أكد أحمد عبد المحسن آل محمود، مستشار التخطيط الاستراتيجي وتقييم الأداء المؤسسي وإدارة المشاريع في دائرة المالية المركزية بالشارقة، أهمية نقل المؤسسات التقليدية إلى مؤسسة رشيقة قادرة على التعامل مع التغيُّرات السريعة والطارئة من دون تأثّر الإنتاج، وذلك بناءً على معايير علمية تقيس مدى رشاقة المؤسسة، وتستخدم في تقييم مدى فاعلية الأداء المؤسسي.
جاء ذلك خلال ورشة “الرشاقة المؤسسية”، التي نظمتها هيئة الشارقة للكتاب في المنطقة الشرقية، بمدينة دبا الحصن، ضمن سلسلة من الورش التي تستهدف الموظفين العاملين في عدد من الجهات الحكومية في مدن المنطقة الشرقية، وذلك بهدف تعزيز مهارات الموظفين الحكوميين وتنمية قدراتهم الإبداعية وتعريفهم بمهارات الإدارة الحديثة.
وأشار المحمود إلى أن الرشاقة لها ثلاثة اتجاهات يتحدد من خلالها مقدار مرونتها، وذلك من خلال مرونة التخطيط الاستراتيجي، الذي يشكل أعلى وزن في معايير الرشاقة، ومرونة الابتكار، الذي يضمن نقل الأفكار الإبداعية إلى حيز التطبيق، وأخيراً مرونة العمليات، التي تظهر من خلالها ثمار ونتائج الرشاقة في الاتجاهين السابقين.
وأكد المحمود أن مرونة الاستراتيجية تعتمد بشكل كبير على قدرة الفريق على اتخاذ قرارات جريئة وسريعة، بشكل يعكس مقدرته الاستراتيجيَّة على استشراف المستقبل، موضحاً أن هذا يساعد على اكتشاف المخاطر قبل حدوثها، والاستعداد لمواجهتها أو التقليص من آثارها لأدنى حدٍّ ممكن.
وحول رشاقة الخدمات الحكومية في قطاع إدارة العمليات، أوضح المحمود أن ذلك يقوم على مدى قدرة الجهة على تبسيط العمليَّات، بحيث تعمل على إتاحة المجال لفريق العمل لاتخاذ القرارات في العمليات التي لا تستدعي الرجوع إلى القيادة العليا، ضمن نطاق الإجراءات التي لا تتطلب الرجوع إليها، أو التي تم أخذ موافقة مسبقة عليها.
وأشار المحمود إلى المعايير الرئيسية للحوكمة المؤسسية، التي تتمثل في وجود إطار تشريعي محدَّث ومرن، ومعايير مؤسسية متجذرة تنظم شؤون العمل ولا ترتبط بالأشخاص، مؤكداً أهمية مشاركة القيادة للعاملين في اتخاذ القرارات، والتواصل والحوار في تنفيذ المسؤوليات المنوطة بالجميع، في سبيل تأسيس بنك للأفكار التي تتحصل من مجموع الفرق، بما يؤدي إلى إدماج فرق العمل في اتخاذ القرارات.
وتحدث المحمود حول أهمية الشفافية في نجاح المؤسسات الرشيقة، وأن الشفافية تتمثل في وضع أدوات للرقابة، وضمان حرية الوصول والحصول على المعلومات دون قيود، والإفصاح الدائم عن الإجراءاتالمتخذة والمنفذة في العملية الإدارية.
ولفت المحمود إلى أن المؤسسات الرشيقة قادرة على نقل الموارد وتعزيز طرق مبتكرة لتعظيم نتائج الموارد المستخدمة، وزيادة الكفاءة والإنتاجيَّة، وإعادة الاستثمار في سياسات وخدمات عامة أكثر فاعليَّة، الأمر الذي يتطلَّب منها استخدام أدوات وسياسات مستحدثة، مع تطوير الأدوات الأخرى الراسخة في الممارسات الحكوميَّة لتمكينها من الانتقال إلى مؤسسات رشيقة تلبي معايير “الرشاقة المؤسسية”.
وتنظم هيئة الشارقة للكتاب في المنطقة الشرقية سلسلة ورش “الرشاقة المؤسسية” في عدد من الدوائر الحكومية في المنطقة الشرقية، حيث تقام في دائرة التنمية الاقتصادية في خورفكان، يوم الأربعاء 8 يونيو 2022، وفي جامعة الشارقة – فرع كلباء يوم الأربعاء 15 يونيو 2022، عند الساعة العاشرة صباحاً.