أكد تقرير لـ “دبي الذكية” أن دبي أصبحت جاهزة تماماً للعمل “عن بعد” والتحول من العمل التقليدي بسلاسة وفعالية مع التركيز على الإنتاجية والمخرجات وضمان تحقيق حياة متزنة للموظفين على الصعيدين البدني والنفسي.
ويقدم تقرير ” أثر جائحة كوفيد – 19 في مرونة تجربة المدينة الذكية ” – الذي أطلق خلال مؤتمر عن بُعد نظمته دبي الذكية صباح اليوم بحضور سعادة الدكتورة عائشة بنت بطي بن بشر مدير عام دبي الذكية وعدد من مديري العموم من الجهات المشاركة وأخصائيي تجربة المدينة الذكية وأخصائيي بيئة العمل إلى جانب عدد من ممثلي وسائل الإعلام – نظرة شاملة للتأثيرات الناشئة عن الجائحة.
كما يرصد الآثار الواقعية والحقيقية حول تجربة الخدمات الذكية وتقديمها في المدينة وجاهزية هذه الخدمات للتغيير الهائل الذي حدث ويأتي كمبادرة من دبي الذكية للمساهمة في بلورة استراتيجية الحكومة لما بعد كورونا وترجمة لتوجيهات القيادة.
ويرتكز التقرير على دراسة ثلاثة محاور مختلفة تشمل كل من الموظفين والعمليات المؤسسية والخدمات المقدمة للمتعاملين والموظفين على حد سواء حيث أعد هذا التقرير فريق أجندة السعادة في دبي الذكية بمساهمة فعّاله ومباشرة من قبل أخصائيي تجربة المدينة الذكية المعنيين بخدمات المدينة وأخصائيي بيئة العمل المعنيين في مجال الموارد البشرية (يمثلون 20 جهة حكومية وشبه حكومية وخاصة).
وأكد التقرير على المرونة العالية لمنظومة عمل حكومة دبي خلال جائحة “كوفيد – 19″ الأمر الذي ساعدها على تجنب انخفاض جودة تجارب وخدمات المدينة التي تقدم للسكان والزوار بل دعم وتحسين بعض الخدمات بشكل أكبر.
كما كشف التقرير التحديات والفرص والإجراءات الناجمة عن هذه الظروف الطارئة.
وأكدت الدكتورة عائشة بنت بطي بن بشر خلال المؤتمر أن جائحة “كوفيد – 19″ جعلت الجميع يفكّر بطريقة مختلفة لتحويل التحديات التي أفرزتها التجربة إلى فرص يمكن التعلم والاستفادة منها لبناء مستقبل أفضل في دولة الإمارات.
وأشارت في هذا الصدد إلى كلمات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله: “مخطئ من يظن أن العالم بعد كوفيد – 19 كالعالم قبله”.
وأوضحت أنه مع ظهور جائحة ” كوفيد – 19″ اقتصرت حياة الملايين وبوقت قصير جداً على منازلهم فالتعليم والعمل الحكومي والخاص تحول لأنظمة التعليم والعمل عن بعد ووجدت حكومات العالم نفسها أمام تحديات غير مسبوقة ونحن في دبي ودولة الإمارات لم نكن استثناءً عما يحدث في العالم.
وأشارت إلى أن كافة الجهات في دبي بذلت جهوداً فورية وحثيثة للحفاظ على منظومة العمل الحكومي المتميز الذي حققت من خلاله دولة الإمارات مكانة ريادية عالمية على مر السنوات.
وقالت: أردنا عبر هذا التقرير الذي يمثّل عصفاً ذهنياً تكاملياً مع شركائنا في القطاعين الحكومي والخاص أن نترجم توجيهات قيادتنا وتحديداً ما قاله صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم “إن الواقع الجديد يتطلب تطوير منهجية استباقية شاملة تستشرف معالم هذه المرحلة وتبتكر الحلول لتحدياتها” وهو ما نتطلّع إلى الإسهام به.
وأضافت أنه مع التخفيف التدريجي لإجراءات تقييد الحركة في دبي والإمارات العربية المتحدة سعت “دبي الذكية “لاستكشاف التأثيرات التي أحدثتها هذه الأزمة غير المسبوقة على تجارب المتعاملين والموظفين في إمارة دبي، ولكون تأثير الجائحة لا يزال في مرحلة ديناميكية فإنه من المهم تقييم التحولات الحالية من خلال اجراء بحوث دقيقة حول الأساليب التي تتبعها المدن من أجل أن تتأقلم مع التغيرات التي يشهدها العالم عبر إطلاق هذا التقرير الذي شمل 34 مُخرجاً و8 توصيات.
