إهداء إلي أرواحكم الطيبة في يوم التسامح العالمي..
لماذا أحيي عدوي عند لقاءه؟
قد نري في السؤال وجهين لقناعتنا فمنا من يري أنه ضعف وهزيمة وإنكسار وربما يكون نفاق والبعض الأخر يراه قوة وحكمة وذكاء إجتماعي فمن منهم علي صواب ؟
في ظل تطور المجتمعات والثقافات والإنفتاح علي العالم الإفتراضي من خلال مواقع التواصل الإجتماعي فأصبحت هناك منافسة على مّن الأفضل في كل شئ ،وبالتالي أصبح هناك صدامات وتفسيرات وقد تكون حقيقية أو وهمية، ولكنها تواجدت وخلقت تباعد إجتماعي أكبر وأصبحنا في تشتت بين الحبيب والعدو والظالم والمظلوم، فمن منا لم يشعر بالظلم وضياع الحق أو الخذلان وكسر القلوب من أقرب الأقربين!
كل المشاعر المتراكمة بداخلك ماهي الإ مشاعر سلبية جارحة أشعلت نار قلبك بالرغبة في الإنتقام ورد الحق أو إعادة الكبرياء المهزوم ويصاحبها كراهية وغل وحقد علي الفاعل من وجهة نظرك الشخصية..!
لتجد أنها من اسؤ انواع الطاقات التي ملكت روحك وكيانك وسيّطرت على ردود أفعالك لكل ماهو حولك وقد تكون أضعفت ثقتك بنفسك وبقدراتك، أو أوقفت حلمك ومارسمته لنفسك وباعدت بينك وبين أقرب الأقربين أوجعلتك قاطع رحم…..!
كيف أسامح؟
أولا: يجب فهم أن أي مشكلة لها طرفين أو أكثر ولكل منهم وجهة نظره الشخصية وقناعاته التي تمسك بها حتي لو كان مخطئ ولم يشعر بذلك.
ثانيا: لابد من إدراك فكرة الفصل بين الفعل والفاعل وعدم إصدار الأحكام مجازا.
ثالثا: يجب أن نأخذ في إعتبارنا أن حياتنا رحلة وهدف وسعي إلي ذلك الهدف وليست اشخاص فعند إستشعارك للجهد الطاقي المهدور في الكراهية والغل والرغبة فى الإنتقام وأنت في طريق رحلتك تحمل كل تلك السلبيات علي كتفيك….أيهما أسهل ثقل الأحمال التي تكسر إستقامتنا وعزيمتنا أم الخفة والمرونة التي تساعدك علي المضي في هدفك وسعيك بيسر وسلامة لروحك.
ما حدث معك هو أن عقلك العاطفي أصبح مشتعل وتم إلغاء عقلك التحليلي الذي من شأنه هو تحليل الموقف منطقيا لإيجاد حلول إيجابية لكل الأطراف وهو ما نستخدمه لتحقيق اهدافنا بأريحية أكثر وقد نرمي وقود الشعلة بأيدينا دون إنتباه منا بذلك سواء بين الأزواج أو الأبناء والأهل والأصدقاء وبيئة العمل والكثير منا يكبر في العمر ولكن لازال مثل الطفل في حكمته،
إدراكك لأن التسامح والغفران هما أساس طاقة النقاء المجردة من كل السلبيات سيفتح لك أبواب النعيم في رحلتك علي الأرض..
وماذا عن حقي المهدور وكبريائي؟
التسامح يحتاج قوة أكبر بكثير من قوة الإنتقام والكراهية و لم يترك كتاب الله عز وجل كبيرة ولا صغيرة إلا وذكرها لتكون لنا أية نتدبرها في رحلتنا علي الأرض فقال تعالي( وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ۚ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ).
ولقد كان الحسن البصري يدعو ﺫﺍﺕ ﻟﻴﻠﺔ: اللهم أعف عن من ظلمني.. فأكثر من ذلك، فقال له رجل: يا أبا سعيد لقد سمعتك الليلة تدعو لمن ظلمك، حتى تمنيت أن أكون فيمن ظلمك، ﻓﻤﺎ ﺩﻋﺎﻙ ﺇﻟﻰ ذلك؟ فرد عليه بقول المولى عز وجل: «فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ”.
سامحو لله ..
سامحو لأجل أرواحكم وتخفيف أثقالها…
سامحو من أجل صلة الرحم..
سامحو من أجل أهدافكم وسعيكم لأمانيكم..
سامحو من أجل أهدافكم وسعيكم لأمانيكم..
وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلّم خير قدوة لنا على ذلك في مواقف كثيرة كان منها مقولته لأهل قريش يوم فتح مكة “اذهبوا فأنتم الطلقاء” رغم أذيتهم له،
التسامح والعفو عمن أساء إليك ترتيب لروحك وتخلي عن أحمال كتفيك التي تعرقلك من المضي قدما في الحياة …
سامح من غير شروط
وفي التسامح خيارين ما بين (العفووالصفح)، فإما أن تعفو عمن أساء وتختار الإبتعاد وهذا إختيارك، وإما أن تصفح كليا (فَٱصْفَحِ ٱلصَّفْحَ ٱلْجَمِيلَ) والله المستعان ، تسامحك مع الحذر سيخلق حدود صحية (Healthy boundaries) بينك وبين الجميع، تسامحك سينقيك ويحضن روحك ويجعلك أقوي واثبت في طريقك ،وما لم يدركه الكثير منا هو أن عثراتنا تجمعنا أكثر من نجاحتنا..
وفي التسامح خيارين ما بين (العفووالصفح)، فإما أن تعفو عمن أساء وتختار الإبتعاد وهذا إختيارك، وإما أن تصفح كليا (فَٱصْفَحِ ٱلصَّفْحَ ٱلْجَمِيلَ) والله المستعان ، تسامحك مع الحذر سيخلق حدود صحية (Healthy boundaries) بينك وبين الجميع، تسامحك سينقيك ويحضن روحك ويجعلك أقوي واثبت في طريقك ،وما لم يدركه الكثير منا هو أن عثراتنا تجمعنا أكثر من نجاحتنا..
سامح لتكمل رحلتك….
سبحانك الله تدري ما نكابده فأشف الصدور بفضل منك ينهمر.
سبحانك الله تدري ما نكابده فأشف الصدور بفضل منك ينهمر.
بقلم: رشا أبو العز
اعلامية وباحثة