تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله” شهد سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، اليوم افتتاح أعمال القمة العالمية الشرطية 2022 التي تستمر أعمالها حتى السابع عشر من الشهر الجاري في مركز دبي للمعارض في إكسبو 2020 دبي بمشاركة عالمية وإقليمية واسعة.
وقد استهل سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم زيارته للقمة بتفقد المعرض المصاحب المقام بمشاركة أكثر من 250 عارضا محليا وعالميا.
وتابع سموه شرحا حول ما تقدمه الجهات العارضة من تقنيات متطورة تستخدم في مكافحة الجريمة والحد من فرص وقوعها وكشف تفاصيل وملابسات الجرائم المرتكبة بما في ذلك تحليلات الفيديو والطب الشرعي والذكاء الاصطناعي والعمل الشرطي ومعدات الاتصالات.
وتوقف سموه عند منصات عدد من الجهات العالمية العارضة وبدأها بمنصة “سكيور لاند كوميونيكيشنز” التابعة لشركة أيرباص العالمية حيث اطلع سموه على جانب من الحلول والتقنيات التي توفرها الشركة في مجال الاتصالات والتعاون في المهام الحرجة، إضافة إلى مجموعة من أحدث التقنيات الهجينة للسلامة العامة وإنفاذ القانون.
كما زار سموه منصة شركة “تيكنووير” العالمية المتخصصة في مجال التنقل الآمن بما في ذلك الحلول المدمجة، وأنظمة إضاءة الأمان للمركبات بمختلف أنواعها سواء الإضاءات الداخلية أو الخارجية والوحدات الداخلية المستخدمة في الهيكل الداخلي لمركبات القطارات والمترو، وأنظمة الإضاءة الذكية للقطارات، حيث تعد الإضاءة من المكونات المهمة في منح الركاب الشعور بالاطمئنان والأمان.
وتوقف سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم خلال الجولة في المعرض عند منصة شرطة دبي حيث اطلع على منظومة “الدرون بوكس” وهي عبارة عن منصة لإطلاق الطائرات المؤتمتة من دون طيار، وتهدف إلى خفض معدل زمن الاستجابة للحالات الطارئة الحرجة من 4.4 دقيقة إلى دقيقة واحدة فقط خلال السنوات الخمس القادمة إضافة إلى المساهمة في الكشف عن الجريمة، حيث تعتبر شرطة دبي من أوائل الجهات الشرطية على مستوى العالم في تطبيق منظومة الدرون بوكس كمستجيب للبلاغات الجنائية والمرورية و من المتوقع أن يتم تغطية إمارة دبي بالكامل في 2025.
وشملت زيارة سمو ولي عهد دبي للمعرض المصاحب للقمة العالمية الشرطية التوقف عند منصة مجموعة المدينة الآمنة الإماراتية حيث تعرف على ما توفره المجموعة من حلول أمنية متكاملة، وأحدث المشاريع التي شاركت المجموعة في تنفيذها من خلال ما تقدمه من حلول تعتمد على استخدام الذكاء الاصطناعي والتنبؤ بالحالة الأمنية والتعامل مع الجريمة.
حضر الافتتاح معالي الفريق ضاحي خلفان تميم، نائب رئيس الشرطة والأمن العام بدبي، ومعالي عبد الله محمد البسطي، الأمين العام للمجلس التنفيذي في دبي ومعالي الفريق عبد الله خليفة المري، القائد العام لشرطة دبي، وسعادة اللواء الدكتور أحمد ناصر الرئيسي، مفتش عام وزارة الداخلية، رئيس منظمة الشرطة الجنائية الدولية (الإنتربول)، والدكتور محمد بن علي كومان، الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب، ومساعدو القائد العام لشرطة دبي، ورؤساء الوفود من مختلف الدول المشاركة، وعدد من الضباط.
تضم القمة العالمية الشرطية، التي تستمر أعمالها أربعة أيام، ستة مؤتمرات يشارك فيها أكثر من 150 متحدثا في 100 جلسة إلى جانب مشاركة أكثر من 150 شركة محلية وعالمية تعرض أحدث التقنيات والابتكارات في مجال العمل الشرطي.
وانطلقت أعمال القمة بعقد مؤتمري “منع الجريمة” و”الطائرات المسيرة”، اللذين شهدا مشاركة عدد من كبار المسؤولين والمختصين الذين قادوا الحوار في مجالات منع الجريمة وتقنية الطائرات المسيرة.
وشهد “مؤتمر منع الجريمة” الذي يعتبر أحد أبرز فعاليات القمة العالمية الشرطية، انعقاد مجموعة من الجلسات وإلقاء كلمات لقيادات أمنية مرموقة في عالم إنفاذ القانون.
