المسلمين في إقاض القلب من الغفلة فقال : ومن غفل عن طلب المغفرة بعد المعصية، أو لم يسع في طلبها؛ فعليه أن يوقظ قلبه من رقدته، ويتفقد إيمانه؛ فتلك علامة موت إحساس العبد بالمعصية، قال تعالى:
(ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون).
والحذر من الذنوب واجب؛ فكم من ذنب أفسد القلب، وأغضب الرب، وأظلم الدرب،
وأنزل في الأرض العقوبة، ومحق البركة، ولوث الفطرة، وشتت الأسرة،الاستهانة بالمعاصي سلوك مذموم، وتهويل حالة المذنب تيئيس وقنوط.
وقال فضيلته في خطبته الثانية أن الله يمهل العبد المذنب حتى يتوب فقال : ومن حلم الله إمهال المذنب حتى يتوب، وإن عاد وتاب تاب الله عليه، ولا يمل الله حتى تملوا؛ وفي الحديث أن سيد الاستغفار أن يقول العبد(اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لاَ إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ، وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ، أَبُوءُ[1] لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ، وَأَبُوءُ لَكَ بِذَنْبِي فَاغْفِرْ لِي، إِنَّهُ لاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ).