يحتضن مضمار هيبيكو العريق لسباق الخيل في العاصمة التشيلية سانتياغو، عصر اليوم، فعاليات النسخة العاشرة من سباق دبي الدولي للخيول العربية الأصيلة على جائزة سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، وبدعم كبير من إسطبلات شادويل العائدة لسموه، والتي يعود لها الفضل في تطوير هذا النوع من السباقات، ليس في تشيلي فحسب، بل في العديد من دول أميركا اللاتينية التي لم تكن تُعنى بالسباقات ولا بالجياد العربية، وبفضل دعم واهتمام سموه، وجدت الخيول العربية موطئ قدم لها في تلك البلدان، لا سيما تشيلي، التي حققت السباقات العربية فيها، قفزة هائلة، وأضحت نشاطاً رسمياً ينال الاعتراف من سلطة السباقات هناك، وبات يشكل مكوناً جوهرياً في صناعة الخيل، كما سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم الذي أسس تجربته في سباقات وإنتاج الخيول من منطلقات دولية، معروف بارتياده لمثل هذه الآفاق السحيقة منذ ثمانينيات القرن الماضي، ويعود لسموه الفضل في نشر السباقات العربية في العديد من دول العالم.
ويضم الحفل ثلاثة سباقات للجياد العربية، ضمن حفل كامل لسباقات الخيول المهجنة، ما يشكل اعترافاً بأهمية هذا النوع من السباقات، وتبلغ قيمة الجوائز المالية للأشواط العربية الثلاثة 100 ألف دولار أميركي، واجتذبت صفوة الخيول العربية من كل أرجاء البلد، ويحظى السباق بدعم سفارتنا في تشيلي وباهتمام عبد الرزاق محمد هادي، سفير الدولة في سانتياغو، وكان الوفد الذي يمثل اللجنة المنظمة للسباق برئاسة ميرزا الصايغ ويضم عبد الله الأنصاري ومسعود صالح ومحمد طه، وصل إلى تشيلي للإشراف على تنظيم الحدث على الوجه الأكمل.
ويُفتتح الحفل، بشوط مثير للخيول العربية الأصيلة في عمر ثلاث سنوات فأكثر تتنافس على كأس آل مكتوم (تكافؤ 1600 م عشبي)، واجتذب السباق ثمانية خيول قوية سبق لها جميعاً تحقيق الفوز، ويلفت الأنظار منها الجواد «كال مار رولون» الذي كسب جميع مشاركاته الخمس في 2018، وعلى مسافات تتراوح من 1200 وحتى 1600 م، ما يجعله مرشحاً فوق العادة للفوز بهذا الشوط القوي بالرغم من أنه يحمل الوزن الأعلى البالغ 66 كغ، والخطورة تأتي عليه من منافسه «فاكم» الذي احتل المركز الثاني خلفه في ثلاث مشاركات وقلص معه الفارق في آخرها إلى ثلاثة أرباع الطول فقط، وفارق الوزن بينهما والبالغ 10 كغ يصب في مصلحته، حيث يحمل 56 كغ فقط ويقوده الفارس مونوز لصالح المدرب أوسيلفا، ويدخل طرفاً في المنافسة أيضاً رفيقه بالإسطبل «منصور» الفائز في مشاركته الأخيرة على مسافة السرعة، ويختبر الميل للمرة الأولى كل من «تبرازو» و«اندسبرادا» ويحملان الوزن الأدنى (51 كغ) وحققا الفوز هذا الموسم، لكن على مسافة 1300 متر ومهمتهما لا تخلو من الصعوبة.
وفي أسرع أشواط الحفل لمسافة 1200 م للخيول عمر ثلاث سنوات فما فوق، تتنافس ثمانية جياد عربية أصيلة على كأس سفارة الدولة في تشيلي، ويقام السباق تقديراً لدعم السفارة لهذا الحدث الكبير منذ انطلاقته الأولى عام 2009، ويتقدم الترشيحات «ماروت» من إسطبلات بطل المدربين ريكاردو سيلفا، واقترب هذا الجواد كثيراً من الفوز في مشاركته الماضية التي احتل فيها المركز الثاني خلف «منصور» الذي اتجه إلى كأس شادويل، ما يفسح المجال له للدخول إلى حلبة الفوز للمرة الأولى هذا الموسم، وهناك «ايتاتا» بإشراف بي رودريغيز وقيادة بي سواريز حل خلفهما ثالثاً في ذلك السباق بفارق ضئيل ويتطلع لتعديل تلك النتيجة خاصة أنه سبق أن حل ثانياً خلف «اندسبرادا» أحد أبزر المنافسين في كأس شادويل.
تدخل 5 خيول عربية مستجدة وناشئة عمر 3 سنوات فقط التحدي على كأس شادويل (تكافؤ 1000 م) جميعها لم تشارك هذا الموسم حتى الآن، نظراً لأنها بلغت سن السباقات في أغسطس الماضي، باستثناء «خدين» بقياده فارسه الرئيس مينوز، وعنصر الخبرة يرجح كفته اليوم، وهناك رفيقه بالإسطبل المهر «شيلا» بقيادة الفارس آرسيلفا، وينافس أيضا «باتمان» بقيادة مدربه بينوشيه، بجانب «اديبو» و«في باور» وكلاهما يحمل وزن 60 كغ.