قال سمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم نائب حاكم دبي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير المالية إننا نحتفل بالعيد الخمسين لتأسيس اتحادنا، ودولتنا ترفل في ثياب العز والمنعة والازدهار والأمن والاستقرار ..مشيرا إلى أنها سنوات زاخرة بالعطاء والبناء والتقدم وما حققناه خلالها، تحتاج دول أخرى ضعف عدد هذه السنوات لتحقيق مثله.
وقال سموه – في كلمة وجهها عبر مجلة “درع الوطن” بمناسبة عيد الاتحاد الخمسين – في هذا اليوم الأغر، ونفوسنا تفيض فخراً وحبوراً بنموذجنا الإماراتي المتألق، وبمكانة دولتنا المرموقة؛ نجدد العهد لقادتنا بأن نسير على نهجهم، وأن نقتدي بعطاءاتهم وتكاتفهم وتفانيهم في خدمة وطننا وشعبنا.
وفيما يلي نص الكلمة ..
“بسم الله الرحمن الرحيم ..
الحمد لله الذي كتب لنا أن نحتفل بالعيد الخمسين لتأسيس اتحادنا، ودولتنا ترفل في ثياب العز والمنعة والازدهار والأمن والاستقرار.
إنها سنوات زاخرة بالعطاء والبناء والتقدم. وما حققناه خلالها، تحتاج دول أخرى ضعف عدد هذه السنوات لتحقيق مثله. لا أقول هذا مجازاً أو تفاخراً، إنما هي الحقيقة المدونة في كتاب تاريخنا الحديث.
لقد انطلقنا في الثاني من ديسمبر 1971 من نقطة الصفر تقريباً في كل مجال تنموي وتنظيمي. لم نكن نملك سوى الأحلام والطموحات وقادة عظام امتلكوا الإرادة والعزيمة والإيمان. فأسسوا اتحادنا، ونجحوا خلال سنوات معدودة في تثبيت أركانه، ووضعوا التنمية الشاملة في مسار صاعد حفل بالإنجازات في كافة المجالات، وعوض شعبنا عن كثير مما فاته، ونقل بلادنا من الندرة إلى الوفرة، ومن عزلة عن عالمنا فرضت علينا إلى انفتاح وتبادل مع العالم بأسره، ومشاركة فاعلة في شؤونه وحراكه الإنساني والاقتصادي والقيمي.
قبل خمسين عاماً، كانت أقصى أماني شعبنا أن تحرز دولتنا تقدماً يقربنا من مستوى تقدم دول شقيقة وصديقة. واليوم فإن نموذجنا الإماراتي التنموي مثال يحتذى. وتتطلع دول عدة إلى السير على نهجه، والاستفادة من خبراته.
وكان من عظيم أهدافنا أن ننشر التعليم ونقلص نسبة الأمية. واليوم تتواصل الجهود لتطوير التعليم والارتقاء به إلى أفضل الممارسات العالمية، وتسجل دولتنا أحد أقل نسب الأمية بين دول العالم.
وحين تأسست دولتنا وأنشئت الوزارات والمؤسسات، بحث آباؤنا المؤسسون عن كوادر مؤهلة لشغل مئات الوظائف الجديدة، فما وجدوا سوى نحو 45 خريجاً جامعياً. واليوم يتدفق خريجونا بالآلاف سنوياً وفي كل تخصصات العلوم الإنسانية والطبيعية والتقنيات الحديثة.
آنذاك لم يكن مفر من الاستعانة بخبرات من الدول العربية والصديقة.
واليوم تطلب دول عدة خبراتنا في التخطيط والإدارة الحكومية وبناء قدرات رأس المال البشري، ونظم مواكبة المتغيرات واستشراف المستقبل.
واليوم يتداعى إلى خاطري حديث سيدي الوالد “حفظه الله” عن رحلته في العالم 1963 إلى الولايات المتحدة. كان الوالد عضواً في الوفد المرافق لجدي الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم “طيب الله ثراه”. سأل الوالد نفسه وهو يزور مبنى الأمم المتحدة في نيويورك: هل سيخفق علمنا أمام المبنى مع الدول الأعضاء؟ وخلال تنقل الوفد عبر المدن الأمريكية، سرح بفكره وهو يشاهد مظاهر الحضارة والتقدم حالماً أن نمتلك يوماً شوارع عريضة وميادين فسيحة وشبكات ماء وكهرباء وهاتف ممتدة إلى كل بيت، وجامعات ومصانع وبنايات وقطارات.
لقد حققت حلمك يا سيدي ورفعت سقف طموحات شعوب المنطقة. وبفضل آباء التأسيس وآباء التمكين بتنا ننافس الدول المتقدمة في كافة حقول التنمية.
ولدينا أرقى بنية تحتية في العالم، وتبوأنا هذا العام المركز الأول عالمياً في 121 مؤشراً تنموياً، والمركز الأول عربياً في 479 مؤشراً، ودخلنا نادي العشرة الكبار في 314 مؤشراً. وأخيراً وليس آخراً سجلنا أفضل أداء على مستوى العالم في مواجهة جائحة كورونا.
في هذا اليوم الأغر، ونفوسنا تفيض فخراً وحبوراً بنموذجنا الإماراتي المتألق، وبمكانة دولتنا المرموقة؛ نجدد العهد لقادتنا بأن نسير على نهجهم، وأن نقتدي بعطاءاتهم وتكاتفهم وتفانيهم في خدمة وطننا وشعبنا.
وأتقدم بأسمى آيات التهنئة والتبريك إلى سيدي صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله”، وسيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله”، وسيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وإلى إخوانهم أصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات، وإلى أولياء العهود ونواب الحكام.
والتهنئة موصولة إلى كل أبناء وبنات الإمارات.
أسأل المولى عز وجل أن يحفظ قادتنا ويديمهم ذخراً لوطننا؛ وأن يديم علينا نعمة الأمن والاستقرار والازدهار، وأن يعيد هذه الذكرى العزيزة على بلادنا وقادتنا وشعبنا بالخير واليمن والبركات.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته”.