نبيل الكثيري – ابوظبي
في أمسيةُ أدبية فنية تلاءلاء فيها نجوم الأدب والصحافة والغناء والفنون التشكيلية والإعلام، كُرم فيها قمرين من الأقمار الساطعة وأبدع فيها ثالث الاقمار عزفا وغناء .. فيما سبقهم قمرا رابعا رسم بانامله المبدعة عشرات اللوحات الفنية التي توثق لأبونا زايد الخير “طيب الله ثراه”، وأعلن فيها صائغ تلك الاُمسية الرائعة إطلاق “جائزة زايد للتسامح والسلام” تحت شعار “الثقافة في مواجهة الإرهاب” مبادراَ بإحتضان متسامح كل من ينتمون الى بيتهم ومنبت إبداعهم إتحاد كتاب وأدباء الإمارات.
الصائغ: نطلق جائزة زايد للتسامح في بيتنا الأول، بيت الجميع، لنعمل معا لإرساء قيم زايد النبيلة ونشر ثقافة الإبداع والمحبة والتسامح.
المُكرم الشاعر سالم بن جمهور القبيسي: كتب على شهادات تكريمنا عبارة “يكرم لخدمته لوطنه” ما أروعه من تكريم.
المُكرم الشاعر أحمد العسم: سعادتي لحظة إطلاق “جائزة زايد للتسامح والسلام” لا توصف.
الفنان المبدع طارش الهاشمي: الفن الأصيل يستمد بقاؤه من مثل هذه الأمسيات الراقية.
نظم اتحاد كتاب وأدباء الإمارات في الثامن من اكتوبر 2018 في مقره بالمسرح الوطني في أبوظبي احتفالية ثقافية كبرى بمناسبة انطلاقة الموسم الثقافي الجديد للاتحاد تحت شعار ” زايد.. ذاكرة شعب وهوية وطن” بحضور عدد كبير من المثقفين والكتاب والصحفيين والاعلاميين ورئيس وأعضاء مجلس ادارة اتحاد كتاب وأدباء الامارات .
وافتتح الأديب الشاعر حبيب الصايغ رئيس مجلس إدارة اتحاد كتاب أدباء الإمارات، الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، معرض فني تشكيلي للفنان الهندي المبدع حبيب رحمان ضم 61 لوحة توثق حياة الوالد المؤسس الشيخ زايد، طيب الله ثراه.
وفي كلمته الافتتاحية تطرق الصايغ، إلى اهمية الاستحقاقات القادمة لاتحاد كتاب وأدباء الامارات حتى العام 2021 الذي يصادف اليوبيل الذهبي لدولة الامارات، حيث الاحتفال بمرور خمسين عاماً على تأسيس الدولة وانطلاق الاتحاد، موضحا، إننا في الإمارات، قيادةً وشعباً، لا نريد احتفالاً شكليا، بل ان نتمم مالم يتمم واستكمال ما لم يستكمل. ومنها في الملف الثقافي، والاستعانة بأي جهد متطور يخدم الامارات، الفكرة والمشروع، في محيطها العربي والعالمي، كدولة رائدة وقائدة. ومن الاستحقاقات المقبلة والتي تأتي في رحاب عام زايد ومئوية زايد، “الشارقة عاصمة عالمية للكتاب” 2019، إكسبو 2020.
واكد الصائغ على ان اتحاد كتاب وأدباء الإمارات يعي أهمية المرحلة المقبلة، وقال، إننا نجدد العهد مؤكدين أن أعمارنا منذورة لخدمة وطننا الإمارات، ولخدمة ثقافتنا الوطنية والقومية، عائدين إلى رمزنا الأول الكبير، والدنا وقائدنا وحكيم العرب، الذي لم نغادره أو يغادرنا أبداً، بطل الزمان والمكان، بطل القصيدة… الرمز الوطني المؤثر في حياة وطنه وشعبه، صانع التاريخ الشيخ زايد، طيب الله ثراه، بطل القصيدة الإماراتية والعربية، كما هو بطل الإمارات في النهضة والتقدم وسباق الحاضر والمستقبل.
وأضاف الصائغ، أن تجلى الحاضر والمستقبل لمسناه في إنتخابات مجلس إدارة الاتحاد والذي نتج عنه مجلسا جديداً معظمه من الشباب، في انجاز ملموس لمجالس الإدارة المتعاقبة منذ العام 2009 على استقطاب شباب الكتاب، مكملة بذلك عمل من سبقتها، والكل خدم وبذل وأنجز، وما زال في الخطة عمل جاد وشاق لن ينجح إلا بتعاون الجميع، حيث نريد عملاً مطوقاً بالقيم وبالمحبة، مع تقبل النقد المشروط الموضوعية.
