|  آخر تحديث أكتوبر 14, 2016 , 22:01 م

توافق خليجي تركي في مواجهة أزمات المنطقة


توافق خليجي تركي في مواجهة أزمات المنطقة



عقد وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي بمشاركة معالي الدكتور أنور بن محمد قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية، اجتماعاً مشتركاً في الرياض، أمس، مع وزير الخارجية التركي، مولود جاووش أوغلو في إطار الحوار الاستراتيجي الخامس بين الجانبين، حيث تم التوافق على رؤية مشتركة لأزمات المنطقة.

ففي الملف اليمني نددت دول الخليج وتركيا بالاعتداء الإرهابي الحوثي على سفينة الإغاثة الإماراتية (سويفت)، ورفضت قانون 11 سبتمبر الأميركي (جاستا).

ودانت تصعيد العمليات العسكرية في حلب من قبل النظام ومؤيديه، وحذرت من مشاركة ميليشيات «الحشد الشعبي» الطائفية في معركة الموصل، حيث حظي هذا الملف باهتمام كبير في المؤتمر الصحفي الذي أعقب الاجتماع الذي ندد أيضاً بالتدخلات الإيرانية في المنطقة، بما فيها استمرار احتلالها للجزر الإماراتية الثلاث.

وحذر وزير الخارجية السعودي عادل الجبير من حصول كوارث طائفية في حال مشاركة ميليشيات الحشد الشعبي في معارك تحرير مدينة الموصل.

وقبيل الاجتماع الوزاري التركي الخليجي، عقد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود في الرياض اجتماعا مع وزير الخارجية التركي مولود أوغلو جاووش، استعرضا خلالها العلاقات الثنائية وآفاق التعاون بين البلدين في مختلف المجالات.

 

وقال الجبير خلال مؤتمر صحافي مع نظيره التركي في الرياض عقب اجتماع الحوار الاستراتيجي بين دول الخليج وتركيا: «فيما يتعلق بالحشد الشعبي، هذه مؤسسة ميليشيا طائفية انتماؤها لإيران، سببت مشاكل وارتكبت جرائم في أماكن مختلفة في العراق، وإذا ما دخلت الموصل قد تحدث كوارث».

وأضاف: «من الأفضل على العراق أن تركز وتستخدم جيشها الوطني، وتستخدم أبناء المناطق وتستخدم عناصر ليست محسوبة على إيران ومعروفة بالطائفية المتشددة، إذا أرادت أن تواجه إرهاب داعش وإذا أرادت أن تتفادى سفك الدماء والطائفية بين أولاد العراق الأشقاء».

وقال الجبير: «عندما دخلت هذه الميليشيات الفلوجة ارتكبت جرائم هائلة». مضيفاً أن «ثمة قبور جماعية، هناك اعتداءات على حرمة المنازل، حرمة العوائل، هناك قتل للأبرياء». وتابع: «هذا زاد من التأزم الطائفي في العراق».

وفي البيان الختامي الذي صدر عقب الاجتماع الذي شارك فيه وزراء خارجية ومسؤولون من دول الخليج وتركيا، أعرب الوزراء عن قلقهم حيال خطط إشراك قوات الميليشيات الطائفية في عملية تحرير الموصل الوشيكة، مما قد يؤثر سلباً على استمرارية نجاح العملية ويؤدي إلى صراعات طائفية.

وشدد الوزراء على رفضهم التام لاستخدام أراضي العراق ملاذاً آمناً للجماعات الإرهابية كمنطلق لتنفيذ العمليات الإرهابية، معبرين عن التزامهم بالحفاظ على وحدة واستقرار العراق وسلامته الإقليمية.

ودان الاجتماع الخليجي التركي الاعتداء على السفينة المدنية الإماراتية «سويفت» قرب مضيق باب المندب، بينما كانت تقوم برحلة عادية لنقل المساعدات الإنسانية وإخلاء المصابين المدنيين للعلاج، واعتبر الوزراء ذلك عملاً إرهابياً يهدد الملاحة الدولية قرب باب المندب، ويتنافى مع قوانين الملاحة الدولية، ويقوض الجهود الإقليمية والدولية التي تبذل لإرسال المساعدات الإغاثية إلى الجمهورية اليمنية.

كما أكدوا الالتزام الكامل بوحدة اليمن واحترام سيادته واستقلاله، ورفض أي تدخل في شؤونه الداخلية، كما أكدوا أهمية التوصل إلى حل سياسي، وفق المرجعيات الأساسية.

 

كما أعربت دول الخليج وتركيا عن رفضها لإقرار الكونغرس الأميركي قانون «جاستا» كونه يخالف مبادئ القانون الدولي، وخاصة مبدأ المساواة والعدالة بين الدول، الذي ينص عليه ميثاق الأمم المتحدة. وأكد الوزراء ضرورة التوصل إلى اتفاق سلام عادل ودائم وشامل يفضي إلى قيام دولة فلسطينية مستقلة ومتماسكة على أساس قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.

 

وحول الملف السوري، دانوا تصعيد العمليات العسكرية في حلب من قبل النظام ومؤيديه من قصف جوي عشوائي ضد السكان المدنيين، باعتبارها عدواناً سافراً يخالف القوانين الدولية والمبادئ الإنسانية والأخلاقية. ودعا الوزراء المجتمع الدولي إلى استنكار الجرائم البشعة التي ترتكب ضد أبناء حلب والمدن السورية كافة. كما أكد الوزراء دعمهم لجهود التحالف الدولي والعمليات الأخرى ضد جميع المنظمات الإرهابية.

 

ودعا البيان الختامي إيران إلى عدم التدخل في الشؤون الداخلية لدول المنـــــطقة، وأن تقوم العلاقات بين جميع الدول في المنطقة على الالتزام بميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي، وبمبادئ حسن الجوار، واحترام السيادة الوطنية للدول.

وحل النزاعات بالطرق السلمية، والاستجابة لمساعي الإمارات العربية المتحــــدة لحل قضية الجزر الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى من خلال المفاوضات المباشرة أو إحالتها إلى محكمة العدل الدولية.

 

أكد مجلس التعاون لدول الخليج العربية تضامنه مع تركيا في مواجهتها لمحاولة الانقلاب الفاشلة التي وقعت في 15 يوليو الماضي، وعبروا عن دعمهم للإجراءات التي تتخذها بهذا الشأن، بما في ذلك جهودها في مواجهة تنظيم أتباع فتح الله الإرهابي المتورط في محاولة الانقلاب.

 

حول الوضع في ليبيا، رحبت دول الخليج وتركيا بنتائج الاجتماع الوزاري حول ليبيا الذي عقد في نيويورك في 22 سبتمبر الماضي، والذي أكد دعمه لحكومة الوفاق الوطني في ليبيا، بصفتها الحكومة الشرعية الوحيدة في البلاد، مؤكدين مساندتهم للجهود الرامية للقضاء على تنظيم داعش في ليبيا.


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Facebook Auto Publish Powered By : XYZScripts.com