قال معالي الفريق ضاحي خلفان تميم، نائب رئيس الشرطة والأمن العام في دبي: أضحت دبي نموذجاً يحتذى في صناعة الأمن بكافة أنواعه وأنظمته وتقنياته.
جاء ذلك خلال افتتاحه أمس أعمال اجتماعات اللجنة الأمنية للاتحاد العالمي للمواصلات العامة (UITP)، والذي تنظمه إدارة أمن المواصلات في شرطة دبي، ويعقد للمرة الأولى في منطقة الشرق الأوسط، وذلك لمدة ثلاثة أيام في الفترة من 22 وحتى 24 أبريل الجاري.
حضر حفل الافتتاح اللواء طلال بالهول، مدير عام جهاز أمن الدولة بدبي، ونائبه اللواء عوض المهيري، ومساعدو القائد العام لشرطة دبي، وجان بوليتيك، رئيس اللجنة الأمنية للاتحاد للمواصلات العامة، (UITP)، وعدد من كبار الضباط.
وأشار معاليه في كلمة له إلى أهمية هذا الاجتماع الذي يعقد لأول مرة في منطقة الشرق الأوسط، كونه يعقد في مدينة دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة، المدينة التي أصبحت اليوم يشار إليها بالبنان من قبل المخططين الأمنيين والاستراتيجيين وصناع القرار في العالم.
مؤكداً أن عالمنا اليوم يشهد تسارعاً كبيراً في المتغيرات والمستجدات في مجال الأمن بشكل عام، وهذا يشكل تحدياً كبيراً للأجهزة الأمنية بكافة قطاعاتها، فلم يعد الأمن مفهوماً تقليدياً يعتمد على القوة البشرية كما عهدناه في العقود السابقة، فقد تغير هذا المفهوم بسبب الثورة التكنولوجية الحديثة التي طغت على العالم في العقد الأخير، ودخول التقنيات المتعقلة بالذكاء الاصطناعي، وتقنية المعلومات، والأمن السيبراني، ووسائل الحماية التي تعتمد على البرمجة التقنية، وأصبح الأمن يدار من خلال غرف المراقبة والأجهزة المحمولة كالهواتف والحواسيب، والنظم التي تعمل على ضمان المعلومات، وتعزيز حماية وسرية وخصوصية البيانات الشخصية للناس، واتخاذ جميع التدابير الأمنية اللازمة للحفاظ على أمن واستقرار المجتمعات من أية مصادر قد تهدد أمنها واستقرارها.
وأضاف معاليه: بما أننا نجتمع اليوم حول موضوع أمن المواصلات بمفهومه الشامل، فإن الاهتمام بهذا الجانب أصبح في يومنا هذا ضرورة ملحّة، خصوصاً مع التطور الكبير الذي يشهده قطاع النقل والمواصلات في العالم بشكل عام، وفي دولة الإمارات العربية المتحدة بشكل خاص، ومثل هذه الاجتماعات تشكل فرصة عظيمة للاستفادة من الخبرات والتجارب والأفكار العالمية ونقل المعارف بين الدول، للوصول إلى أحدث الأنظمة والتقنيات في مجال تأمين وسائل النقل والمواصلات وفق المعايير الأمنية العالية التي تضمن سلامة هذا القطاع بشكل دائم.
وقال معاليه: كلكم تعرفون ما تعرض له قطاع النقل والمواصلات في عدد من دول العالم من ضربات إرهابية خلال العقدين السابقين، استهدفت أهم وأكبر وسائل المواصلات وهي محطات القطارات والسكك الحديدية والمترو وغيرها، وأصبح العالم بعدها حذراً بعد أن تحولت المواصلات العامة إلى هدف سهل للتنظيمات الإرهابية، لأن ضرب هذا القطاع الحيوي قد يشكل كوارث بشرية ومادية على الدول التي تتعرض له، ناهيكم عن الشلل والتعطيل الذي سيصيب شريان الموصلات والنقل العام في تلك الدول، بالإضافة إلى التأثيرات النفسية والاجتماعية الضخمة المترتبة على كل ذلك.
واختتم معاليه قائلاً: لقد أصبح التركيز اليوم ينصب على تأمين قطاع المواصلات، ووضع خطط الإنذار المبكر من الهجمات المحتملة، والاستجابة الفورية لحالات الطوارئ المعنية بحوادث الإرهاب، وبما أننا جزء لا يتجزأ من هذا العالم، فنحن لسنا بمنأى عن أية احتمالات ومخططات إرهابية قد تضر بمصالحنا الحيوية والاقتصادية، لهذا نجتمع اليوم لنتباحث، ونضع سوياً الخطط والدراسات اللازمة المعنية بأمن وسلامة النقل والمواصلات في دولنا.
من جانبه ألقى العقيد عبيد الحثبور، مدير إدارة أمن المواصلات، بالإدارة العامة لأمن المواصلات بشرطة دبي، كلمة رحب فيها بالمشاركين في الاجتماع، من صانعي القرار، والخبراء المختصين بقطاع النقل والمواصلات عالمياً، وقال: يقع اليوم على عاتق إدارة أمن المواصلات توفير أقصى درجات الأمن والسلامة لوسائل المواصلات العامة ومستخدميها والمنشآت التابعة لها، مشيراً إلى أنه تم تحقيق صفر جريمة لكل مليون مستخدم في مؤشر الجريمة لسنة 2017.
وأضاف العقيد عبيد الحثبور: تبنت إدارة أمن المواصلات أفضل الممارسات لتطبيق أعلى المعايير الدولية التي تعتمدها المؤسسات في تأمين قطاع النقل والمواصلات وتحت ضوء التحديات رفعنا نسبة جهوزيتنا وقوتها الأمنية بنسبة 100% للكوارث المحتملة.
واطلع معالي الفريق ضاحي خلفان تميم، يرافقه اللواء طلال بالهول، وكبار الضباط، على آلية عمل الإدارة العامة لأمن المواصلات وخططها المستقبلية، من عرض قدمه عدد من ضباط الإدارة.
تشتمل اجتماعات اللجنة الأمنية للاتحاد العالمي للمواصلات العامة (UITP) في دورتها الحالية على جلسات حوارية وورش عمل، تطرح فيها عدة محاور ومبادرات لاستشراف المستقبل في المخاطر الأمنية التي قد تواجه قطاع النقل والمواصلات، والتنبؤ بالأزمات والكوارث في قطاع النقل والمواصلات وآلية التعامل معها، بالإضافة إلى أفضل ممارسات أمن قطاع النقل والمواصلات.
وتعد هذه اللجنة أول منظمة مختصة في تمثيل أكبر شبكة عالمية في المجال الأمني لقطاع النقل والمواصلات، وتحتضن المنظمة العالمية ما يزيد على 1500 عضو من بينهم خبراء عالميون من 96 دولة، وتبحث سبل التعاون بين الأعضاء ومدى ارتباطهم بتطوير الأنظمة الأمنية وتطوير الخدمات في قطاع النقل والمواصلات.