عقدت دائرة الطاقة في أبوظبي وهيئة البيئة – أبوظبي مؤخرا اجتماعاً لمناقشة التقدم الذي أحرزه فريق العمل المشترك الذي تم تشكيله لتعزيز التعاون بين الجهتين، والرامي إلى إيجاد حلول عملية لتعزيز وضمان استدامة الطبيعة والموارد والحفاظ على البيئة البرية والبحرية في الإمارة.
وكان قد تم تشكيل فريق العمل خلال اجتماع جمع الدائرة والهيئة في 23 يناير 2019، وعقد الفريق 5 اجتماعات خلال الفترة الماضية.
وخلال اجتماع اليوم ..ناقش الحضور توسيع نطاق عمل الفريق ومسؤولياته ومجالات التعاون بشكل أكبر، فضلاً عن تبادل البيانات وتنسيق الجهود لتطوير السياسات وأطر التنظيم والخطط الاستراتيجية ذات الاهتمام المشترك .. كما تضمن جدول أعمال الاجتماع تطوير آليات التنسيق لتنفيذ المشاريع والدراسات، وتحديد المجالات الرئيسية لمختلف التحديات، وتحديد مسارات العمل الجديدة للتعاون المحتمل خلال عامي 2020 و2021.
وقال سعادة المهندس محمد بن جرش الفلاسي وكيل دائرة الطاقة في أبوظبي: تعمل الدائرة انطلاقاً من مسؤولياتها على قيادة منظومة تطوير قطاع الطاقة في أبوظبي، وتعزيز الاستدامة في القطاع، حيث تضع دائرة الطاقة القضايا والتحديات البيئية على رأس أولوياتها الاستراتيجية ..واصفا الطاقة والبيئة بأنهما وجهان لعملة واحدة ولديهما العديد من الأهداف المشتركة التي يأتي على رأسها إعطاء الأولوية للاستدامة وترشيد الاستهلاك والحفاظ على الموارد الطبيعية.
وأضاف الفلاسي : خطت دائرة الطاقة خطوات كبيرة نحو حماية البيئة من خلال العديد من المبادرات الرائدة مثل استراتيجية أبوظبي لإدارة جانب الطلب وكفاءة الطاقة 2030، وسياسة المياه المعاد تدويرها، وحملة استخدامها صح لتشجيع المستهلكين على ترشيد الاستهلاك .. ويقدم فريق العمل المشترك الذي شكلناه مع هيئة البيئة في أبوظبي منصة بارزة لكلا الجهتين من أجل الاستفادة من الخبرات والقدرات المشتركة، والتعاون من أجل المضي قدماُ نحو تحقيق أهدافنا المشتركة المتمثلة في الاستدامة وحماية البيئة.
بدورها، قالت سعادة الدكتورة شيخة سالم الظاهري، الأمين العام لهيئة البيئة – أبوظبي: يقدم فريق العمل المشترك بين هيئة البيئة ودائرة الطاقة فرصة كبيرة لإدارة شاملة للموارد والتنمية المستدامة في الإمارة، وذلك من خلال حسن استغلال تلك الموارد التي تمثل المصدر الرئيسي لخدمات للمياه والطاقة .. ونحن على ثقة من أن دائرة الطاقة قد أولت البيئة اهتماماً كبيراً خلال خطة عملها الطموحة لتعزيز كفاءة الطاقة وحسن استغلال الموارد الطبيعية ..معربة عن سعادتها بما أحرزه فريق العمل المشترك الذي عزز من شراكتنا الاستراتيجية مع الدائرة والتي انبثق منها العديد من الجهود عبر مجموعة متنوعة من القطاعات مثل مياه الصرف الصحي وجودة الهواء والانبعاثات الضارة والطاقة المستدامة وغيرها، وسنواصل العمل معاً بشكل وثيق على تطوير السياسات واللوائح والمشاريع الاستراتيجية ومختلف البرامج لتحقيق أهدافنا.
وأضافت الظاهري: إن الموارد الطبيعية هي المصدر الرئيسي في إنتاج المياه والطاقة، ولكنها أيضاً تتأثر بأنماط الاستهلاك غير الرشيدة لذلك نعمل على الوصول إلى نهج متوازن لضمان خلق مستقبل مستدام والحفاظ على الموارد الطبيعية للإمارة من الهدر خلال السنوات القادمة ..مشيرة إلى أن الجهود المشتركة لهيئة البيئة ودائرة الطاقة تصب في تنفيذ رؤية حكومة أبوظبي الرامية إلى تعزيز مكانة أبوظبي مدينة عالمية للاستدامة، مما يساعد على تحقيق الهدف المتمثل في جعل أبوظبي المدينة الأكثر ملاءمة للعيش في العالم.
