|  آخر تحديث نوفمبر 28, 2020 , 19:41 م

فتيات سعوديات “مطوفات” يخدمن قاصدات المسجد الحرام


فتيات سعوديات “مطوفات” يخدمن قاصدات المسجد الحرام



 

الاحساء – زهير بن جمعه الغزال

 

 

 

خصصت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، حوالي (50) فتاة سعودية لخدمة المعتمرات وقاصدات المسجد الحرام بمسمى “مطوفة”.

 

وتقوم “المطوفة” بمرافقة كبيرات السن من المعتمرات وإرشادهن للأماكن داخل المسجد الحرام، وقيادة العربات الكهربائية التي خصصتها الرئاسة ويصل عددها إلى (600) عربة كهربائية، و(5000) عربة يدوية، ويشرف عليها ( 120) موظفا، كما يقمن بإرشاد المعتمرات لتطبيق الإجراءات الاحترازية لضمان سلامتهن.

وعن عمل “المطوفة” ودورها الانساني، ذكرت المطوفة رحاب آل مساعد الحارثي أنها عملت في خدمة المعتمرات (7) سنوات، وكانت البداية متطوعة، ثم موظفة، تقول: (شعوري لا تصفه أي سعادة في هذا العمل فقبل أن يكون عمل دنيوي، فهو عمل للآخرة، وكما قال الله تعالى: (وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ وَلا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ)، فأنا هنا أجد متاع الحياة بين المعتمرات وقاصدات المسجد الحرام.

وأضافت الحارثي: جئنا إلى المسجد الحرام (50) متطوعة منذ سبع سنوات، ومارسنا العمل بكل جداً واجتهاد، وقدرت لنا الجهات المسؤولة عن العربات عملنا وتطوعنا، وأصبحنا في عمل رسمي نتقاضى عليه راتب شهري، وإلى اليوم ونحن نعمل هذا العمل المبارك، الذي يسعدنا فيه دعاء المعتمرات، وقضاء جزء من الوقت داخل المسجد الحرام ما بين عمل وعبادة ودعاء.

لا تختلف مشاعر “المطوفة” ميعاد الطويرقي عن صديقتها الحارثي، فهي تجد السعادة والراحة والطمأنينة داخل المسجد الحرام، وقالت: لا شيء يطلق العظمة الكامنة بداخلنا، مثل الرغبة في مساعدة الآخرين وخدمتهم، فمنذ طفولتي وأنا لا يسعدني إلا مساعدة الآخرين، وكان دعائي أن أجد الفرصة في مساعدة ضيوف الرحمن، فالحمد لله تحققت رغبتي وأصبحت أعمل يوميًا ثماني ساعات، تبدأ الساعة الثالثة عصرًا إلى الحادية عشرة مساءً؛ في خدمة المعتمرات وقاصدات المسجد الحرام، فالدعاء الذي أجده لا يعادله كنوز الأرض.

 

 

أما “المطوفة” أروى أحمد، تقول: (يزداد صدري انشراحا، وقلبي نورا، كلما وصلت ساحات المسجد الحرام، ومن خلال خدمتي للمعتمرات، خاصة كبيرات السن منهن، فأنا أتعامل معهن كوالدتي وأجد في دعاءهن غايتي.

فحول الخدمات التي تقدمها “المطوفات”، ذكرت السيدة زلفه أحمد من جمهورية مصر العربية عن دور “المطوفة”، “أنا مقيمة في منطقة القصيم منذ سنوات، ووجدت الاستقرار والطمأنينة داخل المملكة العربية السعودية، فهي وطني الثاني، أتيت لأداء فريضة العمرة والإقامة جوار المسجد الحرام لعدة أيام، قمت بأداء الطواف والأمور كانت ميسرة ومنظمة، فبعد أن وصلت إلى المسعى وجدت نفسي متعبة وفضلت استخدام العربات وتجربة تطبيق “تنقل” فكان الأمر سهل جداً، وتم في خلال دقائق، فخدمة العربات فوق الممتازة وسهلة جدا لجميع الفئات العمرية رجالاً أو نساءً، وسعرها مقبول، أسأل الله أن يجزئ القائمين على هذه الأعمال خير الجزاء، ويجعل ما يقومون به في ميزان حسناتهم، كما يحق لهذا الوطن المملكة العربية السعودية أن يفتخر بأبنائه وبناته الذين يقومون بخدمة ضيوف الرحمن، فهم يقدمون خدمات رائعة ومميزة، يملكون مهارة التعامل ودماثة الأخلاق”.

