تحتفل دولة الإمارات بذكرى يوم زايد للعمل الإنساني التي تصادف التاسع عشر من رمضان من كل عام و قالت وزارة الخارجية والتعاون الدولي في تقرير لها عن ” إنجازات الدبلوماسية الإماراتية في مجال المساعدات الإنسانية ” بمناسبة يوم زايد للعمل الإنساني إن هذا اليوم زايد للعمل الإنساني تلاحم أبناء الإمارت حول قيادتهم الرشيدة لإستذكار مآثر الشيخ زايد والتعبير عن مشاعر الوفاء لمسيرته الفريدة وغير المسبوقة في العطاء والبذل وإبراز دولة الإمارات الرائد في مشاريع الوقف الخيري الإنساني لكل الأعراق والأديان.
و يمثل يوم زايد للعمل الإنساني أيضا علامة فارقة في تاريخ دولة الإمارات و مناسبة لاستذكار إنجازات الدبلوماسية الإماراتية على صعيد العمل الإنساني من خلال المساعدات التي تقدمها الإمارات للدول الشعوب الأخرى.
ويعد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه رمزا للعمل الإنساني لما قدمه من مبادرات لخدمة الإنسانية جمعاء، عززت من مكانة الإمارات باعتبارها نموذجا عالميا يحتذى في مجال العمل الإنساني والتنموي.
وعرف عن الشيخ زايد طوال حياته حب الخير والاهتمام بالأعمال الإنسانية والخيرية وقدم الكثير من العطاء، وسجل الكثير من الإسهامات البارزة في مجال العمل الإنساني.. وقد قال طيب الله ثراه: ” إننا نؤمن بأن خير الثروة التي حبانا الله بها يجب أن يعم أصدقاءنا وأشقاءنا”.
ومع قيام دولة الإمارات، اتسع نطاق العمل الخيري للمغفور له الشيخ زايد ليشمل جميع أنحاء العالم وبلغت قيمة المساعدات التنموية والإنسانية التي أمر بتوجيهها منذ عام 1971 حتى 2004 و استفادت منها 117 دولة نحو 90.5 مليار درهم وفقا لتقرير صادر عن وزارة التنمية و التعاون الدولي آنذاك.
و لعل من البديهي القول إن المساعدات الإنسانية التي تقدمها دولة الإمارات لا ترتبط بالتوجهات السياسية للدول المستفيدة منها و لا بالبقعة الجغرافية، أو العرق أو اللون أو الطائفة أو الديانة، بل تراعي، في المقام الأول، الجانب الإنساني، الذي يتمثل في احتياجات الشعوب.
ومع مرور الوقت، أصبح العمل الإنساني في الإمارات العربية المتحدة أسلوب حياة، ويمثل قيمة إنسانية نبيلة وسلوكا حضاريا تؤمن به القيادة والشعب وتتناقله الأجيال جيلا بعد جيل، مثلها الأعلى في ذلك القائد المؤسس لدولة الإمارات، وباني نهضتها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ـ طيب الله ثراه، فارس العطاء والعمل الإنساني الذي حث على البذل والعطاء ولعب دورا مهما وإيجابيا في تطوير المجتمعات وتنميتها.
و قد استمرت دولة الإمارات في سيرها على نهج الخير والعطاء بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.
وبهذا الصدد تحضرنا مقولة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله” : “نحن نسير على خطى الوالد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، في تقديم المساعدات الإنسانية والتنموية، والتي أصبحت ركنا رئيسيا من أركان السياسة الخارجية لدولة الإمارات.. وستواصل دولة الإمارات العربية المتحدة اتباع نهجها الثقافي في التعامل مع دول العالم والدعوة لإحقاق الحق والعدل للمضطهدين وبناء جسور المحبة والتعاون والتلاقي بين شعوب العالم المختلفة ليعم السلام والازدهار على البشرية جمعاء”.
