منذ أكثر من 20 عاماً، انطلقت فكرة القرية العالمية، والتي كانت قائمة على التسوق والترفيه، إلا أن السنوات رسخت مكانتها كونها الوجهة الأولى والنموذج الحي للانفتاح واللقاء وللتسامح بين شعوب العالم أجمع، وليس فقط بين المواطنين والمقيمين، بل بين الزائرين والسائحين والعارضين المشاركين في القرية العالمية، والذين يقدر عددهم بالآلاف، إذ يأتون من دولهم حاملين أفكارا ومعتقدات واتجاهات متنوعة، ولكن جميع الذي هو غير مناسب من بينها تلفظه بيئة الحياة الاجتماعية والثقافية العامة في الإمارات.
وهكذا مثلاً، نجد أفراد الشعوب كافة في لقاء وتبادل ثقافي في أرض الإمارات، كما تتجاور وتلتقي الدول، حتى المتنازعة منها، في مواقع الأجنحة في القرية العالمية بدبي، دون أي تفرقة.
يؤكد أحمد حسين بن عيسى الرئيس التنفيذي للقرية العالمية، أن فكرة قيام القرية العالمية كانت ولازالت وستظل تتركز على إعلاء المحبة والتسامح وترك العنف والكراهية تجاه الآخرين، عبر أكبر تجمع للجاليات والذي قدر بـ203 جنسيات مختلفة.
وبين أن من ضمن المشاركين كل عام في فعاليات القرية العالمية، أشخاصاً قدموا من دول تشهد صراعات وحروباً ونزاعات، إلا أن انعكاسات ذلك ومفاعيله لا يمكن ملاحظتها بطابع سلبي في القرية العالمية، إذ تحولها إلى وئام وود وانفتاح الجميع بين أجنحتها التي تزينت بالمعالم التراثية، والتي تقدم تراثها وحضارتها للعالم بأريحية وفخر لتكون القرية العالمية منصة التسامح العريضة التي تحتضن الجميع بإخاء وتعلمهم احترام الآخر، مهما كان حجم الاختلاف معه.
ويشير بن عيسى إلى أن القرية العالمية أهم معلم ثقافي وسياحي في دولة الإمارات، إلى جانب التسوق والترفيه الذي يقدم للجميع دون تمييز أو محاباة.
إلى جانب تبدي أنواع الفنون والتراث العالمي والإنساني الذي يميز كل دولة عن أخرى، كما أنها توفر فرصة التعرف على الآخر من منظور فني ثقافي، وهو الأمر الذي يعمل على تهدئة وتهذيب النفس، ويخفف من وطأة الضغوط التي تشهدها بعض الدول.
ويلفت بن عيسى إلى أن 75 دولة تتجاور في القرية العالمية، وأن البائعين أصبحوا سفراء لدولهم على أرض القرية العالمية، عبر التعرف على اللغة والعادات والمنتجات التي تميز بلد كل منهم، مبينا أنه لم تسجل أية مشكلات حول اختلاف الجنسيات في القرية العالمية على مدار تاريخها، وإنه بشكل عام، تحظى الأجنحة بعروض يومية متساوية تقدم على مسارحها وتعرض وفق جدول منظمة طول الموسم الحادي عشر، كذلك تقدم القرية العالمية عروضا وحفلات غنائية تضم كافة جنسيات المطربين والفنانين الذين تشارك دولهم في منظومة القرية العالمية، والتي تعتبر وسيلة أخرى للترفيه.
ويؤكد الرئيس التنفيذي للقرية العالمية، أن تقبل الأديان والثقافات والشعوب على اختلافها، نهج أساسي في دولة الإمارات، وأن هذا الأمر ينعكس بالإيجاب على المقيمين والقادمين إلى الدولة، في ظل سيادة القانون الذي يحكم الجميع ويعامل بسواسية، لافتاً إلى أن القرية العالمية نجحت وبجدارة في خلق مناخ عام من التسامح والبهجة والفرحة في نفوس الجميع، بدءاً من الأطفال ومروراً بالشباب وكبار السن والنساء، وأنها أصبحت ملتقى سنوياً يستقطب الملايين من الزوار الذين يستمتعون بمشاهدة معالم العالم متجسدة في دبي وكأنهم يسافرون إلى 75 دولة، دون تحمل عناء السفر.