قال وزير الخارجية المصري سامح شكري في كلمته في الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب، السبت، بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية في القاهرة إن “التحول المؤسف الذي تابعناه في موقف الولايات المتحدة الأميركية بالنسبة لمدينة القدس بعد اعترافها بشكلٍ أُحادي ومنافٍ للقانون الدولي ولقرارات مجلس الأمن بالقدس كعاصمة لدولة إسرائيل، جرس إنذار أخير للمجتمع الدولي بأسره وللعرب والمسلمين، بأن الوضع الملتهب في فلسطين يضع المنطقة بأسرها على حافة الانفجار”.
وأضاف: “هل يجب علينا جميعا أن نقف شاهدين على الأبرياء الفلسطينيين يبذلون دماءهم من جديد قبل أن يحرك المجتمع الدولي ساكناً؟”.
وصرح شكري بأنه “لا يخفى علينا جميعاً الخطر الكامن في محاولة استغلال الإرهابيين والمتطرفين للتطورات الراهنة، لتبرير جرائمهم واستقطاب التأييد لمنهج الشر الذي يطلقونه على أرضية محاولة احتضان تفجر هذه القضية، وأن تدفع المنطقة بل والعالم بأسره تبعات مثل ذلك القرار”.
وقال شكري: “تستنكر مصر مجددا ذلك القرار الأميركي الأحادي المخالف للشرعية الدولية وترفض الاعتراف جملة وتفصيلاً بأية آثار قانونية مترتبة عليه، فقضية القدس إحدى قضايا الوضع النهائي لتسوية القضية الفلسطينية سلميا عبر التفاوض بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وهو أمر لا جدال فيه”.
وأضاف أن مصر تؤكد أن “القرار يلقى بظلال وخيمة على مستقبل عملية السلام، بعد أن ازدادت مصاعب تنشيطها وإحيائها لما في صالح الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي كي يعيشا في دولتين متجاورتين في سلام.. فهذا حق لهما، كسائر الشعوب”.
وتابع قائلا إنه يتعين أن نضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته الأخلاقية إزاء شعب يناضل لنيل حقوقه المشروعة، فتصادر أراضيه وتهدم منازله وتنتهك حقوقه الاساسية في العيش الكريم، “أين دعوات إعلاء حقوق الانسان إزاء ملايين الفلسطينيين المحرومين من أبسط حقوق الإنسان وهم يرزحون تحت الاحتلال وتنتهك مقدساتهم، وسط صمت من مجتمع دولي يتشدق بالدفاع عن حقوق الإنسان فيما يبدو في كل مكان عدا عندما يرتبط الأمر بالحقوق الفلسطينية”.