وترجمة لهذه الرؤية والقيم التي غرسها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان طيب الله، فقد تمكنت دولة الإمارات تحت قيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان من تحقيق العديد من الإنجازات على هذا الصعيد، حيث احتلت دولة الإمارات المركز الأول عالميا كأكبر جهة مانحة للمساعدات الخارجية في العالم للعام 2017 وذلك وفقا للبيانات الأولية التي أعلنتها مؤخرا لجنة المساعدات الإنمائية التابعة لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية /OECD/.
وخلال عام 2017 بلغت القيمة الإجمالية لمدفوعات المساعدات الإنمائية الرسمية المقدمة من دولة الامارات 19.32 مليار درهم ” 5.26 مليار دولار” بمعدل نمو 18.1% مقارنة بعام 2016 .
وتميزت المساعدات بأن أكثر من نصف قيمتها تمت في شكل منح لا ترد “بنسبة 54%” وذلك دعما للخطط التنموية التي تنفذها الدول المستفيدة.
كما تميزت المساعدات الإنمائية الرسمية الإماراتية بأن أكثر من 94 % منها تمت على شكل مساعدات تنموية بقيمة 18.3 مليار درهم في عام 2017 تم توجيه 68% من قيمتها لصالح قطاع دعم البرامج العامة بقيمة 12.38 مليار درهم لمساعدة حكومات الدول على الوفاء بنفقاتها العامة والحفاظ على موازين مدفوعاتها، إلى جانب تعزيز استقرارها النقدي والمالي ومناخ الاستثمار فيها وتوفير فائض يتم توجيهه لخدمة أهداف تنموية أخرى بخططها التنموية خاصة بدول مثل اليمن والأردن والمغرب والسودان والسلطة الفلسطينية وصربيا.
من جهة آخرى أسهمت المساعدات الإماراتية في سد الفجوات الكبيرة في تمويل مشاريع البنية التحتية في العديد من الدول النامية من خلال البرامج الموجهة للتنمية الحضرية والبنية التحتية للنقل وقطاعات الصحة والتعليم والطاقة المتجددة.
وعلى الرغم من زيادة مخصصات المساعدات الإنسانية الإقليمية فإن دولة الإمارات مازالت تواصل تقديم الدعم لمختلف القضايا الإنسانية العالمية ومواكبة الأحداث والأزمات وتخصص المصادر التمويلية اللازمة لدعمها.
و تتزامن هذه الإنجازات التي حققتها الدولة في مجال المساعدات الخارجية مع احتفالات دولة الإمارات بمئوية زايد وإعلان عام 2018 عام زايد، وهي في الوقت نفسه تعتبر مؤشر أعلى أن الدولة تعمل وفق رؤى و خطط واضحة تهدف إلى تحسين الأثر المنشود للمساعدات سواء أكان من أجل تخفيف وطأة الوضع الإنساني أو في تنمية المجتمعات الهشة والضعيفة من خلال مشاريع مستدامة تتوافق مع الأهداف الانمائية المستدامة والاجندة الدولية 2030 والتي ركزت على قطاعات واضحة ومحددة منها مكافحة الجوع والفقر وتمكين النساء والفتيات.
فقد قدمت دولة الامارات خلال الفترة من أبريل 2015 إلى أبريل 2018 مساعدات لليمن بلغت نحو 13.82 مليار درهم ” 3.76 ” مليار دولار أمريكي، واستهدفت مساعدة ما يزيد عن 13.8 مليون يمني، منهم 5.3 مليون طفل.
يأتي تقديم هذه المساعدات الخارجية المكثفة في إطار الاستجابة الإنسانية والتنموية لدولة الإمارات تجاه الأزمة الراهنة لإغاثة اليمن ومساعدته في محنته ودعم استقراره والحفاظ على وحدة أراضيه.. وتوزعت فئات المساعدات الخارجية ما بين تنموية وإنسانية وخيرية.
و تم تقديم ما يزيد عن ربع تلك المبالغ كمساعدات إنسانية في جميع أنحاء اليمن.. كما دعمت دولة الإمارات العربية المتحدة الاحتياجات طويلة الأجل لليمن، وذلك من خلال تمويل مختلف القطاعات مثل دعم البرامج العامة، وتوليد الطاقة وإمدادها، والنقل والتخزين، والحكومة والمجتمع المدني ” التطوير القضائي والقانوني” ، والصحة، والتعليم، والبناء والتنمية المدنية، والخدمات الاجتماعية، والمياه والصحة والعامة.
