الامتلاء جميل لكن الفراغ أجمل
لماذا تستأنس أرواحنا برؤية البر ، لأنه ذهب ذاهب عن التعقيدات
لماذا تستأنس أرواحنا برؤية البحر ، لأنه براحة ، اتساع ، مدد
أكبر تكريم يجزيه الرب الكريم للعبد الكريم هو أن يكرمه بمساحات واسعة من روضات الجنات
نهر ماء ، نهر خمر ، نهر لبن ، نهر عسل
ينابيع رقراقة فارغة من الشوارد و المنغصات ، تنسكب سكبا فوارا في داخل داخله ، تنعيما له لأنه عاش حياة خالية من المنكرات الضيقات
عندما يرتكب شخص ما جريمة ، يزجونه بالسجن ، و عندما يرتكب جريمة في السجن يضعونه في زنزانة منفردة ، لماذا ؟
كي ينفرد بالضيق و ينفرد الضيق به
عندما تتقلص مساحة الفراغ أمام ناظريه ، تتقلص نفسه ، و تضيق به دنياه ، و يعترف حتى بالجرائم التي لم يرتكبها !
ما رأيك أن تكون أنت بر ؟ ما رأيك أن تكون أنت بحر ؟
البر بفتح الباء هو الله
البر بكسر الباء هو الإحسان
البر بضم الباء هو الطحين
أن تكون محسنا للآخرين دون تمييز بين عرق أو لون يعني أن تكون مضخة سعادة و سلامة و سكينة لروحك أولا ، أنت المستفيد من العطاء ثم الآخذ لا العكس
أن تكون بحري التنفس شفاف التطلعات نقي النوايا يعني أنك محبوب مرغوب طيوب
التشبه بالطبيعة هو ذكاء الذكاء و فطنة الفطنة
زرت مرة أحد المكتئبين و قد طلب مني أن أساعده للنجاة من هذا المرض ، استقبلني عند باب قصره ، و رافقته دخولا باتجاه العمق ، عدد لي عشرات التحف في طريقنا من الباب إلى صدر المجلس ، هذه غالية ، و هذه أعجوبة ، و هذه ( أعبد جمالها ) ! ، و هذه عز نظيرها ، و هذه انقطع مثالها ، و بعد وصولنا إلى المستقر ، قال لي : أرجوك حبل مشنقة سوداء يلتف حوالى رقبتي ليل نهار يريد أن يخنق أنفاسي ما الحل ؟
قلت له : الكثافة هي الداء و اللطافة هي البراء و الصفاء هو الشفاء ( تحرر من مقتنياتك ) ، كن أنت تحفة التحف و مسرة المسرات
أقسم صادقا أن بيتي عديم الأيقونات ، لأنني أحاول أن لا يأسرني آسر و أن لا أتقيد بقيد
بقلم: د. أحمد طقش