فرضت الحرب التي أشعلتها أدوات إيران في اليمن، واقعاً صعباً على الشعب اليمني، وفي كل المجالات، نتيجة سيطرت هذه الجماعة على مقدرات الدولة والعبث بها.
القطاع الصحي كان من أكثر القطاعات التي تضررت نتيجة انقلاب الميليشيا الحوثية، وهو ما انعكس بشكل مباشر على حياة المواطنين، وانتشرت أمراض مثل الكوليرا وحمى الضنك وغيرهما من الأمراض المعدية.
دول التحالف العربي سارعت للتخفيف عن معاناة الشعب اليمني، في القطاع الصحي وفي أكثر من اتجاه، حيث شكل دعم هذا القطاع أولوية لدولة الإمارات لأهميته في تخفيف المعاناة عن أبناء المحافظات المحررة، لذلك سارعت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي إلى إعادة تأهيل المستشفيات والمراكز الصحية في مختلف المحافظات المحررة كخطوة أولى تسهم في أن يقوم القطاع الصحي بدوره لخدمة أبناء هذه المحافظات.
كما كان لدول التحالف دور كبير في التدخل المبكر للمساهمة في القضاء على الأمراض المعدية مثل الكوليرا بعد أن كادت تشكل خطراً يهدد حياة الآلاف من اليمنيين، وحذرت منظمات دولية من خطورة تفشي المرض.
وفي أكتوبر 2016 عند ظهور وباء الكوليرا وتفشيه وانتشاره في العام 2017 في عموم البلاد، شكل كابوساً وخطراً على حياة الإنسان اليمني، وضاعف المعاناة، وخلال أكثر من عام تجاوزت وفيات وباء الكوليرا في اليمن 2300 حالة، ووصل إجمالي عدد الحالات المشتبه بإصابتها بالوباء نفسه إلى أكثر من مليون خلال 13 شهراً التي ظهر وتفشى فيها الوباء.
عندها سارعت دولة الإمارات في تقديم الدعم العاجل، وتكثيف الجهود من أجل إنقاذ وحماية أبناء اليمن من هذا المرض الخطير.
وبدأت الاستجابة وبتوجيهات عليا من قيادة الدولة، بتسليم الهلال الأحمر الإماراتي بصورة عاجلة المختبر المركزي في مستشفى الجمهورية محاليل مخبرية لفحص حالات الاشتباه بالكوليرا، وتسليم مؤسسة المياه والصرف الصحي بعدن 20 برميلاً من مادة الكلور كمساهمة عاجلة لمكافحة انتشار الكوليرا.
وتواصل الدعم عبر المركز الوطني للإمداد الدوائي ووزارة الصحة اليمنية ومنظمة الصحة العالمية، وتم تسليمهم محاليل وريدية عاجلة تقدر بـ 20 ألف قربة وريدية وزعت لعدن وأبين والمخا والضالع، تلاها وصول طائرتين تحملان 100 طن من الأدوية الطبية الخاصة بوباء الكوليرا، إضافة إلى رفد مستشفيات عدداً من المحافظات بـ 20 سيارة إسعاف سُلّمت على مرحلتين.
واستمر الجسر الجوي والبري والبحري من دولة الإمارات للأشقاء في اليمن بوصول سفينة جبل علي إلى عدن تحمل 10 حاويات من الأدوية والمستلزمات الخاصة بالكوليرا. وعززت دولة الإمارات دعمها لليمن في سبيل التصدي لتهديدات ومخاطر الكوليرا والإسهام بمحاصرته والحد من انتشاره وصولاً إلى القضاء عليه.
وتواصلاً لهذا الدور قدمت دولة الإمارات منحة مالية تقدر بـ 10 ملايين دولار خُصصت لحملة مواجهة الكوليرا وسُلّمت لمنظمة الصحة العالمية.
أثمرت هذه الجهود إلى وصول دعم الإمارات لمكافحة وباء الكوليرا إلى عموم المحافظات اليمنية بما فيها المحافظات التي تسيطر عليها ميليشيا الحوثي.
لم تقتصر جهود دولة الإمارات في تقديم الدعم المالي والمادي، بل ساهمت عبر ذراعها الإنسانية هيئة الهلال الأحمر في مواجهة هذا المرض من خلال حملات التوعية.
حيث بدأ في أكتوبر 2016 حملة توعوية في مدارس عدن، لتوعية الطلاب والمدرسين والمدرسات، وأولياء أمور الطلاب، لتعريفهم بمرض الكوليرا وطرق ووسائل الوقاية منه. وذلك بالتنسيق مع مكتب الصحة وقيادات السلطة المحلية بعدن.
وتضمنت الحملة توعية جميع الطلاب في المدارس، إضافة إلى توزيع بروشورات توعوية وعمل نادي أصدقاء البيئة الذي تم تشكيله من ثلاثة من الآباء- أولياء أمور الطلبة- وكذا ثلاثة من الطلبة، وكذا ثلاثة من المدرسين العاملين في المدرسة؛ لكي يقوموا بدورهم في متابعة واستمرار الحملة التثقيفية الصحية في المدرسة والمحافظة على محيط الطلاب نظيفاً وخالياً من المكروبات والأوبئة.
وهدفت الحملات إلى رفع مستوى الوعي البيئي لدى الطلاب بأهمية الحفاظ على البيئة، والتعريف بالأخطار المحدقة بالبيئة وبالأساليب الكفيلة للحفاظ عليها، وبمشكلات البيئة، والعمل على إيجاد الحلول المناسبة لها، الرامية إلى المحافظة على الطلاب من جميع أشكال التلوث والأخطار.
جهود دولة الإمارات في دعم القطاع الصحي ومواجهة الأمراض المعدية ساهمت في التخفيف من معاناة المواطنين، ووضعت حداً لانتشار مرض الكوليرا.