وحددت الجهتين العديد من أوجه التعاون المشترك والمجالات الرئيسية لمواجهة التحديات المحتملة في المستقبل، ولا سيما من حيث تنفيذ مبادرات إدارة الموارد المائية، ومواءمة خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري وثاني أكسيد الكربون مع اللوائح الاتحادية وأهداف عام 2050، بالإضافة إلى إدارة النفايات الصلبة والسائلة من محطات إنتاج الطاقة والمياه، بجانب محطات معالجة مياه الصرف الصحي، وكذلك تفعيل دور هيئة البيئة – أبوظبي في تنفيذ مستهدفات استراتيجية أبوظبي لإدارة جانب الطلب وكفاءة الطاقة 2030، وغيرها من البرامج الأخرى.
وتشمل المجالات الأخرى التي تنطوي على تعاون محتمل، البيانات حول جودة الهواء المحيط بمحطات الطاقة، ومراقبة الانبعاثات في الغلاف الجوي، بالإضافة إلى تسهيل تبادل البيانات حول التصريفات والانبعاثات لتحقيق أقصى استفادة ممكنة من العمل المشترك، وتجنب تكرار الجهود وتداخلها.
ووضع ممثلو كلا الجهتين خلال الاجتماع خارطة طريق للتعاون المستقبلي، مع تحديد المجالات التي يمكنهم التعاون فيها خلال عامي 2020 – 2021 حيث تشتمل على رؤية توقعات الطاقة 2050 وتوقعات قطاع المياه من خلال وضع نموذج متكامل للمياه، حيث ستقوم دائرة الطاقة بإطلاق المشروع وتشكيل لجنة استشارية مع أصحاب المصلحة الرئيسيين بما في ذلك هيئة البيئة – أبوظبي.
ومن المقرر أن تعمل الجهتان الحكوميتان على مواءمة جهودهما فيما يتعلق برصد غازات الاحتباس الحراري وثاني أكسيد الكربون في قطاعي الطاقة والمياه، بالإضافة إلى تضافر الجهود بشأن سياسة تحويل النفايات إلى طاقة التي لا زالت قيد الدراسة، وكذلك استراتيجية إدارة جانب الطلب، والمبادرات المشتركة، والعديد من البرامج المختلفة.
وبموجب التعاون المشترك، ستعمل دائرة الطاقة على دعم مشغلي محطات الطاقة والجهات المرخصة نحو الامتثال لمتطلبات الربط الإلكتروني لنظام مراقبة الانبعاثات المستمر “CEMS” الخاص بهيئة البيئة – أبوظبي، بالإضافة إلى تطوير عوامل الانبعاث المحلية لقطاع الطاقة، وحشد الدعم من جميع أصحاب المصلحة الحكوميين لإنشاء إطار لقياس تغير المناخ والإبلاغ والتحقق، والتعاون في التخطيط الرئيسي للعمليات، والتقييمات البيئية الاستراتيجية، والبحث والتطوير، والتفتيش المشترك على مرافق الطاقة، وتبادل المعرفة والبيانات، والدورات التدريبية من قبل الخبراء المتخصصين. كما ستعمل الجهتان على إدارة الموارد المائية من خلال تحسين استخدام المياه المعاد تدويرها، وكذلك خطط تمكين الطوارئ المائية مع مشاريع إعادة شحن طبقات المياه الجوفية في ليوا كعامل تمكين رئيسي.
تجدر الإشارة إلى أنه تم تشكيل فريق العمل المشترك بين دائرة الطاقة وهيئة البيئة مع وضع خمسة أهداف رئيسية في الاعتبار وهي، التنسيق حول تطوير السياسات والأطر التنظيمية والخطط الاستراتيجية ذات الاهتمام المشترك، ودمج التفتيش والمتطلبات في المجالات ذات الصلة، وتبادل البيانات والمعلومات التي تعزز الأداء لكلا الجهتين، والتنسيق لتنفيذ المشاريع والدراسات في المجالات ذات الاهتمام المشترك، وتقديم تقارير ربع سنوية حول تطور العمل إلى الإدارة العليا في كلا الجهتين.