تصدر دبي للمشهد السياحي العالمي، في تدفق قياسي للزوار نسبة إلى ما كانت تسجله دبي سابقاً، وفي إقبال استثنائي مقارنة مع وجهات سياحية مهمة عالمياً، لا يعطي فقط دليلاً على نشاط وانتعاش هذا القطاع في دبي، وإنما أبعد من ذلك يبرهن بقوة على أن دبي قادرة على إنجاح كل خططها، وأهدافها في مضاعفة حجم اقتصادها بكل قطاعاته.
دبي ماضية في ذلك بكل ثقة ونجاح، والأرقام تؤكد ذلك تباعاً، وتفتح أبواباً أوسع لإنجازات أكبر مع كل هذه الخطوات الناجحة، التي تقطعها دبي في تنفيذ رؤية محمد بن راشد، وهي رؤية واضحة، ومخطط لها بدقة عالية لجعل دبي وجهة السياحة الأولى، والمدينة الأكثر أماناً وسلامة، والأفضل للعيش على مستوى العالم.
أن تحقق الإمارة قفزة نوعية باستقطاب 7.1 ملايين زائر دولي في النصف الأول من العام الجاري، بزيادة 183% عن مستويات 2021، وأن تسجل المنشآت الفندقية فيها أحد أعلى معدلات الإشغال في العالم، بنسبة 74%، يعني بوضوح أن دبي بدأت تستعيد أرقام ما قبل الجائحة، وبدأت تطمح للمواصلة والبناء على هذا النجاح، لتعود إلى مضاعفة النمو سواء في هذا القطاع أو غيره من القطاعات الاقتصادية الأساسية.
تأكيد حمدان بن محمد على أهمية هذا القطاع، الذي يمثل رافداً رئيسياً لتعزيز النمو الاقتصادي في كل القطاعات، والرعاية الخاصة التي توليها قيادة دبي للارتقاء بمقوماته، كفيل باستمرار الأداء القوي للقطاع، ورفع مساهماته الإجمالية في الاقتصاد الكلي لدبي، والاهتمام المتزايد بهذا القطاع يبشر بإنجازات أكبر، ضمن أجندة دبي الطموحة في أن تصبح المدينة الأكثر استقطاباً للزوار الدوليين في العالم.
دبي لم تتوقف أبداً، رغم كل الظروف الصعبة، التي مر بها العالم، عن السير في هذا التوجه الاستراتيجي، حيث عملت وتواصل العمل باستمرار على ترسيخ ريادتها لهذا القطاع، وتعزيز قيمة مضافة حقيقية لزوارها من كل أنحاء العالم، عبر مقومات متفردة، وخلق شراكات دولية واسعة، واكتشاف المزيد من الفرص في الأسواق العالمية، وهو ما ترجمه النجاح الكبير لاستراتيجية تنوع الأسواق، عبر التنوع الجغرافي الكبير لزوار دبي الدوليين، وهذا يلفت أولاً إلى أن دبي تحافظ على صدارتها وجهة مفضلة للزيارة، فهذه الأرقام القياسية جاءت برغم افتتاح معظم الوجهات العالمية أبوابها للسياح، وثانياً أن دبي تمتلك مزايا راسخة ومتفردة بصفتها وجهة آمنة ومتاحة ومفعمة بالمهرجانات والفعاليات الترفيهية، وفعاليات الأعمال بتنوعها.
جاذبية دبي لها من عوامل القوة ما يؤهلها لأن تكون وجهة العالم الأولى بلا منافس، ودبي بإصرار قيادتها، ومثابرة فريقها ماضية نحو هذا الهدف بثبات وثقة.
بقلم: منى بوسمرة