أعلنت الهيئة العليا للمفاوضات الممثلة لأطياف واسعة من المعارضة السورية، أمس “السبت”، عن موافقتها على هدنة شرط الحصول على ضمانات دولية بوقف العمليات العسكرية من حلفاء النظام السوري.
وأكد المنسق العام للهيئة رياض حجاب في بيان: “إن الفصائل أبدت موافقة أولية على إمكانية التوصل إلى اتفاق هدنة على أن يتم ذلك وفق وساطة دولية وتوفير ضمانات أممية بحمل روسيا وإيران والميليشيات الطائفية ومجموعات المرتزقة التابعة لها على وقف القتال”.
وتضم الهيئة ممثلين عن المعارضة والفصائل المقاتلة.
وكان مصدر مقرب من محادثات السلام السورية التي تجرى في جنيف قال في وقت سابق إن المعارضة السورية وافقت على هدنة لمدة أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع إذا أوقفت روسيا حملة الضربات الجوية على سوريا، مشيراً إلى أن الهدنة ستكون قابلة للتجديد وتدعمها كل الأطراف باستثناء تنظيم “داعش”.
وتأتي موافقة الفصائل، بحسب البيان “ضمن رغبتها الأكيدة في الاستجابة للجهود الدولية المخلصة لوقف نزيف الدم السوري”.
وأشار البيان إلى أنه “لن يتم تنفيذ الهدنة إلا إذا تم وقف القتال بصورة متزامنة بين مختلف الأطراف في آن واحد، وتم فك الحصار عن مختلف المناطق والمدن وتأمين وصول المساعدات الإنسانية لمن هم في حاجة إليها وإطلاق سراح المعتقلين وخاصة من النساء والأطفال”.
ويأتي تصريح حجاب إثر اجتماع عقده مع ممثلي الفصائل المقاتلة التي تشهد تقهقراً متزايداً أمام تقدم الجيش السوري بدعم من الطيران الروسي، وبخاصة في محافظة حلب (شمالا).
وكان حجاب أعلن في الثاني عشر من فبراير الحالي أن “إقرار الهدنة المؤقتة التي تهدف لإيقاف الأعمال العدائية ضد السوريين، مشروطة بموافقة الفصائل الجنوبية والشمالية في الجبهات”.
وفي اليوم نفسه اتفقت القوى الكبرى في ميونيخ على وقف الأعمال العدائية في سوريا خلال أسبوع وعلى تعزيز إيصال المساعدات الإنسانية.
وبدأت الضربات الجوية الروسية في سبتمبر لإنقاذ قوات الحكومة السورية بعدما ظلت المعارضة المسلحة تحقق المكاسب لأشهر. وأدت الضربات إلى تحويل دفة الحرب لصالح رئيس النظام السوري بشار الأسد.
وفشلت عدة محاولات للاتفاق على هدنة في الشهور الأخيرة.
وقال المصدر إن الرسالة الواضحة هي أن المعارضة مستعدة لدخول هدنة لأسبوعين أو ثلاثة وإن هذا قابل للتجديد إذا كانت الظروف مواتية وكان الجانبان على استعداد لتجديدها.
وترأس روسيا والولايات المتحدة بشكل مشترك اجتماعاً للأمم المتحدة في جنيف يهدف إلى محاولة تأمين وقف للأعمال القتالية في سوريا.
وقال دبلوماسيون الجمعة إن مسؤولين عسكريين أميركيين وروساً اجتمعوا قبل الاجتماع الموسع.