نجحت القوات الموالية لحكومة الوفاق الليبية في السيطرة على مقرات حكومية جديدة في مدينة سرت، واقعة بين الحيين السكنيين 1 و2 على شاطئ البحر في المدينة، فيما نفذ تنظيم داعش 9 هجمات انتحارية بسيارات مفخخة ودراجات نارية وأحزمة ناسفة في محاولة منه للحؤول دون خسارته الحي رقم 2 في المدينة الساحلية وهو ما لم يتحقق له في النهاية. بينما نفذت واشنطن 48 ضربة جوية ضد التنظيم في سرت منذ بداية حملتها.
وقال الناطق باسم غرفة عمليات «البنيان المرصوص» المدعومة من المجلس الرئاسي الليبي العميد محمد الغصري، إن قواته تمكنت من السيطرة على مقرات حكومية جديدة في مدينة سرت واقعة بين الحيين السكنيين 1 و2 على شاطئ البحر في المدينة.
وأوضح الغصري أن قواته أحكمت السيطرة على مقرات مراقبة التربية والتعليم وجمعية الهلال الأحمر فرع سرت، وجمعية بيت الشباب وثانوية عقبة للبنين، ومكتب الامتحانات ومكتب مصلحة الأرصاد الجوية ومكتب شركة البنية التحتية لهاتف ليبيا بسرت.
وكشف الغصري أنه خلال المعارك لجأ التنظيم إلى سلاح الانتحاريين بكثرة، إذ إنه أرسل خمس سيارات مفخخة، ودراجة نارية مفخخة هي الأخرى، وثلاثة انتحاريين بأحزمة ناسفة. وأوضح أن انتحارياً فجّر سيارته المفخخة على مقربة من تجمع للمقاتلين والصحافيين في الحي قرب مبنى الهلال الأحمر. وانفجرت السيارة على بعد نحو عشرة أمتار فقط من عدد من المصورين الذين لم يصبهم أذى، فيما تم القضاء على 55 مسلحاً من التنظيم.
في غضون ذلك، ارتفع عدد الضربات الجوية الأميركية ضد مواقع تنظيم «داعش» في مدينة سرت الساحلية، إلى 48 ضربة جوية منذ بداية الشهر الجاري.
وقالت قيادة القوات الأميركية في إفريقيا «أفريكوم»، في بيان أمس: «إن القوات الأميركية نفذت 48 ضربة جوية، مستهدفة آليات ومواقع داعش في مدينة سرت».
وجاءت آخر الضربات الجوية، أول من أمس، ودمرت عربة وأربع مواقع تابعة للتنظيم وسط سرت، آخر معاقل «داعش» في ليبيا. وجاءت جميع الضربات بالتنسيق مع المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني.
إلى ذلك، سيطرت ميلشيات مسلحة على مواقع إدارية وأمنية كانت خاضعة لجماعة الإخوان، فيما انتشرت في طرابلس ملصقات ولافتات مناهضة لجماعة الإخوان وللمفتي المعزول الصادق الغرياني.
وقالت مصادر مطلعة لـ«البيان»، إن مواجهات معلنة تشهدها العاصمة الليبية منذ الأسبوع الماضي، بين أجنحة متصارعة من قوى الإسلام السياسي، وصل صداها إلى منابر المساجد التي عرفت الأسبوع الماضي تبادلاً للاتهامات بين موالين لمفتي الإخوان الصادق الغرياني وآخرين يوالون عبدالرؤوف كارة قائد ميلشيات الردع المسلحة.
وقال السفير البريطاني إلى ليبيا، بيتر ميليت، إن مكافحة تنظيم «داعش» أولوية لدى المجتمع الدولي وليبيا، معتبراً أنه عدو مشترك لكل الليبيين ومكافحته المشتركة في كل أنحاء البلاد مهمة، خصوصاً في سرت وبنغازي. وأضاف ميليت في تغريدات عبر حسابه الشخصي بموقع «تويتر»: «إن المجلس الرئاسي تسلم تركة كبيرة من أيام الديكتاتورية والثورة، ولكن لديه الإرادة السياسية لحل المشاكل».