إن سهولة أدوات التواصل مع الجمهور لاتبرر لكل من هب ودب ان يكون هو الناقل للمعلومه فنقلها يحتاج لطريقه تخصصيه اكثر مما يتصور البعض لان طريقة النقل ممكن ان تؤثر في المعنى وتخلف مفهومه لذا يجب ان يكون نقل المعلومه احترافيا وهذا هو دور الاعلام المتخصص الذي ينور المتلقي ويفهمه كيف تصير الامور وماذا عليه ان يفعل ازاء ماحدث وماهو المتوقع الحدوث وفق معطيات مشروحه ومفنده .
لكن مانشاهده في الاونه الاخيره ان الكل اصبح اعلامي او يصف نفسه بهذا الوصف وهو ابعد مايكون عنه وعندما تواجهه بانه غير مؤهل يخفض صفته الى درجه اقل ويقول انا مشهور من مشاهير قنوات التواصل وهنا لا اختلف معه او معها ولكن كونك مشهور فهذا لايعطيك الحق ابدا بان تكون قناه اعلاميه موصله لنصوص اعلاميه رسميه او حتى شعبيه لان الخطر يكمن هنا وولادة الشائعه الغير صحيحه ينطلق من هذه القاعده لبيلغ الافاق واجزم ان الزياده والنقص في النص سيكون هدفه الشهره او مايسمى الترند وليس نقل الحدث او المعلومه او النص الاعلامي لذلك خرج الناقل عن الهدف الصحيح وتوجه بعقول الناس الى هدفه الشخصي وهذا ينافي كل القواعد الاعلاميه . فالاعلام رساله عظيمه وامانه كبيره لايستطيع تحملها اي شخص فهي تحتاج الى اشخاص من نوع خاص ذوي مواهب وقدرات ممنوحه من الخالق عز وجل ومكتسبه بالتعليم والتطوير الممنهج وفق رؤى وايدلوجيات مستمده من ادبيات وقوانين وضعها كبار المجال لاتخرج عن سياق توجه الدول والحكومات بل والحريات التي لاتخرج عن دائرة الطاعه لولي الامر وهذه امور لايتقنها اي فرد فهي معادلات صعبه تحتاج لقدرات ذهنيه ونفسيه بل وبدنيه لذلك انا مستاء من مشاهدة البعض يخوض في هذا العلم بل ويمارسه بكل جهل وعدم درايه ويطلق على نفسه اعلامي وهو لايعلم من هو الاعلامي وماهي شروط هذا الوصف لاعتقاده ان المشهور اعلامي ولايفهم ان الاعلامي هو المشهور وليس العكس .
لذلك اهيب بالمتلقي اولا بان لايستمع ولايتلقى الخبر الا من مصدر اعلامي رسمي ومن بوق اعلامي محترف ولايترك لعرفه ان يمتلئ باصوات نشاز تنقل معلومات مبهره ببهارات هدفها تلوين شكل الطبخه لتصل لمائدته وياكل منها حتى لو كانت مضره .
واهيب ثانيا بالجهات الاعلاميه والرقابيه الرسميه بان تقنن الادوار بوضع انظمه اكثر شده واحكام حتى لايتسلل مثل هؤلاء الى حرم الاعلام الذي اصبح يدخله كل دخيل.

كلمتين ونص :
لاتلبس ثوب لايكون على مقاسك وكن انت قول ماتريد ولكن لاتنشره على الملأ اذا لم تكن مؤهل لذلك فالمربض لايعالجه الا طبيب والمبنى لايشيده الا مهندس والخبر لاينقله الا اعلامي.

بقلم : عماد عمر طيب