أشاد جو بايدن، نائب الرئيس الأميركي بإنجازات دولة الإمارات العربية المتحدة في مجال التطوير الحكومي، وقال إن تلك الإنجازات وما أهّل لها من مبادرات ومشاريع تصب في تفعيل هذا التوجّه الاستراتيجي، تعد نموذجاً يحتذى على مستوى المنطقة، منوهاً أن دعم دولة الإمارات للابتكار وتضمينه كركيزة رئيسة في عملية الارتقاء بكفاءة العمل الحكومي ومخرجاته ضمن شتى القطاعات بشقيه الكمي والنوعي، يعكس فكراً متطوراً يستشرف المستقبل.
جاء ذلك خلال زيارة نائب الرئيس الأميركي إلى مقر “مركز محمد بن راشد للابتكار الحكومي” أمس “الثلاثاء” بحضور معالي محمد عبدالله القرقاوي، وزير شؤون مجلس الوزراء والمستقبل، ومعالي ريم بنت إبراهيم الهاشمي، وزيرة الدولة لشؤون التعاون الدولي، ومعالي شما المزروعي، وزيرة الدولة لشؤون الشباب، وسعادة يوسف مانع العتيبة، سفير دولة الإمارات لدى الولايات المتحدة الأمريكية، وسعادة باربارا اليف، سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية لدى الدولة، وهدى الهاشمي، رئيس مركز محمد بن راشد للابتكار الحكومي.
وتعرّف نائب الرئيس الأميركي خلال الزيارة على اختصاصات المركز والأهداف التي تأسس من أجلها في ضوء اهتمام القيادة الرشيدة لدولة الإمارات بإرساء البيئة الداعمة وتوفير الظروف المواتية لإنجاح مسارات التطوير الحكومي عبر قنوات عدة؛ من أبرزها بناء شبكة شراكات عالميّة مع أهم الجامعات، والمعاهد المتخصّصة والمنظّمات الدوليّة المعنية بعملية تطوير العمل الحكومي وإقامة جسور فعالة للتواصل وتبادل التجارب في مجال الابتكار الحكومي.
وقد أثنى بايدن على دور المركز وأهدافه، معرباً عن تقديره لما يصبوا إلى تحقيقه من أهداف تترجم رؤية القيادة الرشيدة لدولة الإمارات لمستقبل العمل الحكومي في خدمة المجتمع، وما يمكن توفيره لها من مسارات التقدم باعتماد فكر الابتكار والإبداع، منوهاً بالاهتمام الواضح الذي توليه الدولة لقطاع الشباب وحرصها على إشراكه من الجنسين في مسيرة التطوير، وكذلك الدعم الكبير الذي تحظى به المرأة في دولة الإمارات؛ الأمر الذي مكنها من الوصول إلى مناصب رفيعة ضمن دوائر صنع القرار علاوة على تواجدها ضمن مختلف ميادين العمل فيها.
وتحدّث نائب الرئيس الأميركي عن علاقات التعاون الوثيقة التي تجمع دولة الإمارات ببلاده، مشيراً إلى توافق رؤى الجانبين في العديد من المجالات ومن بينها توفير الفرص للشباب وتمكينهم من لعب دور إيجابي ملموس في المجتمع لاسيما على صعيد التحديث والتطوير بإعداد البيئة الداعمة وتوفير المحفزات اللازمة لتشجيعهم على ممارسة هذا الدور والتميز فيه، إضافة إلى اهتمام كل من الإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية بمنح الشباب فرصة الاطلاع على ثقافات العالم والانفتاح عليها وإقامة جسور فعالة للتواصل فيما بينها ما يحقق مزيداً من التقارب بين الشعوب، لاسيما وأن دولة الإمارات تعتبر نموذجاً فريداً في التنوع الثقافي الذي يُعد من أبرز مميزات مجتمعها الذي تعيش فيه جاليات أجنبية عديدة بتناغم وتفاهم كاملين.
وأشار جو بايدن إلى اتفاق البلدين حول العديد من الموضوعات الحيوية، ومن أهمها حماية البيئة خصوصاً باتباع سبل التنمية المستدامة وتطبيق حلول الطاقة النظيفة بهدف تقليل نسب الانبعاثات الكربونية سعياً لضمان بيئة نظيفة خالية من الملوثات للأجيال الحالية والمستقبلية.
وقال إنه وجد في الإمارات العديد من الشباب الإماراتيين المتحمسين لهذا الفكر والقادرين على المشاركة الإيجابية في تحقيق أهدافه لاسيما وأن دولة الإمارات تكفل لهم مختلف الظروف التي تمكنهم من الاضطلاع بهذه المسؤولية الكبيرة بما لها من انعكاسات إيجابية ليس فقط على مستوى دولة الإمارات ولكن ضمن الجهد الإنساني الأشمل في الحفاظ على مستقبل كوكب الأرض.
كما التقى جو بايدن، نائب الرئيس الأميركي خلال زيارته إلى مقر مركز محمد بن راشد للابتكار الحكومي بمجموعة من رواد الأعمال والقيادات الإماراتية الشابة، حيث أكد أهمية مشاركة القطاع الخاص في عملية التطوير الشاملة وإشراك الشباب وحثّهم للقيام بمسؤولياتهم، مشيراً إلى نجاح التجربة الإماراتية في هذا الصدد من خلال استراتيجيتها القائمة على تعزيز مبدأ الشراكة بين القطاعين الخاص والحكومي نحو تحقيق الأهداف التنموية المنشودة، وإعداد البيئة الملائمة والمشجّعة لرواد الأعمال الشباب وتحفيزهم على الابتعاد عن الفكر التقليدي المتمثل في البحث عن وظيفة، والأخذ بزمام المبادرة بإطلاق مشاريعهم الخاصة، بما لذلك من أثر في دفع عجلة التنمية الاقتصادية.