اعتبر مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان زيد رعد الحسين، أمس، أن العملية الأمنية القاتلة التي تشهدها ولاية راخين في ميانمار، تهدف على ما يبدو لتخليص الدولة من أقلية الروهينغا المسلمة. وقال زيد لمجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في جنيف، إن «الوضع الراهن لم يتسن تقييمه بالكامل بعد، ولكن الوضع يبدو كمثال نموذجي للتطهير العرقي».
وأشار مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان إلى أنه أصيب بالفزع من التقارير التي ذكرت أن ميانمار بدأت تزرع ألغاماً على حدودها مع بنغلاديش، وأنه من المسموح للاجئين العودة إلى ديارهم فقط إذا قدموا دليلاً على جنسيتهم، على الرغم من أن معظم أبناء الروهينغا عديمو جنسية. وقال زيد: «هذا الإجراء يشبه حيلة ساخرة تهدف للنقل القسري لأعداد كبيرة من البشر دون احتمالية لعودتهم». وفرّ نحو 313 ألف شخص من الروهينغا إلى بنغلاديش المجاورة الشهر الماضي، بسبب حملة أمنية يقوم بها الجيش الحكومي. ووفقاً لبيانات المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة، فإن نحو 20 ألف شخص في المتوسط وصلوا يومياً إلى بنغلاديش على مدار الأيام الستة عشر الماضية.
من جهتها، أعربت منظمة التعاون الإسلامي عن قلقها العميق إزاء الأعمال الوحشية التي ترتكبها قوات الأمن في ميانمار ضد الروهينغا وحرق منازلهم وأماكن عبادتهم.
وكان رؤساء دول وحكومات الدول الأعضاء بالمنظمة قد عقدوا، أول من أمس، اجتماعاً لمناقشة آخر مستجدات أوضاع الروهينغا في ميانمار على هامش قمة العلوم الأولى في أستانا.
ودعا الاجتماع حكومة ميانمار إلى التعاون بشكل كامل مع بعثة تقصي الحقائق الدولية وتقديم مرتكبيها إلى العدالة.. وحثها على الوفاء بالتزاماتها بموجب القانون الدولي ومعاهدات حقوق الإنسان واتخاذ جميع التدابير الكفيلة بوقف أعمال التشتيت والممارسات التمييزية ضد الروهينغا وحرمانهم من الجنسية فضلاً عن المحاولات المستمرة لطمس هويتهم وثقافتهم الإسلامية.
وأعرب عن القلق إزاء تدفق أعداد هائلة من أبناء الروهينغا إلى بنغلاديش والآثار الأمنية على حكومة بنغلاديش، وحث جميع الدول الأعضاء على تقديم الدعم اللازم لبنغلاديش لمواجهة تدفق اللاجئين على أراضيها.
وعلى صعيد متصل طالب مرصد الإسلاموفوبيا التابع لدار الإفتاء المصرية بتشكيل لجنة دولية لتقصي الحقائق والتحقيق في تعرض أبناء الروهينغا للقتل والاغتصاب والتعذيب على يد قوات الأمن في ميانمار.
ودعا إلى ضرورة التحرك الدولي من خلال جميع المنظمات والهيئات الدولية لوقف عمليات الإبادة الجماعية والتطهير العرقي التي يتعرض لها مسلمو الروهينغا.
كما دعا المرصد في بيان له جميع المنظمات والهيئات الإسلامية على مستوى العالم للتحرك الجماعي والتنسيق التام لفضح أكاذيب سلطات ميانمار وكشف الحقائق أمام الجميع، إضافة إلى الإسراع بتقديم المساعدات الطبية والإنسانية لمسلمي الروهينغا الفارين من عمليات القتل والتهجير إلى الحدود مع بنغلاديش. ووصف مرصد الإسلاموفوبيا، اعتبارَ الأمم المتحدة وضعَ الروهينغا في ميانمار نموذجاً للتطهير العرقي ودعوتها لتقديم المساعدات العاجلة للاجئي الروهينغا في بنغلاديش بأنها خطوة على الطريق الصحيح واعتراف بحقيقة ما يتعرض له مسلمو الروهينغا من مذابحَ وعملياتِ إبادةٍ جماعية ممنهجة.
وكان تقرير للأمم المتحدة صدر أخيراً، واستند إلى مقابلات مع 220 من 75 ألفًا من الروهينغا الذين هربوا إلى بنغلاديش، كشف أن قوات الأمن في ميانمار ارتكبت أعمال قتل واغتصاب جماعي بحق الروهينغا في حملة تصل إلى حد جرائم ضد الإنسانية وربما تطهير عرقي.