أعلن الدكتور موسى عباس الخبير الرياضي، أمس، في مؤتمر صحافي، عن صدور كتابه الجديد أمس، بعنوان «قراءة في الفكر الرياضي للقائد»، الذي يتناول جانباً من الفكر المستنير لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، فارس العرب.
حضر المؤتمر الذي عقد في المبنى الاجتماعي لنادي شباب الأهلي- دبي، كل من سعيد الطنيجي نائب رئيس اتحاد الكرة، وسعيد حارب الأمين العام لمجلس دبي الرياضي، وعدد من قيادات نادي شباب الأهلي- دبي، ونجومه القدامى، ومنهم أحمد عيسى أول قائد للمنتخب الوطني الأول.
قال الدكتور موسى: صدرت مؤلفات عديدة، تتناول الجوانب المختلفة من فكر القائد، لكن هذا أول كتاب يتناول الفكر الرياضي لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وأهمية الكتاب، تكمن في كون هذا الفكر الرياضي، نابع من شخصية أثبتت التجارب والأيام، سداد نظرتها ووضوح رؤيتها، مع دقة التشخيص وفاعلية الحلول التي تعودنا عليها من سموه، بالإضافة إلى ذلك، تزداد الأهمية نظراً للحاجة الماسة لتطبيق هذه الأفكار في هذا الزمن، الذي تعاني فيه الرياضة في الإمارات من ضعف النتائج.
وأضاف: صدور هذا الكتاب، يمثل تتويجاً للجهود التي أبذلها منذ عدة سنوات في تتبع كل ما يصدر عن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم من أعمال مميزة، وأقوال سديدة، وتوجيهات في المجال الرياضي، وهي كثيرة جداً، نظراً لكون سموه ممارس نشيط للرياضة، بل ومحترفاً في بعض المجالات الرياضية، مثل سباقات القدرة وركوب الخيل، ولذا، حرصت على أن تكون قراءتي للفكر الرياضي لسموه، ليس مجرد تجميع لأقوال سموه ومتابعة لنشاطاته، كما تفعل وسائل الإعلام، بل كنت حريصاً على تحليل هذا الفكر النير، وتأصيل جذوره العلمية، ثم ترجمة ذلك كله في خطة استراتيجية، يمكن اعتمادها وتطبيقها للنهوض بالشأن الرياضي في الدولة، وصولاً إلى المراتب المتقدمة على المستويات الإقليمية والدولية.
أوضح الدكتور موسى: «تعودنا من القادة والزعماء، أن يركزوا اهتمامهم في غالب الأحيان، على جوانب السياسة والدفاع والاقتصاد، فهي تستنفد جهودهم وتستغرق أوقاتهم، ويتركون مسؤولية الاهتمام بالجوانب النفسية والاجتماعية والرياضية وغيرها، إلى المستويات الأدنى من النواب والمساعدين والمسؤولين، أما أن تجد قائداً يستوعب بجهده ووقته كل ما سبق، ولا يكتفي بالتوجيه والتنبيه، وإنما يقدم القدوة العملية في الممارسة والتطبيق، فأنت أمام نوعية نادرة من القادة، قلما يجود الزمان بأمثالهم، وعندها لن تسعفك الكلمات إذا أردت أن تتحدث عنهم، أو حاولت تحليل أسباب مقدرتهم على الإنجاز والعطاء، وتصبح الإشارة أبلغ من العبارة، والنظرة أوضح من النشرة، والنتائج تتحدى منطق الأسباب».
وتابع: «منذ عدة سنوات، أتابع بشغف وبكل فخر، ما يجود به فكر القائد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، من إشراقات فكرية رياضية عملية ملهمة، وكل واحدة منها تشكل أساساً لخطة فاعلة، ومشروع ناجح، تتكامل معاً لمعالجة الهم الرياضي، والتخلص من حالة التعثر والتخبط، وصولاً إلى المراكز الأولى ومنصات التتويج، وفي نفس الوقت، أتابع بأسى ضعف النتائج وترجمة تلك المناهج والأفكار إلى عمل مدروس وواقع ملموس».
وأشار موسى عباس، إلى أن الكتاب يتألف من 6 فصول، وكل منها يرتكز على جانب من جوانب الفكر الرياضي للقائد، وقال: الفصل الأول عبارة عن رحلة في جذور وأعماق الفكر الرياضي لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، ورؤية سموه للعمل الرياضي، مع تتبع لجذور ودوافع هذا الفكر وهذه الرؤية، مثل الرعاية والاهتمام بالجوانب الصحية والبدنية لأبناء الوطن، والحرص على أحياء رياضة الأجداد، والمنافسة الدائمة للوصول إلى المراكز الأولى في كافة المجالات، والسعي الدؤوب لتحقيق مجتمع السعادة.
