أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، أن دولة الإمارات تولي أهمية كبيرة لعلاقاتها مع البرازيل، في إطار استراتيجيتها الهادفة إلى تعزيز علاقاتها مع دول أمريكا اللاتينية، خاصة في المجالات التنموية، ودفع التنمية المستدامة.
جاء ذلك خلال جلسة محادثات رسمية، عقدها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، ولويس ايناسيو لولا دا سيلفا رئيس جمهورية البرازيل الاتحادية الصديقة، تناولت مختلف جوانب العلاقات الثنائية، وسبل تعزيزها، في إطار الشراكة الاستراتيجية التي تجمع البلدين، وحرصهما على الدفع بها إلى آفاق أرحب تخدم مصالحهما المتبادلة.
وقال سموه: «إننا في دولة الإمارات، نتطلع بكل سرور إلى مواصلة العمل المشترك معكم، لتعزيز العلاقات الثنائية، والبحث عن فرص استثنائية تخدم مصالح البلدين».
وأكد سموه أن الشراكة الاستراتيجية القائمة بين دولة الإمارات وجمهورية البرازيل منذ سنوات، تجسد المستوى المتقدم الذي وصلته علاقاتهما الثنائية والإرادة المشتركة لتنميتها، ودفعها إلى الأمام.. مشيراً إلى أن البلدين يحتفيان العام القادم بمرور 50 عاماً على إقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما، والتي بدأت عام 1974.
وأضاف سموه أن دولة الإمارات حريصة على تعزيز هذه الشراكة، خاصة في مجالات التجارة والتكنولوجيا والاستثمار، إضافة إلى الزراعة والطاقة المتجددة والأمن الغذائي، وغيرها من القطاعات الحيوية ذات الأهمية لتحقيق التنمية المستدامة.
وأكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.. أن لدى دولة الإمارات وجمهورية البرازيل الاتحادية اهتماماً كبيراً بشأن قضية التغير المناخي، والدعوة المشتركة إلى بناء موقف جماعي دولي في التعامل معه، وهو ما يعزز التعاون بين البلدين في هذا المجال.
وأشار سموه في هذا السياق، إلى أن البرازيل كانت الدولة المضيفة لــ «قمة الأرض»، التي عقدت خلال عام 1992، وتعد أهم محطة في تاريخ التعامل الدولي مع قضية التغير المناخي، وعلاقته بالتنمية المستدامة.. وقال سموه إنه في هذا الإطار.. نتطلع إلى مشاركة إيجابية للبرازيل في مؤتمر الأطراف «كوب 28».
ورحب سموه – في بداية الجلسة، التي جرت أمس في قصر الوطن – بالرئيس البرازيلي والوفد المرافق له في دولة الإمارات، معرباً عن تطلعه لأن تشكل زيارته للدولة – التي تعد الأولى بعد توليه مهامه الرئاسية – دفعة قوية لمسار العلاقات المتنامية بين البلدين في مختلف المجالات.. وأشار إلى أن الزيارة تجسد حرص الرئيس البرازيلي على تعزيز التعاون مع المنطقة عامةً، ودولة الإمارات خاصةً.
واستعرض سموه ورئيس البرازيل، مسارات التعاون والعمل المشترك، خاصة في الجوانب الاقتصادية والتجارية والتنموية، إلى جانب مجالات التكنولوجيا والعمل البيئي والتغير المناخي والطاقة المتجددة والأمن الغذائي، وغيرها من أوجه التعاون التي تتماشى مع جهود تحقيق التنمية المستدامة في البلدين، وتحظى باهتمامهما المشترك.
وتبادل الجانبان وجهات النظر بشأن القضايا الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك، والتنسيق لدعم السلام والاستقرار في العالم، خاصة في ظل عضوية البلدين الحالية في مجلس الأمن الدولي.
