أعلنت الرئاسة الفرنسية أن باريس تدرس اتخاذ تدابير أخرى لفرض عقوبات على المستوطنين الإسرائيليين المذنبين بارتكاب أعمال عنف ضد مدنيين فلسطينيين في الضفة الغربية، وذلك بعد مكالمة هاتفية بين الرئيس إيمانويل ماكرون وملك الأردن عبد الله الثاني.
وقالت الرئاسة الفرنسية في بيان، أمس، إنه «فيما يتعلق بالضفة الغربية، دان الزعيمان بشدة الإعلانات الإسرائيلية الأخيرة في مجال الاستيطان التي تتعارض مع القانون الدولي».
وأضافت أن ماكرون «ذكّر بأنه تم اتخاذ إجراءات أولى ضد مستوطنين مذنبين بارتكاب أعمال عنف ضد مدنيين فلسطينيين»، مشيراً إلى أن فرنسا تدرس إجراءات أخرى بالتشاور مع شركائها.
وفي فبراير، كشفت باريس أنها تبنَّت عقوبات ضد 28 مستوطناً إسرائيلياً متطرفاً مذنبين بارتكاب أعمال عنف ضد مدنيين فلسطينيين في الضفة الغربية. وهؤلاء الأفراد الـ28 مستهدفون بحظر إداري يمنعهم من دخول الأراضي الفرنسية، وفقاً لوزارة الخارجية.
والأسبوع الماضي، فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على أربعة مستوطنين إسرائيليين ومجموعتين من الناشطين الإسرائيليين المتطرفين بسبب العنف ضد فلسطينيين في الضفة الغربية والقدس.
من جهة ثانية، ناقش ماكرون والملك عبد الله الثاني الوضع الإنساني الكارثي في غزة، معربين عن قلقهما العميق إزاء احتمال شنّ هجوم إسرائيلي على رفح، إلى حيث لجأ أكثر من 1,5 مليون شخص، وجدَّدا معارضتهما هذه العملية.
وأضافت الرئاسة الفرنسية أن كليهما شدد على ضرورة وقف فوري ودائم لإطلاق النار، من أجل السماح بإيصال المساعدات الطارئة على نطاق واسع وحماية السكان المدنيين.
كما ذكّر ماكرون بأن إطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم حماس أولوية مطلقة لفرنسا.
كانت وزارة الصحة الفلسطينية قد أعلنت، السبوع الماضي، أن القوات الإسرائيلية قتلت فتى فلسطينياً وأصابت ثلاثة آخرين خلال اقتحام مدينة نابلس في الضفة الغربية المحتلة اليوم.
وأدى مقتل الفتى يزن اشتية (17 عاماً) إلى ارتفاع عدد الفلسطينيين الذين قتلتهم القوات الإسرائيلية أو المستوطنين المسلحين منذ يوم الجمعة إلى ستة، وذلك في الوقت الذي أبلغت فيه السلطات الفلسطينية عن زيادة هجمات المستوطنين في أنحاء الضفة الغربية.
وقال متحدث باسم شرطة الحدود الإسرائيلية إن قوات سرية من شرطة الحدود، بالتعاون مع الجيش الإسرائيلي، نفَّذت عملية في مدينة نابلس لاعتقال مشتبه به.
وذكر المتحدث أنه خلال العملية وقعت أعمال شغب ألقى خلالها شخص عبوة ناسفة على القوات فقتلته الوحدة السرية بالرصاص.
وقال مسعفون ومدنيون إن مئات من المستوطنين اليهود المسلحين داهموا قرى فلسطينية قرب مدينة رام الله في مطلع الأسبوع، وأغلقوا طرقاً وأضرموا النار في منازل وسيارات وأطلقوا النار على مدنيين.
وقالت السلطات الإسرائيلية إن التصعيد بدأ بعد اختفاء فتى إسرائيلي يبلغ من العمر 14 عاماً في الضفة الغربية. وعُثر على جثته يوم السبت فيما اشتبهت إسرائيل بأنه هجوم مسلح.
وتصاعد العنف في الضفة الغربية بالفعل قبل الحملة العسكرية الإسرائيلية على غزة رداً على هجوم «حماس» على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر. وتفاقم العنف منذ ذلك الحين مع تكثيف المداهمات العسكرية الإسرائيلية، وممارسة المستوطنين للعنف، وهجمات الفلسطينيين في الشوارع.