وأضاف: يتناول كل فصل من الفصول الخمسة التالية، بالشرح والتحليل، محوراً من محاور الفكر الرياضي للقائد، حيث يطرح الفصل الثاني محور فكر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم لسعادة المواطن بالإمارات، من خلال شرح وتحليل البعد الرياضي في محور السعادة في 4 جوانب، وهي أهمية النشاط الرياضي لبناء المجتمعات، والرياضة ضرورة ملحة لجميع فئات المجتمع، والرياضة وأصحاب الهمم، والرياضة وزيادة الإنتاج.
ويتناول الفصل الثالث، فكر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم للرياضة المدرسية، القاعدة والأساس، ويتناول بالتحليل، أهمية الرياضة المدرسية وضرورة التركيز عليها ضمن البعد الاجتماعي للرياضة، باعتبارها أسلوب حياة في جوانب الرياضة المدرسية، ودورها في تأسيس الأبناء، والرياضة وأبعادها الاجتماعية، والرياضة كأسلوب حياة.
ويطرح الفصل الرابع، فكر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم عن الرياضة التنافسية والروح الإيجابية، ويمكن للقارئ أن يبحر في أعماق رؤية سموه للنشاط الرياضي، باعتباره عملاً وطنياً ونوعاً من الإنتاج، يتطلب بذل الجهد والسعي للفوز والاستعداد له بكل روح إيجابية من خلال ثلاثة مفاهيم، وهي أهمية تحقيق الفوز بالميداليات في البطولات الدولية، والأهداف الوطنية والاجتماعية والسياسية لرفع علم الدولة في المحافل الدولية، والروح الإيجابية في التنافس وتقبل الفوز والخسارة.
ويتناول الفصل الخامس، محور فكر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، في كون الرياضة أحد مظاهر الثقافة البدنية بالمجتمع، حيث يتجلى فكر سموه في اعتبار الرياضة ثقافة مجتمعية بالمعنى الحقيقي للثقافة، التي تنعكس على شكل التزام دائم، ثم الآثار الاجتماعية والصحية الحميدة وترشيد السلوك وتوجيه الطاقات في مسار إيجابي من خلال الثقافة البدنية جزء من الثقافة بمفهومها الشامل، والدور الذي تلعبه الثقافة الرياضية في المجتمع، والثقافة الرياضية وعلاقتها بمؤسسات المجتمع، والثقافة الترويحية والإفادة من وقت الفراغ، والثقافة الرياضية ونمط الحياه الصحية، واتجاهات الثقافة الرياضية، المفاهيم والأهداف.
كما تحدث الدكتور موسى عباس عن الفصل السادس، قائلاً: عنوان هذا الفصل «الاستراتيجيات المستقبلية للرياضة الإماراتية»، وفي هذا الفصل، تم تحويل أفكار صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم القائد بمحاورها المختلفة، إلى استراتيجيات مستقبلية وخطة عمل للنهوض بالرياضة في الدولة، استناداً إلى أفكار سموه لوضع استراتيجيات تحقق الأهداف المنشودة.
ومنظور سموه نحو الرياضة ودورها في العمل الوطني وتحقيق الإنجاز، والرياضة ضرورة ملحة لجميع فئات المجتمع، وعناصر خطة العمل المقترحة لترسيخ فكر القائد، ثم تأتي الخاتمة في بسط وتحليل التغريدات التي أطلقها سموه عن القيادة والقائد، واضعاً فيها عصارة خبرة سموه في الحياة عن وظيفة القائد الحقيقي، ومفهوم القيادة الحقيقية.
واختتم الدكتور موسى عباس، قائلاً: وجدت تلك التغريدات، تنطبق على قيادة المؤسسات الرياضية ومن يمارسون أدواراً قيادية في المجال الرياضي، وهي:
أولاً «علمتني_الحياة أن المؤسسات نوعان.. مؤسسات القائد الواحد الأوحد، والثانية مؤسسات الفريق الواحد المتعاضد، الأولى مؤقتة والثانية دائمة».
ثانياً «علمتني_الحياة أن القائد الحقيقي يصنع قادة، والمؤسسة الحقيقية هي التي تصنع ثقافة تسمح لأفرادها بالنمو، ليس قائداً من يختزل المؤسسة في نفسه».
ثالثاً «علمتني_الحياة أن الإرث الحقيقي لأي قائد في أي مؤسسة هو صناعة الرجال، وترسيخ ثقافة الإخلاص، وبناء روح الفريق، وغرس بذور التجديد والابتكار»، وبهذا تكتمل جوانب الفكر والرؤية والقدوة العملية التي اجتهد الكاتب في دراستها وتحليلها، ثم تحويلها إلى استراتيجية قابلة للتطبيق.