إن دولة الإمارات ماضية بثبات وعزيمة في دعمها القضية الفلسطينية.. منذ قيام دولة الاتحاد في عهد مؤسسها وباني نهضتها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي قدم الكثير من أجل الفلسطينيين وقضيتهم العادلة، سواء أكان دعماً سياسياً أم مادياً أم معنوياً، والتاريخ خير شاهد على ذلك.. لأن السياسة الخارجية لدولة الإمارات تجاه القضية الفلسطينية تنطلق من نهج سياستها الخارجية القائمة على ثوابت أخلاقية وإنسانية ودينية راسخة لن تغيرها المتغيرات ولا التحولات ولا الأحداث الجارية على الساحة.. إنما الهدف الأساسي والأهم لتلك السياسة هو: «دعم الشعب الفلسطيني ككل وليس تياراً معيناً، حيث تركز دولة الإمارات في دعمها للشعب الفلسطيني على القطاعات التنموية والحيوية المهمة.. والتي تتصل مباشرة بحياة الفلسطينيين، من أجل تحسين معيشتهم والنهوض بمستقبلهم، فعلى مدى سنوات قدمت دولة الإمارات المليارات لدعم القضية الفلسطينية وتحسين الأوضاع المعيشية والصحية للفلسطينيين، وما زالت يد الخير الإماراتية تغيث الفلسطينيين وبصفة مستمرة ودائمة ومع ما يحتاجه الشعب من مساعدات عاجلة بسبب تعرضه لمآسي العدوان المتكررة.
وفي مارس من هذا العام، وجه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، بتقديم ثلاثة ملايين دولار لدعم إعادة إعمار بلدة حوارة الفلسطينية والمتضررين من الأحداث الأخيرة والتي تنفذ من قبل: دائرة البلديات والنقل – أبوظبي بالتعاون مع نادي الصداقة الإماراتي ـ الفلسطيني، وذلك في إطار الجهود الإنسانية التي تبذلها دولة الإمارات لدعم الشعب الفلسطيني الشقيق.
وها هي مجدداً «أيادي العطاء الإنساني المتجذر في دولة الخير تمتد لأهالي بلدة جنين» المتضررة من العدوان الإسرائيلي الأخير على مخيمها.. حيث أبلغ سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية في اتصال هاتفي مع مفوّض وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا» بأن دولة الإمارات قررت بناءً على توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، فتح حساب مشترك والمساهمة بمبلغ 15 مليون دولار أمريكي لدعم عمليات الوكالة وخدماتها، ولتوفير المساعدات العاجلة للأسر الفلسطينية، وخاصة إعادة تأهيل الخسائر في مدينة جنين ومخيمها والتي شهدت خلال الفترة الماضية اعتداءات إسرائيلية كان لها تداعيات على آلاف الأشخاص.
مؤكداً سموه التزام دولة الإمارات الثابت بدعم وكالة «أونروا» ومساعدتها على تجاوز التحديات التي تواجه أداءها العمليات الموكلة إليها من قبل الأمم المتحدة، وأداء رسالتها السامية في تحسين أوضاع اللاجئين الفلسطينيين وتوفير الحياة الكريمة لهم.
إنه وعلى مدار 15 عاماً من الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة، كانت دولة الإمارات العربية المتحدة سبّاقة ومتواصلة باستمرار في دعم صمود شعب القطاع والتخفيف من معاناته… وخير دليل على ذلك: التوقيع مع وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى «أونروا» اتفاقية تعاون بـ 40.4 مليون درهم واتفاقية تعاون ثلاثي بين وزارة الخارجية والتعاون الدولي و«أونروا» ومؤسسة دبي العطاء بـ 14.6 مليون درهم لدعم برامج التعليم لـ«أونروا» في قطاع غزة، وذلك بهدف ضمان استمرار حصول الطلاب والطالبات في فلسطين على التعليم الأساسي في بيئة مدرسية ملائمة تتوفر فيها أساسيات التعليم من خلال مدارس «أونروا».
ومن المؤكد أن المنحة الإماراتية تعزز من سير العملية التعليمية في قطاع غزة بما في ذلك تطوير أساليب ومناهج التعليم وتطوير المهارات من خلال توفير مختلف أنواع المواد التعليمية لما يقرب من 15173 طفلاً من أطفال اللاجئين الفلسطينيين، كما تهدف المنحة إلى تمكين «أونروا» من توفير بيئة تعليمية آمنة لأطفال اللاجئين الفلسطينيين من خلال الحفاظ على المرافق المدرسية نظيفة وصحية.
كما توفر أيضاً المواد التعليمية وتوزيع القرطاسية والحقائب المدرسية وغيرها من المستلزمات لجميع الطلاب والطالبات من اللاجئين الفلسطينيين في القطاع، والذي من شأنه أن يخفف عن الطلبة وأهاليهم أعباء مالية إضافية مع بداية كل عام دراسي خصوصاً وأن الكثير من الأسر في قطاع غزة تعاني من الفقر المدقع.
حفظ الله دولة الخير والعطاء، وأدام عزها ومجدها ونعمها، وأعان الله بفضله وعونه الشعب الفلسطيني الشقيق المقهور والمغلوب على أمره.
د. موزة العبار