اختُتمت، أمس، بالديوان العام لوزارة الخارجية والتعاون الدولي بأبوظبي، أعمال الدورة التاسعة للجنة المشتركة للتعاون بين الإمارات والعراق.

وترأس معالي الدكتور أنور بن محمد قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية، أعمال الدورة التاسعة، فيما ترأس الجانب العراقي الدكتور إبراهيم الجعفري، وزير الخارجية.

ووقّع الطرفان على اتفاقية تجنّب الازدواج الضريبي، ومذكرة تفاهم بشأن المشاورات السياسية بين البلدين، ومذكرة تفاهم ثانية بشأن تأسيس مجلس رجال الأعمال الإماراتي العراقي، إضافة إلى محضر اجتماع اللجنة المشتركة بدورتها التاسعة.

ورحب معالي الدكتور أنور قرقاش، في مستهل أعمال الدورة، بالوفد العراقي، وأكد عمق العلاقات والروابط الأخوية التي تربط البلدين الشقيقين.

وقال معالي الدكتور أنور قرقاش إن دولة الإمارات وجمهورية العراق ترتبطان بعلاقات وروابط أخوية قوية متلاحمة، تتسم بالاحترام المتبادل، والرغبة في العمل المشترك والارتقاء بالتعاون الثنائي إلى مستويات أكثر تميزاً، وبما يحقق المصلحة المشتركة لبلدينا العربيين الشقيقين.

وجدد معاليه تأكيد دولة الإمارات أهمية وحدة العراق ودوره العربي، وتطلعها إلى أن تشهد هذه اللحظة التاريخية مزيداً من تعزيز دور ومؤسسات الدولة الوطنية الجامعة، وبما يحقق مصالح الشعب العراقي بمختلف مكوناته، في ظل بيئة أكثر أمناً واستقراراً.

وأكد معاليه الموقف الثابت لدولة الإمارات في دعم جهود جمهورية العراق في حربها ضد تنظيم داعش، واسترجاع وتطهير كامل التراب العراقي من سيطرة التنظيم الإرهابي، مشيداً بتضحيات أبناء الشعب العراقي ودور القوات المسلحة العراقية وقوات التحالف الدولي في الحرب على الإرهاب.

وشدد معاليه أيضاً على دعم الإمارات الثابت لوحدة العراق، وضرورة تعزيزها عبر الحوار السياسي والتواصل في إطار الدولة الوطنية وأطرها الدستورية التي تحترم مكوناتها وتعزز دورها وتعمقه.

وتناول الجانبان المشهد الإقليمي وسبل تعزيز الأمن والاستقرار ومجالات التعاون السياسي وفي المنظمات الدولية أيضاً.

وأشار معالي وزير الدولة للشؤون الخارجية إلى أهمية تعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين، والبحث عن المزيد من الآليات والسبل الرامية إلى تعزيز التبادل التجاري وتطوير العلاقات التجارية بين البلدين الشقيقين.

إذ وصل إجمالي حجم التبادل التجاري غير النفطي بين دولة الإمارات وجمهورية العراق خلال عامي 2015 و2016 إلى 13 مليار دولار و11 مليار دولار على التوالي بانخفاض يناهز 18%، وبما يدفع إلى التطلع قدماً نحو الارتقاء إلى مستويات أكثر تميزاً بين البلدين الشقيقين، والعمل على تحفيز الاستثمارات المتبادلة والتعاون الثنائي بين الجانبين.

وأشاد معاليه بنتائج زيارة الوفد الاقتصادي العراقي للإمارات في الفترة من 23 إلى 25 مايو الماضي، وانعقاد المنتدى الإماراتي العراقي للتجارة والاستثمار في أبوظبي يوم 18 سبتمبر الماضي، ما أسهم في التمهيد لانعقاد أعمال هذه اللجنة، من خلال تسليط الضوء على سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، وتعزيز التدفقات التجارية والاستثمارية بين بلدينا الشقيقين.

ولفت معالي الدكتور أنور بن محمد قرقاش إلى أهمية توفير البنية اللوجستية والبيئة القانونية الحافزة والمشجعة لتطوير العلاقات الاقتصادية على مستوى التجارة والسياحة والاستثمار، من خلال المزيد من التعاون الثنائي في قطاع الطيران بين البلدين، إضافة إلى التوقيع على اتفاقية حماية وتشجيع الاستثمار، موضحاً أن من شأن توفير هذه الممكنات الدفع بمستوى العلاقات الثنائية إلى مستويات جديدة من التميز والازدهار.

وأشاد معالي وزير الدولة للشؤون الخارجية بمخرجات أعمال هذه اللجنة، وأبرزها الاتفاقيات ومذكرات التفاهم التي تم التوقيع عليها بين البلدين في مختلف المجالات، والتي تؤكد مدى حرص وجدية الجانبين على تعزيز وتطوير العلاقات الثنائية، وفي الوقت ذاته تأكيد أهمية متابعة تنفيذ توصيات اللجنة، ومتابعة توقيع أبرز الاتفاقيات الاقتصادية الرئيسة الداعمة للعلاقات الثنائية بين البلدين.

من جانبه، أشاد الجانب العراقي بالمواقف المشرفة لدولة الإمارات تجاه العراق، ورحب بالمشاركة الفاعلة لدولة الإمارات في القطاعات كافة، خاصة الاستثمارية والاقتصادية.

دعا معالي الدكتور أنور قرقاش الجانب العراقي إلى إيجاد حلول عملية للتحديات التي تواجهها الشركات الإماراتية في العراق.

وقال إن من شأن ذلك الإسهام جوهرياً في تعزيز الاستثمارات الإماراتية في العراق، وتنمية العلاقات التجارية بين البلدين، معرباً في الوقت نفسه عن تطلعات دولة الإمارات إلى وجود قوي للعراق في معرض إكسبو دبي 2020، الذي يعتبر منصة رئيسة للترويج الاقتصادي، وتمكين المؤسسات الصغيرة والمتوسطة من الولوج إلى النوافذ التسويقية الفعالة.