وأعربت عن أملها أن تدعم تلك التوصيات جهود صياغة السياسات لمرحلة ما بعد كوفيد – 19 والتي تحسن جودة حياة الناس وتعزز سعادة سكان و زوار دبي.
وفي التفاصيل خلص التقرير إلى أن مستوى التأثير السلبي لكوفيد – 19 في الخدمات في دبي كان محدوداً بالنسبة للمتعاملين والموظفين، حيث أفادت العديد من المؤسسات أن نسبة كبيرة من البنى التحتية والخدمات كانت فعالة وجاهزة للعمل الرقمي وتعمل لتقديم الخدمات عبر الإنترنت.
كما أشارت عدد من المؤسسات إلى إنجاز عملية التحول الرقمي للخدمات المتبقية بسرعة وبشكل كامل وإعدادها للاستخدام الفوري.
من جهة أخرى وفي محور نظام “العمل عن بعد” أظهر التقرير أن سلامة الموظفين من أهم الجوانب التي تم أخذها بعين الاعتبار، لتجري التفاعلات الاجتماعية بشكل طبيعي كما كان وضعها في المكاتب، وشملت الإيجابيات التي أظهرت المرونة الإضافية التي وجدها الموظفون في الظروف الجديدة وارتفاع الإنتاجية والتركيز.
وأكد التقرير أن نظام “العمل عن بعد” وفر فرصاً جديدة يمكن النظر إليها في ترتيبات المساحات المكتبية ما يعني أن تصميم مكاتب المستقبل قد يتغير ليسمح بمرونة أكبر وفعالية أكثر لمتطلبات المساحة كما أن مراكز الاتصال تمكنت على الفور من استيعاب العدد الكبير من المكالمات الواردة من المتعاملين.
وأوضح التقرير أنه وبشكل عام برزت ثقافة جديدة داخل المؤسسات للعمل عبر شبكة الإنترنت تعمل فيها مراكز الاتصال على سد الفجوات التي يحتاج فيها الناس لمن يساعدهم حيث كان يُنظر للتحول الرقمي على أنه تحدٍّ لكن الطلب الطارئ دفع المؤسسات للابتكار من أجل تقديم كافة الخدمات المتبقية عبر الإنترنت، وقد تجلت هذه الاستجابة السريعة بأعلى صورها من خلال تفاعل المديرين بسرعة تواكب وتيرة تفاقم الجائحة والتغييرات التي نشأت عنها.
وأكد التقرير وجود فرص جديدة تم تحديدها من قبل المشاركين نتيجةً للتغييرات والدروس المستفادة الجديدة بما فيها زيادة خيارات المرونة في العمل للأمهات الموظفات وفرص التوفير في الوقت والتكاليف، إذ برزت هذه الفرص كنتيجة مباشرة لتطبيقات البنى التحتية الأساسية في الآونة الأخيرة إضافة للخدمات الرقمية التي تقدمها الجهات الحكومية وشبه الحكومية والمؤسسات الخاصة الرئيسية في دبي.
حيث مكنت رقمنة الخدمات في المدينة على مدار العشرين عاماً الماضية دبي من الاستجابة لهذه الأزمة العالمية بقوة ومرونة وأتاحت الجمع بين هذه الأدوات والتقنيات والسير خلف القيادة الحكيمة والرؤية السديدة للمدينة وسمحت لدبي بالحفاظ على السيطرة واستدامة الازدهار حتى في ظل تحديات كوفيد – 19.
ووضع التقرير مجموعة من التوصيات الرئيسية التي أكدت أن التقنيات التمكينية كركيزة أساسية لمدينة ذكية مرنة مثل “الهوية الرقمية” أما بالنسبة للتحول الرقمي فمن المهم العمل على استدامة الخدمات والبنية التحتية الرقمية وتحسينها.
وفي محور وضوح المعلومات أكدت التوصيات ضرورة وجود الوعي والإلمام المشترك بالظروف السائدة والمعلومات الهامة.
وأشارت إلى أن جودة التصميم تعزز كفاءة الأنظمة لنظرة بعيدة المدى وأخيراً فإن مفهوم المدينة المرنة يستند على استدامة النظرة الشمولية للمدينة لتزدهر حتى أثناء الأزمات.