الشيماء خليف – دبي
تبرز أهمية القطاع السياحي ودوره الحيوي في تعزيز مسار التنويع الاقتصادي المستدام للاقتصاد الوطني للخمسين عاماً المقبلة بدولة الإمارات ،و ذلك مع الإعلان عن إطلاق النسخة السنوية الثانية من حملة “أجمل شتاء في العالم” الهادفة لتسليط الضوء على أجمل ما تقدمه الإمارات بكافة مناطقها للسياح من سكان الدولة وزوارها، استكمالاً للنسخة الأولى من الحملة، والتي شكلت العام الماضي أول حملة موحدة للسياحة الداخلية على مستوى الإمارات وحققت مليار درهم كعوائد مباشرة.
وفيما ركزت “مبادئ الخمسين” التي ترسم ملامح المستقبل على أن دولة الإمارات هي وجهة اقتصادية واحدة، ووجهة سياحية واحدة، وبعد إعلان الحكومة في ديسمبر 2020 عن الهوية السياحية الموحدة للدولة كامتداد للهوية الإعلامية المرئية لدولة الإمارات، من أجل ترسيخ مكانة الدولة كمركز جذب سياحي إقليمي وعالمي، وتقديم القصة الملهمة للدولة إلى العالم، أتى إطلاق الحكومة استراتيجية السياحة الداخلية لدولة الإمارات في ديسمبر 2020 أيضاً ليدعم تطوير منظومة سياحية متكاملة على مستوى الدولة تلعب دوراً فاعلاً وتحقق مساهمات مستدامة في دعم الاقتصاد الوطني وتوسيع قاعدته وتنويع مصادر الناتج الإجمالي للدولة.
والمنحنى التصاعدي لمساهمات القطاع السياحي في الاقتصاد الوطني يبدو جلياً في الأرقام الصادرة عن إدارة تنمية السياحة بوزارة الاقتصاد والتي أشارت إلى تحقيق قطاع السياحة في دولة الإمارات من يناير حتى أكتوبر 2021 معدلات إشغال سياحي في المنشآت الفندقية والسياحة بلغت 64%، لتتفوق الإمارات على أبرز 10 وجهات سياحية عالمياً، مثل الولايات المتحدة /58%/، والصين التي حققت معدل /54%/ ، والمملكة المتحدة /50%/، وتركيا /49%/، وفرنسا /44%/، والمكسيك /43%/، وإسبانيا /40%/، وإيطاليا /37%/، وألمانيا /33%/، وتايلند /21%/ .
كما تشير أحدث الأرقام أيضاً إلى ارتفاع إجمالي الإيرادات الفندقية بالدولة، في الفترة من يناير حتى أكتوبر 2021 بنسبة 54% مقارنة بالفترة ذاتها من العام 2020 ليصل إلى 19.6 مليار درهم، وزيادة عدد ليالي الإقامة الفندقية والسياحية في الفترة من يناير حتى أكتوبر 2021 بنسبة 42% مقارنة مع الفترة ذاتها من العام 2020 ليصل إلى 60 مليون ليلة.
– ارتفاع الطلب على السياحة الداخلية والخارجية .
ويخلق ارتفاع الطلب على السياحة الداخلية والخارجية فرصاً اقتصادية جديدة متنوعة غير تقليدية تسهم في تمكين مختلف فئات المجتمع في الوجهات السياحية المتعددة في كافة أنحاء الدولة، وتنشط صناعات سياحية وثقافية، مثل المنسوجات التراثية والمصنوعات التقليدية من سعف النخيل والفخار والصلصال، بما يدعم توجهات الاقتصاد الأخضر والاقتصاد المستدام ويعزز مصادر الدخل للأفراد والأسر والمجتمعات، ويرسخ الهوية السياحية الموحدة للدولة ويبرزها بكافة معالمها ويضمن استمرارية الفوائد الاقتصادية على مدار العام لمبادرات نوعية مثل حملة “أجمل شتاء في العالم .
وفيما ارتفعت مساهمة السياحة الداخلية في القطاع السياحي بالدولة إلى 60% في الفترة من شهر يناير حتى شهر أكتوبر 2021 بالمقارنة مع 29% في الفترة نفسها من عام 2019، ارتفع أيضاً عدد السياح الداخليين إلى 8.9 مليون نزيل منذ بداية العام 2021 وحتى نهاية أكتوبر مقارنة بـ6.2 مليون نزيل لنفس الفترة من العام 2020.
– قطاع ضيافة من الأكثر تنوعاً .
وتضم الدولة خيارات واسعة ومتنوعة ضمن قطاع الضيافة من الشقق الفندقية والمنتجعات السياحية والفنادق، حيث يمكن للسياح الاختيار من مجموعة متكاملة.. وقد ارتفع عدد المنشآت الفندقية بالدولة حتى أكتوبر 2021 إلى 1123 بزيادة 6% عن عددها في العام 2020 بحسب أرقام إدارة تنمية السياحة بوزارة الاقتصاد.