وأشارت زلفة أحمد أنها كانت تخشى القدوم لأداء العمرة في ظل هذه الجائحة، ولكنها بعد أن وصلت إلى المسجد الحرام اطمأن قلبها قائله: “أطمئن قلبي بعد أن رأيت الإجراءات الاحترازية المطبقة داخل المسجد الحرام؛ فهي تعطي اطمئنان نفسي للمعتمر بأنه سوف يعود إلى منزله سالمًا غانمًا -بمشيئة الله تعالى-، كما أن أنظمة الأمن والسلامة المطبقة داخل البيت العتيق رائعة وجميلة”.

كما أشادت زلفة أحمد بتعامل منسوبي ومنسوبات الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي وقالت: رجال الأمن والسلامة كان تعاملهم معي جميل، وأيضا تعامل منسوبي التوجيه والإرشاد الذين استفدت منهم في مسألة فقهية، وحرصهم على إيصال المعلومة لي بالطريقة السهلة، وتعامل الأخوات المطوفات في عربات السعي فتعاملهم معي كان مميز وجميل.

إحدى المستفيدات وهي السعودية زينب سعيد محمد علي تحكي قصتها قائله: كنت أشتاق للمسجد الحرام وساحاته خلال الفترة الماضية إشارةً إلى (جائحة فايروس كورونا)، وأتمنى أن تكون كل الأماكن التي أمر بها هي هذا المكان، فأنا ابنة مكة التي تعشق حرمها وحمامها ولا يرويها إلا ماء زمزم، كان شوقي للمكان لا يوصف ولكن الأقدار شاءت أن تمنعنا، وما هذا الأمر إلا بقدرة الخالق -جل جلاله-، فعظيم اللهفة والشوق، كان يسكن بما وجدناه من عظيم الاهتمام بصحة المواطن والمقيم داخل وطننا الغالي، ومن قبل قيادتنا الرشيدة التي اتخذت العديد من الإجراءات الاحترازية، لضمان سلامة الجميع والحد من تفشي هذا الوباء.

وذكرت السيدة زينب أنها قامت بأداء العمرة مع بناتها، وكانت جميع الأمور ميسرة منذ التسجيل في تطبيق “اعتمرنا” إلى وصولهم المسجد الحرام، وقالت كلما زرت المسجد الحرام أرفع يدي بالدعاء لقيادتنا الرشيدة –حفظها الله-؛ لما أجده من عناية واهتمام ورعاية، فالحمد لله الذي يسر للحرمين الشريفين هذه القيادة.

وحول تطبيق “تنقل” ذكرت أنها لا تستخدم وسائل التقنية، ولكن بناتها هم من قاموا بحجز العربة واستلامها، فتقول بعد أن قمت بالطواف سيرا على أقدامي، كانت رغبتي أن أؤدي السعي سيرا ولكني لم أستطع، فقامت أحد بناتي بالدخول على التطبيق وطلب عربة للسعي مع مطوفة فلم يستغرق الأمر إلا دقائق، كان الدخول على التطبيق ميسر واستلام العربة جميل، ودور ابنتي المطوفة رائع وجميل فهي تتعامل معي كوالدتها فجزاها الله خير الجزاء.

الجدير بالذكر أن الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي وفرت تطبيق (تنقل)، والذي يعد وسيلة سهله لضيوف الرحمن للقيام بحجز العربات الكهربائية والعادية عبر هواتفهم الذكية؛ لأداء الطواف والسعي داخل المسجد الحرام.


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Facebook Auto Publish Powered By : XYZScripts.com