وتطرقت المباحثات إلى مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ «كوب 28»، الذي تستضيفه دولة الإمارات نهاية العام الجاري، وفرص تعزيز التعاون بين البلدين في هذا الشأن.. إلى جانب ضرورة تكثيف العمل الجماعي الدولي، والتضامن لمواجهة خطر التغير المناخي.
شكر وتقدير
من جانبه، عبّر لويس ايناسيو لولا دا سيلفا، خلال الجلسة.. عن شكره وتقديره لصاحب السمو رئيس الدولة، لحسن الاستقبال وكرم الضيافة اللذين حظي بهما، والوفد المرافق منذ وصوله الدولة.
كما عبّر عن سعادته بزيارة دولة الإمارات للمرة الثانية، مستذكراً زيارته الأولى قبل حوالي 20 عاماً، وحفاوة الاستقبال التي استقبل بها من قبل المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه».
وقال إن الشراكة بين البلدين قوية ومتنوعة في العديد من المجالات، أهمها التكنولوجيا والعلوم والابتكار والبنية التحتية.. مؤكداً حرصه على تعزيز المصالح المشتركة مع دولة الإمارات، وتحقيق الأهداف المرجوة للشراكة الاستراتيجية بين البلدين الصديقين.
وأضاف الرئيس البرازيلي أن دولة الإمارات والبرازيل، عنصران فاعلان في منطقتيهما، وتؤمنان بأهمية الحوار، والتوافق في الوصول إلى الحلول لمختلف القضايا.
وهنأ الرئيس البرازيلي.. صاحب السمو رئيس الدولة، بمناسبة شهر رمضان، متمنياً لدولة الإمارات النجاح والتوفيق في استضافة «COP28»، والوصول إلى نتائج مهمة للتغير المناخي، بما يسهم في تلبية متطلبات الحفاظ على البيئة، ومعالجة القضايا الاقتصادية، خاصة في الدول النامية.
وأكد صاحب السمو رئيس الدولة والرئيس لويس ايناسيو لولا دا سيلفا، في ختام المباحثات..الحرص المشترك على تنمية العلاقات الإماراتية – البرازيلية، والارتقاء بها، خاصة في المجالات الحيوية ذات الأهمية للتنمية في البلدين، وفي مقدمها التكنولوجيا والطاقة المتجددة والزراعة والأمن الغذائي وغيرها.
وسجل الرئيس البرازيلي كلمة في سجل كبار الزوار، أعرب خلالها عن تمنياته لعلاقات البلدين مزيداً من التطور والازدهار.
كما شهد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولويس ايناسيو لولا دا سيلفا، خلال اللقاء، تبادل عدد من مذكرات التفاهم، إضافة إلى بيان مشترك في مجال العمل المناخي.
فقد تبادل سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي، وكارلوس سيرجيو سوبرال دوارتي نائب وزير الخارجية لشؤون أفريقيا والشرق الأوسط في البرازيل.. مذكرة تفاهم بين أكاديمية أنور قرقاش الدبلوماسية، ومعهد ريو برانكو للتعاون في مجال التدريب الدبلوماسي.
وتبادلت معالي ريم بنت إبراهيم الهاشمي وزيرة دولة لشؤون التعاون الدولي، وسعادة أندريه أرانا كوريا دو لاغو نائب وزير الخارجية لشؤون المناخ والبيئة والطاقة.. مذكرة تفاهم بين حكومتي دولة الإمارات والبرازيل، بشأن التعاون في مجال العمل المناخي.. إلى جانب تبادلهما بياناً مشتركاً بين الإمارات والبرازيل، لتعزيز الطموحات في العمل متعدد الأطراف في مجال تغير المناخ.
وتبادل خلدون خليفة المبارك العضو المنتدب الرئيس التنفيذي لشركة «مبادلة»، مع جيرونيمو رودريغيز حاكم ولاية باهيا، مذكرة تفاهم بين الولاية و«ريفيناريا دي ماتريبي» /«مشروع ماكاوبا».