و امتدت المساعدات الإماراتية لتصل إلى 12 محافظة يمنية عبر إعادة تأهيل البنية التحتية الأساسية كالمطارات في عدن والريان وسقطرى، فضلا عن الموانئ البحرية في عدن والمكلا وسقطرى والمخا، ومبنى الإذاعة والمحكمة وكاسر الأمواج في المكلا، واستكمال حديقة الشعب في البريقة بمحافظة عدن.. وقامت أيضا بتنفيذ مشاريع لإعادة بناء وتأهيل 218 مدرسة، وتوفير أكثر من 232 ألف طن من المساعدات الغذائية بمتوسط 10 آلاف شخص مستفيد من المساعدات الغذائية يوميا، وإعادة بناء وصيانة 46 مستشفى/ مركزا صحيا وتقديم أكثر من 300 طن من الإمدادات الطبية، وإعادة بناء وصيانة 12 محطة كهرباء وتوفير 635 ميجاواط، وإعادة تأهيل وصيانة 9 محطات وشبكات مياه تحتوي على 80 مضخة، بالإضافة إلى 4 محطات معالجة مياه الصرف الصحي، وبناء 250 سدا للسقيا، وتوفير تطعيمات شلل الأطفال والحصبة لــــــــــــ 488 ألف طفل، وتسلم 74 سيارة إسعاف، وأكثر من 500 آلية شرطة لدعم المؤسسات الأمنية، و70 باص نقل لدعم قطاع التعليم، وإعادة تأهيل 19 مركزا للشرطة.
وهدفت المساعدات الإماراتية إلى دعم خطة الأمم المتحدة للاستجابة الإنسانية لليمن للعام 2018 /YHRP/ وقد تعهدت دولة الإمارات بمبلغ 500 مليون دولار أمريكي للاستجابة لخطة الأمم المتحدة للعام 2018 في اليمن وتم صرف مبلغ 465 مليون دولار أمريكي أي بنسبة 93% من قيمة هذا التعهد.
كما تعهدت دولة الإمارات العربية المتحدة بمبلغ قدره 543 مليون دولار أمريكي لصالح المنظمات متعددة الأطراف العاملة في اليمن.. ويشمل الدعم المقدم من دولة الإمارات لعدد من المنظمات الدولية وهي مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية ” أوتشا” بمبلغ 500 مليون دولار أمريكي ومنظمة الصحة العالمية ” 23.7 مليون دولار أمريكي” ، واللجنة الدولية للصليب الأحمر ” 10 ملايين دولار أمريكي” وبرنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة ” 6 ملايين دولار أمريكي” ودعم منظمة الأمم المتحدة للطفولة ” يونيسيف” بمليوني دولار أمريكي.
وتعتبر ثقافة الخير والعطاء الإنساني من الدعائم الأساسية التي قامت عليها دولة الإمارات وشكلت هويتها وتراثها.. وقد شكلت برامج المساعدات ا?مارات?ة جسورا للتواصل مع العالم وكانت نهجا قويما في سعي دولة الإمارات لمساعدة الناس الأشد حاجة لها.
جدير بالذكر أن المساعدات الخارجية الإماراتية وصلت إلى 188 دولة حول العالم عبرمبادرات عالمية فعالة، وشراكات دولية، ومساعدات إنسانية.
ويبقى يوم زايد للعمل الإنساني رمزا وتجسيدا لقيم العطاء والإنسانية التي غرسها في عقول ووجدان الشعب الإماراتي أيقونة الإنسانية المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه حتى أصبحت دولة الإمارات منارة لتقديم العون والمساعدة لكل من يحتاجها دون النظر إلى العرق، أو الجنس، أو الدين، ونموذجا فريدا في عالمنا من حيث تحقيق السعادة والاستقرار والتسامح والمحبة بين الشعوب.