أجمعت عدة تقارير دولية صادرة عن مؤسسات مرموقة على توقعات إيجابية بشأن تدفقات الاستثمارات الأجنبية على منطقة الشرق الأوسط وشمالي أفريقيا خلال حقبة الرئيس الأمريكي الجديد المُنتخب، جو بايدن، وأن الإمارات سوف تكون المستفيد الأكبر من هذه التأثيرات.
وكان في مقدمة هذه المؤسسات «أوكسفورد ايكونوميكس» البريطانية للدراسات الاقتصادية، والتي أصدرت تقريراً عن توقعاتها لآفاق الاستثمارات في المنطقة في عهد بايدن. وتوقعت المؤسسة في تقريرها تأثيراً إيجابياً لعهد الرئيس الأمريكي الجديد في تدفقات الاستثمارات الأجنبية إلى المنطقة. وعزا التقرير هذه التوقعات بالأساس إلى طبيعة السياسات التي ينتهجها بايدن، والتي تُعَد أكثر رزانة وقابلية للتوقع.
وأوضح تقرير «أوكسفورد إيكونوميكس» أن ميل بايدن إلى الدبلوماسية المتوازنة سينعكس إيجاباً على المنطقة وأجوائها وسيجلب لها بدوره مزيداً من التوازن ويخفض احتمالات ومخاطر التوتر، وهو ما سينعكس بالضرورة بالإيجاب أيضاً على ثقة المستثمرين الأجانب في المنطقة، وسيعززها. ووصف التقرير هذا التأثير الإيجابي المُتوقع بما يُعرَف في علم الاقتصاد باسم «تأثير الامتداد»، أي النتائج التي تترتب على مقدمات أخرى في سياق غير مُتصل.
وتوقع التقرير أن يتجسد «تأثير الامتداد» في صورة زيادة تدفقات الاستثمارات الأجنبية على المنطقة على المدى المتوسط. وأضاف إن هذا التأثير الإيجابي سيوازن التأثيرات السلبية التي تعرضت لها اقتصادات المنطقة من جَراء التداعيات الاقتصادية الناجمة عن تفشي جائحة «كوفيد – 19».
كما نشر «المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية» تقريراً خاصاً عن أجواء الشرق الأوسط في حقبة بايدن، وتوقع في تقريره أن تستفيد المنطقة من دَعم بايدن المُعلَن للمنهج الدبلوماسي، ونأيه المُتَوقع عن منهج المواجهات والتصعيد. وأضاف التقرير إن دول الخليج العربي، وفي مقدمتها الإمارات، ستكون الأكثر الاستفادة من اتجاه بايدن إلى التخفيف من حدة التصعيد والتوتر في المنطقة.
وبدورها، أفادت صحيفة «فاينينشال تايمز» البريطانية في تقرير لها بتفاؤل المستثمرين العالميين حيال تأثير فوز بايدن بالانتخابات الأمريكية في تدفقات الاستثمارات إلى الأسواق الناشئة عموماً ومنها الإمارات. وتفاءل التقرير بأن يؤدي تشجيع بايدن على نمو التجارة الدولية ونبذه السياسات الحمائية التي أفرط سلفه في انتهاجها إلى عودة الانتعاش إلى الأسواق العالمية عموماً والأسواق الناشئة بصفة خاصة.
وتوقع التقرير أن تساعد حقبة بايدن الأسواق الناشئة على أن تعوض في العام المقبل خسائرها التي تكبدتها خلال العام الجاري بسبب تداعيات «كوفيد-19»، فقد عانت الأسواق الناشئة خلال هذا العام خروج أسهم بقيمة إجمالية 25.8 مليار دولار، وصناديق سندات بقيمة إجمالية بلغت 9.2 مليارات دولار، واتجاهها إلى الاستثمار في أصول أخرى أكثر استقراراً.
وجاء في التقرير: «الأسواق الناشئة تُعَدُ وكيلاً للنمو الاقتصادي العالمي، وفوز بايدن يعني ببساطة مزيداً من هذا النمو بفعل ازدهار التجارة الدولية».
جدير بالذكر أن استبانة أجراها بنك «يو بي إس» السويسري على المستثمرين بالإمارات في سبتمبر الماضي، أظهرت نتائجها أن 70% منهم توقعوا فوز بايدن بالانتخابات، وهو ما تحقق بالفعل، كما أعربوا عن تفاؤلهم ومشاعرهم الإيجابية حيال هذا الفوز وأكدوا أنه سيكون له تأثير إيجابي على استثماراتهم في الدولة.