وقد أقام صاحب السمو رئيس الدولة مأدبة إفطار، تكريماً لرئيس البرازيل والوفد المرافق.
وكان صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، قد استقبل أمس لويس إيناسيو لولا دا سيلفا رئيس جمهورية البرازيل الاتحادية الصديقة، الذي يقوم بزيارة رسمية إلى الدولة، ترافقه السيدة الأولى جانجا لولا دا سيلفا.
وجرت للرئيس لويس إيناسيو مراسم استقبال رسمية، لدى وصول موكبه قصر الوطن في العاصمة أبوظبي، حيث أطلقت المدفعية 21 طلقة، واصطفت ثلة من حرس الشرف، تحية وترحيباً بالرئيس البرازيلي.
واصطحب صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، الرئيس الضيف، إلى منصة الشرف، وعزف السلام الوطني للبرازيل.
ورافق موكب ضيف البلاد عدد من الفرسان على صهوات الخيول العربية الأصيلة في ساحة القصر، فيما حلق فريق «فرسان الإمارات» الوطني للاستعراضات الجوية في سماء القصر، مشكلاً لوحة بعلم البرازيل.
حضر الاستقبال واللقاء والمأدبة.. سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير ديوان الرئاسة، وسمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي، وسمو الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان نائب حاكم إمارة أبوظبي، وسمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل حاكم أبوظبي في منطقة الظفرة.
ومعالي صقر غباش رئيس المجلس الوطني الاتحادي، والفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الداخلية، وسمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي، وسمو الشيخ حمدان بن محمد بن زايد آل نهيان، ومعالي الشيخ محمد بن حمد بن طحنون آل نهيان مستشار الشؤون الخاصة في ديوان الرئاسة، ومعالي علي بن حماد الشامسي الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن الوطني.
ومعالي ريم بنت إبراهيم الهاشمي وزيرة دولة لشؤون التعاون الدولي، ومعالي سهيل بن محمد فرج فارس المزروعي وزير الطاقة والبنية التحتية، ومعالي عبد الله بن طوق المري وزير الاقتصاد، ومعالي مريم بنت محمد المهيري وزيرة التغير المناخي والبيئة، ومعالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي وزير دولة للتجارة الخارجية، ومعالي سارة بنت يوسف الأميري وزيرة دولة للتعليم العام والتكنولوجيا المتقدمة.
ومعالي نورة بنت محمد الكعبي وزيرة دولة، ومعالي أحمد بن علي محمد الصايغ وزير دولة، وخلدون خليفة المبارك رئيس جهاز الشؤون التنفيذية عضو المجلس التنفيذي، وصالح أحمد السويدي سفير الدولة لدى البرازيل، وعدد من المسؤولين.
فيما يرافق الرئيس البرازيلي وفد يضم رودريجو باتشيكو رئيس مجلسي الشيوخ الاتحادي والوطني، وكارلوس فافرو وزير الزراعة والثروة الحيوانية، وأجورونيمو رودريجز حاكم ولاية باهيا، وأندريه كورريا نائب وزير الخارجية لشؤون المناخ والبيئة والطاقة، وكارلوس دوارتي نائب وزير الخارجية لشؤون أفريقيا والشرق الأوسط، وإليانا زغيب سفيرة البرازيل لدى الدولة وعدد من كبار المسؤولين.
وكان لويس إيناسيو لولا دا سيلفا رئيس جمهورية البرازيل الاتحادية الصديقة، وصل أمس، في زيارة رسمية إلى دولة الإمارات، ترافقه السيدة الأولى جانجا لولا دا سيلفا.
وكان في استقباله لدى وصوله مطار الرئاسة.. معالي سهيل بن محمد فرج فارس المزروعي وزير الطاقة والبنية التحتية، رئيس بعثة الشرف المرافقة للضيف، وعدد من المسؤولين.