ناقشت الجلسات المسائل المرتبطة بالجريمة العابرة للحدود واستراتيجيات التخفيف من وطأتها، والعمل الشرطي في حقبة ما بعد الجائحة، إضافة إلى الثورة الرقمية والتحيز الخوارزمي في التنبؤ بالجرائم.
وشهد المؤتمر نقاشات استراتيجية حول استخدام التقنية والتصدي للجريمة المنظمة إلى جانب تنظيم ورش متزامنة حول الابتكار وتطور الخوارزميات وأنظمة التعرف على الوجه في مجال مكافحة الجريمة والوقاية منها.
وتتواصل أعمال مؤتمر منع الجريمة غدا (الثلاثاء) متضمنة جلسات نقاش وعروضا تقديمية تخصصية تتناول التخفيف من آثار الجريمة والوقاية من الجرائم المالية والإلكترونية العابرة للحدود.
وشمل مؤتمر الطائرات المسيرة مناقشات استراتيجية وجلسات حوارية تناولت ثلاثة مواضيع أساسية هي اللوائح التنظيمية للطائرات المسيرة، وتقنيات مواجهة الطائرات المسيرة المعادية، واستخدام الطائرات المسيرة في العمليات الميدانية، وذلك استمرارا في تسليط الضوء على دور التقنية والابتكار وأهميتهما في إنفاذ القانون.
وسلطت الجلسات الضوء أيضا على سبل استخدام تقنية الطائرات المسيرة في مجالات واسعة ومهمة مثل عمليات البحث والإنقاذ.
وثمن معالي الفريق عبدالله خليفة المري القائد العام لشرطة دبي رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله” للقمة العالمية الشرطية 2022، معربا عن خالص الشكر والتقدير لسمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي لدعم وحضور سموه للقمة التي تعد منصة مهمة لالتقاء القيادات الشرطية وجهات إنفاذ القانون على مختلف الأصعدة المحلية والإقليمية والدولية للتواصل مع الحكومات وصانعي السياسات، ومناقشة الأولويات الرئيسية التي تشكل مستقبل عمل ومهام أجهزة الشرطة وتعزز من الرؤية الاستشرافية لشرطة دبي، وترسخ قدراتها الابتكارية لمواجهة التحديات في مجال العمل الأمني، وتمنح كل الجهات الشرطية فرصة لتبادل الخبرات والمعارف والاطلاع على آخر المستجدات.
وأضاف معاليه أن القمة العالمية الشرطية تجمع أكثر من 150 متحدثا من خلال ستة مؤتمرات استراتيجية من جهات عالمية كالإنتربول واليوروبول والرابطة الدولية لرؤساء الشرطة، إضافة إلى وزارة الداخلية في دولة الإمارات، إلى جانب ممثلين عن القيادات الشرطية المحلية والإقليمية والدولية وأجهزة إنفاذ القانون، كما سيوفر المعرض أكثر من 250 عارضا فرصة لا مثيل لها لقوات الشرطة وإنفاذ القانون للاطلاع على أحدث التقنيات والخدمات والحلول اللازمة لضمان عالم أكثر أمانا.
وفي هذه المناسبة قال اللواء الدكتور أحمد ناصر الريسي، رئيس الإنتربول “إن التحديات القائمة وضعت جميع الدول في خط المواجهة، وهي جزء من التحديات العالمية التي تستلزم المزيد من التضامن لحماية الأمن الدولي ومواجهة الأخطار المحتملة، وضرورة العمل على الاستمرار في مواجهة الإرهاب والتطرف وفق استراتيجية موحدة، وخطط تنفيذية بالتضامن مع المجتمع الدولي”.
من جهته، قال المفوض لويس كاريلو، المستشار الشرطي للأمم المتحدة، في حديث خلال جلسة تضمنها اليوم الافتتاحي للقمة، إن تحديات الأمن الدولية تتطلب استجابة شرطية واسعة على الصعيد العالمي، مؤكدا أن شرطة الأمم المتحدة تلعب دورا رئيسا في التعامل مع الطابع الدولي للجريمة من خلال المنصات والمبادرات التي تمكن جهات إنفاذ القانون والقادة الأمنيين حول العالم من التعاون ومضافرة الجهود ورفع أهبة الاستعداد وضمان القدرة على الاستجابة بفاعلية”.
وتتواصل أعمال القمة العالمية الشرطية حتى 17 مارس متضمنة أربعة مؤتمرات أخرى تتمحور حول علم البحث الجنائي، ومكافحة المخدرات، وابتكارات الشرطة وقدرتها على درء المخاطر، وقدرات وحدات الكلاب البوليسية.