أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، أن دولة الإمارات حققت بسواعد أبنائها منجزات مهمة وعديدة خلال العام الحالي وستواصل بإذن الله طريقها نحو التميز والتقدم والتطور بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، مشدداً على أنه بالإرادة القوية والعزيمة والتفاني وبهمة أبناء الوطن سنحقق المزيد من الرفعة والسمو لدولة الإمارات مثلما حقق آباؤنا وأجدادنا الذين أسسوا وطناً عزيزاً قوياً ننعم بخيره اليوم.
جاء ذلك خلال حديث سموه أمام الحضور في مجلس قصر البحر مساء أمس، حول مسيرة الإنجازات التي حققتها الدولة خلال عام 2015 والرؤية المستقبلية للدولة في ظل التطورات والتحديات المحيطة بالمنطقة.
وهنأ صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان الأمتين العربية والإسلامية بمناسبة المولد النبوي الشريف معرباً سموه عن أمنياته بعام خير وسلام على دولة الإمارات وشعبها وباقي دول المنطقة.
وقال سموه: «شهدنا خلال هذا العام وما زلنا تغيرات وتحديات ومستجدات عديدة كان لها تأثير مباشر وغير مباشر على المنطقة وعلى دولة الإمارات».
وأضاف صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أنه على الرغم من التطورات والأحداث التي تشهدها المنطقة إلا أن دولة الإمارات العربية المتحدة استطاعت أن تحصد العديد من الإنجازات على الصعيد الاقتصادي والسياسي والاجتماعي وحققت المراكز المتقدمة في مؤشرات التنافسية العالمية في العديد من المجالات.
وقال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إن دولة الإمارات شهدت خلال هذا العام أكبر تحد بتضحيات شهدائنا الأبطال، ودعا الله عز وجل أن يتقبلهم بواسع رحمته، مؤكداً أن ذكرى هؤلاء الأبطال ستبقى خالدة في ذاكرتنا وذاكرة الوطن وهم فخرنا وعزنا.
وأضاف صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان: «أتوجه لكل أم ولكل أب ولكل زوجة وابن وأخ لشهيد فقدناه أقول لهم جميعاً نحن أهلكم وإخوانكم وسندكم وسنكون قريبين جداً منكم وبصمودكم خرجنا أكثر قوة وصلابة وإصراراً على إكمال الطريق وأكثر تماسكاً وتضامناً وتآزراً بين القيادة والشعب».
وأكد سموه أن هذا التحدي أظهر المعدن الأصيل لأهل الإمارات وكشف عن الحب الحقيقي الذي يكنه شعب الإمارات لأرضهم ووطنهم، مشيراً إلى أن ذوي وأسر الشهداء الذين ضربوا أروع المثل في الوفاء والصبر والتضحية هم أهل خير وحب ووفاء أنجبوا رجالاً نفخر بهم ونعتز بعطائهم.
وعدد سموه جملة من الإنجازات التي تحققت على أرض الواقع وأبرزت مكانة الدولة على المستويات الاقتصادية والسياسية والعسكرية والاجتماعية والتنموية.
وقال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إن مشاركة دولة الإمارات في التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية إلى جانب الدول العربية في عملية إعادة الأمل في اليمن عززت من التضامن والتعاون في مواجهة التحديات الأمنية التي تواجه المنطقة.
وأشار سموه إلى أن الإمارات تبنت نهجاً متقدماً في تشجيع الابتكار والإبداع والعمل على دعم كل المبادرات المنهجية والعلمية الرامية إلى ترسيخ هذا النهج واقعاً في المسيرة الوطنية من خلال إعلان صاحب السمو رئيس الدولة عام 2015 عاماً للابتكار.
وأوضح سموه أن الدولة واصلت نموها الاقتصادي في ظل تراجع أسعار النفط بفضل سياسات التنوع الاقتصادي وتعدد مصادره وموارده في رفد الاقتصاد الوطني.
وأكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أن دولة الإمارات قدمت نموذجاً رائداً للتطور الاجتماعي والسياسي والتمثيل الشعبي من خلال انتخاب أول امرأة لرئاسة المجلس الوطني الاتحادي على مستوى دول المنطقة والشرق الأوسط.
ونوه سموه بأن المكانة التي اكتسبتها دولة الإمارات على الصعيد العالمي وتقدمها وتطورها في العديد من المجالات انعكس على مواطنيها ومنها المعاملة المتميزة التي يحظون بها على مستوى العالم كان آخرها إعفاءهم من تأشيرة الشنغن.
وتحدث سموه عن مجموعة من التحديات التي تواجه المنطقة والعالم وفي مقدمتها الإرهاب الذي تزيد رقعته ومساحته إقليمياً ودولياً.
وثمن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان دور الجاليات العربية والأجنبية في الدولة ومساهمتها الكبيرة في جهود التنمية والتي بادلت الإمارات حباً بحب وعطاء بعطاء لما وفرته لهم من فرص وطمأنينة وقدرت جهودهم في ظل قيم التسامح والتعايش التي تسود هذه الأرض الكريمة المعطاءة.. فنقول لهؤلاء شكراً.. وعملكم وعطاؤكم يثري نسيج الإمارات ويغني أنموذجها وتجربتها التنموية.
