|  آخر تحديث أغسطس 8, 2024 , 16:44 م

قارورة عطر


قارورة عطر



عطري الأثير يسبق حضوري المحبّب بين أحبتي ومن كنت عندهم بالاهتمام والحبّ أحظى. قارورة عطري عزّ الحصول عليها في وقت أجدبت الأسواق وصارت الأولويات لغير العطر تحسب. فرحت أداريها كوليد غضّ أخاف عليه من أناملي إن هي على وجهه مرّت. يأخذني شذاها للحظات لطيفة بها أسعد، يشعرني براحة رغم التعب فيجعل اجتياز نهاري أسهل.

 

 

في لحظة انشغالي بالتفكير في أمر هو من حرصي عليها أعظم، سقطت من يدي وتبعثرت أجزاؤها في كل مطرح. وبشكل لا شعوري، أحسست بعيني تدمع وكأنني فقدت لتوي عزيزاً على استعادته لن أقدر.

انحنيت أجمع قطع الزجاج، فأدميت يدي من دون أن أحفل. انسكب على الأرض عطري وفاحت رائحته فرحت بالذاكرة وراءها أسرح. جاءتني أمّي مسرعة وراحت لحالي تضحك، تعدني بأنها ستجلب لي منها اثنتين أو أكثر، فهي تعرف المصدر بعدما أمسكت يدي وركّزت نظراتها في عينيّ وكأنها أفكاري تقرأ إن كل يوم لدي جميل يُكسر أخاف عليه ألا يجبر.

 

 

قالت وصوتها ما زال في أذني يتردّد: انكسرت القارورة وعطرك من حبسه تحرّر وتسرّب في أنحاء غرفتك وبها لوقت طويل تعشق، فلا ضير في كسر وإن كان لا يجبر، تحملنا نتائجه لواقع أفضل حسبنا أننا بإرادة قوية للتغيير نسعى وبثقة بالذات عن الصغائر نترفع، وبعدها بقضاء الله وقدره نقبل.

 

 

بقلم: رشا المارديني 


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Facebook Auto Publish Powered By : XYZScripts.com