دانة الضويحي – الشارقة
نظمت رابطة الأديبات الإماراتيات بالمكتب الثقافي الإعلامي بالمجلس الأعلى لشؤون بالشارقة أمسية شعرية بعنوان “ليلية شعرية” خلال الصالون الثقافي، الذي ضم عضوات الرابطة من مختلف إمارات الدولة، وضيوف من دول عربية متعددة.
وذلك مساء اليوم الأربعاء بمقر المجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة، وبحضور الشيخة عائشة القاسمي و سعادة صالحة عبيد غابش مديرة المكتب الثقافي والإعلامي بالمجلس، والتي أكدت في بداية اللقاء أن رابطة أديبات الإمارات ومنذ تأسيسها وحتى اليوم تسعى جاهدة من خلال عضواتها على الحفاظ الانتاج الادبي وطرح الرؤى وسيكون الشعر حاضراً، وطرح القضايا التي تهم المبدعات وأبرز التحديات التي تواجهم، تراجع المدارس النقدية عن اللحاق بكل ما يطرح على الساحة من صنوف الأدب، وكما يقول عباس محمود العقاد “الشعر نادر ولدى النساء أندر”، وما مدى صدق هذه المقولة وما تأثيرها على مستقبل المنتج الثقافي والأدبي للمبدعات.
وتفصيلاً، شارك في الأمسية الشعرية كل من الشاعرة جميلة الرميحي وحمدة العوضي ومهرة الياسي، وفيحاء محمد قيمة، ووفاء الخازندار.
حيث قدمت الشاعرة جميلة الروحي نصاً بعنوان: شارقة سلطان
أيا شارقة قفي وترجلي
قد جاءك سلطان الخير متواضعا
نبع الحنان وإن حكيت
وصرير الكف يحكي صانعا
بين القلوب وجدت قلبه ينبض
نبض الثقافة والحكمة منابعا
سرد لذات الألمعي
وحديثه لذاكرة الزمان تتابعا
وقفت جوارحي مهللة
بابن القاسمي مسترسلا
هنيئا شارقة العروبة لكِ
سلطان الخير صار معلماً.
كما قرأت الشاعرة حمدة العوضي عدة نصوص منها: زنجبار والتي تقول في مطلعها:
فقولي طاب لي السهر
وغنى الطير والقمر
وهام القلب في وجل
وسار المركب العجل
ولم تقوَ معذبتي على الأوجاع ترتحل
فقولي طاب لي السهر وقولي إنه القدر
وحب في حنايا الروح يستعر
فهل ظلت مراكبنا؟
وهل أعيتك رحلتنا؟
وهل شطت بكِ الأنواء عن ميناء غربتنا؟
أما فيحاء محمد قيمة فأهدت أولى نصوصها لروح الشيخ زايد رحمه الله في قصيدة حملت عنوان رحل فقيد الأمة:
رحل الجواد هن الحياة وزينة
ليكون في أعلى الجنان مقيما
رحل الكريم ابن الكريم مخلفا
آثار جود واضح ونعيما
رحل الأصيل مؤيدا ومباركا
بر أمين بالعباد رؤوما
يبكيه قلبي قبل عيني لوعة
فقد كان قلبا حانيا ورحيما
وأعطى وأبلى للبلاد حضارة
حتى غدونا للنجوم نجوما
قاد البلاد بحكمة وعزيمة
وهيهات ننسى رائدا وزعيما
فإذا الإمارات العظيمة تكتسي
عزا ونور فضيلة وعلوما
والكل يشهد أن زايد فرقد
حاز الريادة قائدا وحكيما
في حين بدأت الشاعرة مهرة الياسي، بحنين البحر أهدتها إلى سمو الشيخة عائشة بنت محمد القاسمي تقول فيها:
حنين الحبر لو يسري على القرطاس
يسطر من خافيا النفس والمكتوم
سمو أفكاري إحساسي مع الهوجاس
وحب في سويدا قلوبنا مزحوم
لشيخة قدرها عالي بين الناس
لها شان ومعزه وطيبات علوم
حنونه تأسر قلوب ويـا الإحساس
رقيّ أخلاق وشموخ يطول نجوم
كما قرأت وفاء الخازندار “الأرملة السوادء” والتي تقول في بدايتها:
في ثياب العرس
شعرها الفاحم
قرب الضفاف
فمها وأنيابها
وتحيك عتمتها
بحجم غابة
تدندن بأروح الأغاني.
وقد تبادل الحضور الأحاديث ووجهات النظر حول عدة قضايا أدبية وثقافية ، وأجمعن على أن النقد الأدبي الحديث لا يمثل ما يطرح لأن المبدع عليه أن يكتب ويبدع ولا يجعل من النقد حائط الصد وإلا لن يكتب شعراً أو أي صنف أدبي.
كما أقررن أن كثرة المشاغل الأسرية والمجتمعية التي يلقيها المجتمع على كاهل المرأة هو السبب الرئيس وراء تراجع مستوى بعض الأديبات ولعل عباس محمود العقاد حينما قال “الشعر نادر ولدى النساء أندر” لم ينتبه لهذا الجانب، كما أنه يتحدث عن عصره فما بالنا إذا كان العقاد حاضراً بيننا.