وتحدث صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان عن جهود الإمارات عالمياً في دعم ملف الطاقة المتجددة واستضافتها لإحدى منظمات الأمم المتحدة وهي الوكالة الدولية للطاقة المتجددة «آيرينا»، مشيراً سموه إلى أنه أمر ليس بالسهل.. الفوز بمقر«آيرينا» في ظل تنافس دول متقدمة لها سجل في هذا القطاع المهم.
وقال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إن إطلاق دولة الإمارات مشروع مسبار الأمل سيفتح بإذن الله أمامنا آفاقاً واسعة لتطوير قدراتنا في قطاع الفضاء على المستويات كافة وسيضع الدولة في مقدمة الدول الرائدة في المنطقة في هذا المجال الحيوي.
واستعرض سموه عدداً من المؤشرات التي حققتها دولة الإمارات هذا العام على الصعيد الاقتصادي والتنموي والسياحي ومنها المراكز الأولى عربياً في تقارير اقتصادية تنافسية عالمية واستقبال الدولة أكثر من 20 مليون سائح خلال العام 2015 واستقبال مطاراتها خلال العام الجاري نحو 100 مليون مسافر ما يعكس أن دولة الإمارات أضحت واحة أمن وأمان واستقرار ووجهة سياحية على الخريطة العالمية في ظل ما تشهده المنطقة من توترات وأزمات.
وأشار سموه إلى أهمية تعزيز التعاون الاستراتيجي مع الدول الآسيوية وصولاً إلى إعادة إحياء طريق الحرير الذي كان يربط المنطقة بتلك الدول تاريخياً وتجارياً وحضارياً، منوهاً سموه بالنتائج الطيبة التي أثمرت عنها زيارة جمهورية الصين الشعبية وتوجت بإطلاق صندوق الاستثمار الاستراتيجي المشترك مع الصين بقيمة 10 مليارات دولار.
وتحدث صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان عن مجموعة من التحديات التي تواجه المنطقة والعالم وفي مقدمتها الإرهاب الذي تزيد رقعته ومساحته إقليمياً ودولياً والذي تسبب في إراقة دماء الأبرياء واستباحة أرواحهم باسم الدين الذي هو منهم براء، مؤكداً سموه أهمية دور وسائل الإعلام وعلماء الدين في التصدي للأفكار المتطرفة وكشف زيف مزاعم الجماعات الإرهابية التي تشوه تعاليم شريعتنا السمحاء وديننا الحنيف الذي يدعو إلى إعلاء قيم السلام والتعايش والتسامح.
وتطرق سموه إلى تحدي هبوط أسعار النفط وتأثيراته على العديد من الدول، مشيراً إلى أن الميزانية الجديدة للعام 2016 تعكس محدودية تأثير انخفاض أسعار النفط العالمية على مجمل التوجهات الحكومية والخطط المستقبلية في الإمارات.
وتناول سموه الأوضاع في المنطقة وأشار إلى أن التحالف العربي أدرك اليمن في الوقت المناسب، منوهاً سموه بأن العمل العسكري يمضي بالتوازي مع العمل السياسي والحل السلمي وقال سموه: «نتمنى لليمن كل خير واستقرار».. مؤكداً سموه أن التعاون الصادق والتضامن العربي بإمكانه أن يقدم الكثير لصالح دول المنطقة وتنمية شعوبها.
تحالف عربي وإسلامي
وذكر صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أن المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز تدرك وتعي حجم التحديات التي تواجه المنطقة سواء من حيث التدخلات الإقليمية أو التهديدات الإرهابية وغيرها من المخاطر وهو ما نتج عنه قيادة التحالفين العربي والإسلامي.
وأكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أن دولة الإمارات ستواصل التعاون مع الدول العربية والصديقة في مكافحة الإرهاب والتصدي للتحديات الراهنة والمستقبلية التي تهدد شعوب المنطقة.
واختتم سموه حديثه بالتأكيد على أن المواطن سيظل أولوية في سياسة ورؤية الدولة للمستقبل فمن خلال أبناء الوطن رجاله ونسائه ستواصل دولة الإمارات بلوغ أهدافها وتميزها في المجالات كافة وسيظل رهاننا ثابتاً في الاستثمار في المواطن، مشيراً سموه إلى أن القطاعات ذات العلاقة المباشرة بالمواطنين والتعليم والصحة والخدمات العامة حظيت بالنصيب الأكبر في الميزانية الاتحادية العامة لعام 2016.
حضر مجلس قصر البحر سمو الشيخ راشد بن سعود بن راشد المعلا ولي عهد أم القيوين، ومعالي الدكتورة أمل القبيسي رئيس المجلس الوطني الاتحادي، وسمو الشيخ نهيان بن زايد آل نهيان رئيس مجلس أمناء مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية، والفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وسمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية، ومعالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، ومعالي الشيخ حمدان بن مبارك آل نهيان وزير التعليم العالي والبحث العلمي، والشيخ أحمد بن سيف آل نهيان، وعدد من الشيوخ وأعضاء المجلس الوطني الاتحادي ولفيف من المواطنين.