ومن الطبيعي أن تسهم زيادة أعداد المنشآت الفندقية والسياحية والترفيهية على مستوى الدولة بخلق مزيد من فرص العمل في القطاع، وتحريك قطاعات اقتصادية أخرى مثل التصميم المعماري والمقاولات والبناء والإكساء وخدمات الصيانة الدورية، ما ينعكس إيجاباً على تعزيز زخم الحركة الاقتصادية وتنوعها.
– قطاعات مستفيدة وسياحة التسوق .
وإلى جانب المساهمة المباشرة لمداخيل القطاع السياحي في تنويع الاقتصاد الوطني، يسهم نمو السياحة في الدولة في ازدهار قطاعات رديفة مثل قطاعات خدمات الإطعام والضيافة والتجهيزات الرياضية وتأجير المركبات.
كما ترسخ الإمارات مكانتها وجهة عالمية مفضلة لسياحة التسوق نظراً لاحتوائها على تنوع هائل من السلع من مختلف أنحاء العالم، وبفضل تطبيقها نظام استرداد ضريبة القيمة المضافة المتاحة للسياح والزوار، وتوفر مراكز التسوق الشهيرة عالمياً في الدولة، واستضافتها لمقرات إقليمية لشركات ومنتجات عالمية، وتقديمها تجارب الأسواق المتخصصة؛ مثل أسواق السيارات والمزادات وأسواق الذهب والمعادن الثمينة وغيرها.
وتسهم سياحة التسوق في تعزيز زخم الحركة التجارية وتجارة الترانزيت وإعادة التصدير وتخلق المزيد من الفرص في قطاعات التوصيل والشحن والخدمات اللوجستية.
– السياحة الاستشفائية والعلاجية قيمة مضافة للقطاع الطبي .
ويسهم إقبال السياح والزوار من المنطقة والعالم على الاستفادة من الخدمات الاستشفائية والصحية والعلاجية الموثوقة عالمية المستوى في الإمارات في توفير قيمة مضافة للقطاع الطبي بالدولة وخلق مزيد من الفرص الاقتصادية فيه وتعزيز سمعة القطاع الصحي، والذي أثبت كفاءة نوعية أثناء جائحة كوفيد-19 أهّلت الدولة للتصدر عالمياً في سرعة الاستجابة للجائحة والتعامل بكفاءة مع تداعياتها.
وقد رسخت الإمارات موقعها كمركز إقليمي موثوق للخدمات العلاجية عالية الجودة للباحثين عن تلقي العلاج في الخارج للاستفادة من فترات الانتظار القصيرة والتجهيزات الطبية الأحدث من نوعها وتنوع الكوادر الطبية والخبرات العالمية ضمن تخصصات مهمة مثل التشخيص الدقيق، وعلاج الأورام، وجراحات اليوم الواحد، وطب الأسنان، والطب التجميلي والترميمي والوقائي.
وتستفيد السياحة العلاجية بالدولة من وجود مدن طبية متكاملة في مختلف مناطقها تلبي مختلف احتياجات زوارها القاصدين إليها بهدف العلاج أو الاستطباب أو النقاهة، بما فيها من تخصصات متعددة، وما تضمه من مؤسسات رعاية صحية عالمية حائزة على شهادة الاعتماد الدولي من اللجنة المشتركة الدولية JCI، ومنها مدينة دبي الطبية، ومدينة الشيخ خليفة الطبية في أبوظبي، ومدينة الشارقة للرعاية الصحية.
– السياحة كمحرك للاقتصاد الجديد والصناعات الإبداعية الواعدة .
كما تساهم فرص الاقتصاد الرقمي والجديد اليوم في جعل القطاع السياحي مساهماً فاعلاً في توسيع قاعدة الاقتصاد الوطني واستدامة نموها وتطوره..
فالطلب المتنامي باستمرار على معلومات سياحية وافية ومتجددة بلغات عدة ومن زوايا مختلفة، يفسح المجال أمام صناع المحتوى الهواة منهم والمحترفين من داخل الدولة وخارجها لإعداد محتوى رقمي تعريفي شائق بأجمل معالم دولة الإمارات وجواهرها السياحية والثقافية والتراثية والترفيهية الخفية، وفعالياتها وأنشطتها على مدار العام.
وتشكل الدولة اليوم بوجهاتها السياحية فائقة التنوع مقصداً مفضلاً لأبرز صنّاع المحتوى الرقمي السياحي والترفيهي والإبداعي من المنطقة والعالم لإنجاز حلقات وبرامج وسلاسل متكاملة عن الكم الهائل من التجارب الثقافية المتنوعة والمغامرات السياحية والترفيهية المبهرة التي يمكن للسائح والزائر أن يراها في دولة الإمارات.
– النقل الجوي: تميز الناقلات الوطنية عالمياً ومساهمات في الاقتصاد .
وعلى مستوى آخر، يعد قطاع النقل الجوي الإماراتي من بين الأفضل عالمياً على مدى العقود الماضية بأسطوله الحديث والمتوسع باستمرار، والوجهات الجديدة التي عمل على إضافتها بشكل دوري قبل جائحة كوفيد-19.. مما شكّل على مدى السنوات الماضية مساهماً رئيسياً في الاقتصاد الوطني المتنوع مع نمو الحركة السياحية العالمية باتجاه الدولة.