وشكر الصائغ، وزارة تنمية المجتمع، على تعاونها ودعمها، حيث جدد المطالبة بتعديل قانون الجمعيات أو تبديله جذرياً، بما يلائم النهضة المفترضة لمنظمات المجتمع المدني في الامارات، وبما يتسق مع الأداء الحكومي المتقدم عن أداء المجتمع المدني أشواطاً بعيدة مضاعفة، حيث أوضح، أن التحليق إلى المستقبل وإلى مئوية الإمارات 2021 لا يكون إلا بجناحي الأداء الحكومي وعمل المجتمع المدني، لانهما يكملان منظومة العمل الناجح.
كما شكر وزارة شؤون الرئاسة على الدعم المستمر غير المحدود وكذلك إلى وزارة الخارجية، ووزارة التسامح، ووزارة الثقافة، ومعالي الوزيرة نورة الكعبي التي وجهت إلى إعادة تأهيل مقر الاتحاد في المسرح الوطني في أبوظبي نحو توسيعه وتجديد قاعة المسرح، هذه التي طالما ضمتنا وتضمنا اليوم، وأشار، إلى ان الاعلام الثقافي ليس في أولويات إعلامنا الوطني حاليا، كما أن أولويات إعلامنا الثقافي مرتبة ترتيباً أحوج ما يكون إلى المراجعة والتصحيح.. مشيدا وشاكرا لكل قلم مخلص متقن، بذل أقصى الجهد في سبيل نهضة الوطن وثقافته.
وقال الصايغ، إن في خطة اتحادنا تفعيل ناديي الشعر والقصة، وإطلاق ناديي الفكر والنقد، والارتفاع بالأنشطة الأسبوعية في المقر الرئيسي والفروع كما ونوعاً، وإصدار المجلات في أثواب جديدة قشيبة، وتفعيل ملتقى الإمارات للإبداع الخليجي، والمؤتمر العام لكتاب وأدباء الإمارات، وتعزيز المشاركات الخارجية، مشيدا، بالنجاح المبهر في معرضي باريس وساوباولو.
وطلب من الجميع التكاتف من اجل انجاح الاستحقاقات القادمة ومنها المشاركة في معرضي نيودلهي وتورينو ومعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته ال 50، حيث ينظم الاتحاد بالتعاون مع هيئة الشارقة للكتاب أمسية شعرية لشعراء إماراتيين في حب مصر وندوة مشتركة في العلاقات الاماراتية المصرية، وحفل اطلاق كتاب “الأدب الإماراتي بأقلام مصرية”، وإطلاق اسم الفقيد ناصر جبران على مهرجان الشعر العربي الكبير المصاحب للمؤتمر العام للأدباء والكتاب العرب في ابوظبي 20 ديسمبر المقبل، وإطلاق “جائزة زايد للتسامح والسلام” تحت شعار “الثقافة في مواجهة الإرهاب” وذلك بالتعاون مع الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، وتنظيم النسخة الثانية من مؤتمر القدس في 21 أبريل المقبل بعنوان “العرب المقدسيون في مدينة القدس”، والاستمرار في قيادة العمل الثقافي العربي عبر ترأس الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب.
وفي الختام قال الصائغ، ان في الخطة الاسهام الايجابي والمؤثر في خدمة دولة الامارات العزيزة، في هذه المرحلة السياسية الحرجة على صعيد المنطقة والعالم، وفي الخطة أنتم أيها الزملاء الأعزاء، وفي الخطة الإمارات الغالية وثقافة وتراث وهوية الإمارات، وقام بتكريم الشاعرين أحمد العسم نائب رئيس مجلس إدارة الاتحاد السابق. والشاعر سالم أبو جمهور القبيسي رئيس الهيئة الإدارية السابق لفرع الاتحاد بأبوظبي.
وقدمت الأمسية الاعلامية مزون الحميري، وقدم الفنان الإماراتي طارش الهاشمي ثلاث فقرات موسيقية، تخللت الأمسية الشعرية التي شارك فيها كل من الشعراء، ربا شعبان، زينب البلوشي، محمد مبارك الرشيدي، ساجده الموسوي، محمود جمعه، نشيرة الجابري، نعيم عيسى ، واختتمها الشاعر حبيب الصايغ بقصيدة لزايد ياغايات، واختتم الحفل بتكريم الأستاذ فريد محمد شوقي الذي سمى ابنه بزايد الخير، وحضر الحفل الروائي الإماراتي علي عبدالله ابوالريش والباحث التاريخي الدكتور فالح حنظل والدكتور حبيب غلوم العطار المستشار في وزارة الثقافة وتنمية المعرفة، وجمع كبير من الكتاب والادباء والصحفيين والاعلاميين.