لعبت الملكة إليزابيث الثانية ملكة بريطانيا، دوراً مهماً في تعزيز روابط الصداقة بين دولة الإمارات والمملكة المتحدة، امتدت لعقود طويلة، بدأتها بالزيارة التاريخية لدولة الإمارات، في الرابع والعشرين من فبراير 1979، والتي كانت الزيارة الأولى للبلاد، والتي قوبلت باحتفالات رسمية وشعبية حافلة، ارتفعت فيها الزينات والأعلام وعبارات الترحيب، كما تزينت الشوارع والحدائق والدوارات بالورود والأنوار الملونة واللافتات، بشكل لافت للنظر، كما أقيمت حلقات الرقص الشعبي في كل مكان نزلت فيه الملكة، كما اطلعت الملكة على إنجازات كبرى تم إنجازها خلال 7 سنوات من عمر الاتحاد حينها.
وحرصت الملكة إليزابيث الثانية عبر العقود الماضية، على ترسيخ صداقة متأصلة مع قادة الإمارات، قوامها التفاهم والاحترام المتبادل، وهو ما ظهر منذ زيارته الأولى للبلاد، حيث اطلعت خلال تلك الزيارة التاريخية الأولى، على النهضة العمرانية التي شهدتها البلاد في السنوات الأخيرة، وافتتحت بنفسها مجموعة من المشاريع الاقتصادية الكبرى، في حين أعربت خلال زيارتها الثانية في نوفمبر 2010، عن إعجابها بالإنجازات العظيمة التي حققتها الدولة.
وقد أولت دولة الإمارات العربية المتحدة، أهمية كبيرة للعلاقات التاريخية المتينة مع المملكة المتحدة، والتي رسختها قيادتا البلدين، وشكلت فيها الملكة إليزابيث الثانية علامة فارقة، عززت جذورها، وأرست قواعد ثابتة لها، وكانت نقطة مهمة في مسيرة علاقات التعاون الوثيقة بين البلدين الصديقين، والتي تميزت بخصوصية لافتة، استندت إلى إرث ممتد من التفاهم والصداقة.
أول زيارة لدولة الإمارات
في صباح 24 فبراير 1979، وصلت الملكة إليزابيث وزوجها الأمير فيليب دوق إدنبرة والوفد المرافق، إلى ميناء زايد في أبوظبي، على ظهر اليخت الملكي «بريطانيا»، وكان في مقدم مستقبليها في أول زيارة لها لدولة الإمارات، المغفور لهما، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، وأصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى.
كما شارك في الاستقبال، الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، وكان آنذاك ولي عهد أبوظبي، وبرتبة فريق، ونائباً للقائد الأعلى للقوات المسلحة، وأصحاب المعالي الوزراء ورؤساء البعثات الدبلوماسية، وكبار ضباط القوات المسلحة، وأعضاء السفارة البريطانية.
وجرى استقبال رسمي وشعبي حافل للملكة لدى وصولها، يرافقها زوجها دوق إدنبرة، ووفد كبير، يضم وزير الدولة للشؤون الخارجية، وعدد من المسؤولين البريطانيين.
وبعد أن صافح المغفور له الشيخ زايد بن سلطان ونائبه وأعضاء المجلس الأعلى للاتحاد الملكة لدى نزولها إلى رصيف الميناء رقم 14، بدأت المدفعية في إطلاق إحدى وعشرين طلقة تحية بمقدمها، بينما قدمت طفلتان إلى المغفور له الشيخ زايد وضيفه البلاد باقتين من الزهور، ثم استعرضا حرس الشرف، بعد أن عزفت الموسيقى النشيد الوطني للبلدين.
وعند المساء، أقامت ملكة بريطانيا مأدبة عشاء رسمية، على ظهر اليخت الملكي «بريطانيا»، على شرف الشيخ زايد.. وحضر الحفل الشيخ خليفة بن زايد، وسمو الشيخ سرور بن محمد رئيس بعثة الشرف المرافقة للملكة، وعدد من أصحاب المعالي الوزراء.
ثم عقدت جلسة من المباحثات الرسمية بين وفد دولة الإمارات، برئاسة أحمد خليفة السويدي وزير الخارجية آنذاك، والوفد البريطاني المرافق للملكة، برئاسة جان فرانك جود وزير الدولة للشؤون الخارجية آنذاك.
وصرح السويدي عقب الجلسة، بأن المباحثات تناولت الوضع العام في منطقة الخليج، وتطورات قضية الشرق الأوسط. حيث شرح الجانبان وجهتي نظرهما، في ما يخص الأحداث الأخيرة، سواء في الخليج أو الشرق الأوسط.